الظلم عنوان واسع يشمل أنواع عديدة تدخل ضمن عنوان الظلم، تعريف الظلم لغة واصطلاحًا الظّلم لُغة مصدر ظلم، ويعني الجور، يُقال، ظلَم فلانًا، أي جار عليه ولم يُنصفه، أمّا الظّلم اصطلاحًا فهو التّعدي عن الحقّ إلى الباطل، والتصرّف في ملك الغير ومجاوزة الحدّ، وعُرّف أيضًا بأنّه وضع الشيء في غير موضعه المختصّ به، إمّا بنقصانٍ أو بزيادةٍ، والظلم له أنواع وأشكال متعددة، منها ظلم النفس يعني إساءة الإنسان إلى نفسه نتيجة فعل أو قول خارج عن حدود الشارع، قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم [إِنَّ اللَّـهَ لا يَظلِمُ النّاسَ شَيئًا وَلـكِنَّ النّاسَ أَنفُسَهُم يَظلِمونَ]، والظلم له مصاديق كثيرة نحو، ظلم الإنسان لنفسه ولجاره وعائلته والشرك بالله، الكذب، خلق الفتن، العمل على تأجيج الكراهية.
انكى الذنوب وأقبحها الكذب على الله، ونزلت آيات قرآنية تصف الكاذب على الله بالظالم لنفسه، [فَمَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَرى عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النّاسَ بِغَيرِ عِلمٍ إِنَّ اللَّـهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ].
رسول الله محمد ص وبحديث صحيح قال يكثر من بعدي الكذابة، فمن كذب عليٌ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، لذلك أبدع العرب والمسلمين بالكذب المتعمد على الله عز وجل وعلى رسوله، بسبب حب الكرسي والزعامة، بل اعتبر السلف الكذب وسيلة مشروعة للوصول إلى الحكم، رسول الله ص قال عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية، والكل يعرف عمار كان صديقاً للإمام علي ع و استشهد بصفين بقتاله للفئة الباغية، لكن معاوية استعان بالكذابين الذين ادعوا أن من قتل عمار الذي جاء به لخداع أهل الشام وفعلاً نجح معاوية في إقناع أهل الشام أن الإمام علي ع هو الذي قتل عمار بن ياسر وليس عسكر الضال معاوية بن أبي سفيان.
الإعلام البعثي الطائفي والشوفيني يصور ملايين العراقيين الذين تم اعدامهم في الخونة والعملاء، الكورد الفيليون الشيعة هجرهم صدام الجرذ وسلب أموالهم واعتقل عشرة آلاف شاب من أبنائهم وقام في اعدامهم ودفنهم في صحراء السماوة، ويأتي إعلامي بعثي طائفي مثل علي الكاش ليألف كتاب ضخم للافتراء على ضحايا النظام السابق من الشيعة ويصف الكورد الفيليين في الفرس وأنهم إيرانيين بمحاولة رخيصة لتبرير فعل سيده صدام الجرذ الهالك، ويصف قبيلة آل بومحمد العربية العزاوية بأنهم فرس لكونهم شيعة لا أكثر، الكذاب علي الكاش يعرف بشكل جيد أن قبيلة آل بومحمد أكثر أصالة وعروبة منه ومن أصله الغير معروف.
الإعلام العربي اشتهر بالكذب، ومع دخول البث الفضائي وبرامج وتطبيقات الانترنت، شاهد العالم تفنن العرب بالكذب، بحيث ان رجل أعمال بريطاني أسس شركة متخصصة بصناعة الكذب، وتم استجواب مدير شركة الكذب من قبل الحزب الديمقراطي بسبب دعمه إلى حملة الرئيس ترامب، وقال مدير الشركة انه بمواقع التواصل الاجتماعي استفاد من خبرات العرب بالكذب، واستفاد من أكاذيبهم في صنع شركة مخصصة بالكذب، أكبر القنوات الفضائية العربية متخصصة بالكذب هي قناة الجزيرة، واكبر الكذابين هو فيصل القاسم، لم أشاهد بحياتي كذاب مثل الكذاب فيصل القاسم، بل فيصل أسس مدرسة متخصصة لإنتاج الكذب والضحك على عقول ملايين الشباب العربي الساذج، يوميا في تويتر اتصفح مايكتبه فيصل القاسم، اقولها وبصراحة، اسجل إعجابي بشخصية هذا الكذاب الذي فاق كل الكذابيين العرب من السابقين والمعاصرين، بل أجزم لم يأتي كذاب يعمل بمجال الإعلام مثل فيصل القاسم، مرتبط في جهات مخابراتية دولية، في إحدى تغريداته كتب مؤسس مدرسة الكذب العربي فيصل القاسم مايلي،( لايمكن ان افهم ولا ان استوعب مطلقا ان يهاجم إنسان إنساناً آخر ويوسعه ضرباً وعنفاً وتدميراً ثم يستولي على ارزاقه ويعيش عليها بكل راحة وسهولة متجاهلاً عذابات وآلام الآخرين بكل بساطة، سؤال يبدو ساذجاً وبريئاً طبعاً، لكن أي إنسان لديه ذرة إنسانية ومنطق سليم يجب ألا يخجل من طرح مثل هذه الاسئلة البريئة على نفسه باستمرار على الأقل لحماية حسه الإنساني وتحصينه ضد الوحشية والحيونة التي باتت السمة الأبرز لإنسان هذا العصر ( المتحضر الهمجي).
شر البلية ما يضحك، مثل فيصل القاسم مثل وليه وزعيمه وقائده الشيطان عندما قال للانسان اكفر فلما كفر نكص على عقبيه وقال للإنسان المسكين المغفل إني أرى مالا ترون إني أخاف الله رب العالمين.
البيئة العربية خصبة بالكذب، بسبب الصراعات القومية والمذهبية المستدامة منذ مئات السنين بل منذ آلاف السنين المعروف أن العرب يقتل بعضهم البعض الاخر، وعملاء للمحتلين، إلا ماندر، لذلك تلعب البيئة المجتمعية دور مهم في نشر ثقافة الكذب والنفاق والبهتان، عقول المجتمعات العربية وبالذات البدوية، وبعد سيطرة دول البداوة على زعامة العالم العربي والإسلامي، أصبح الكذب هو السمة البارزة للعالم العربي، الإعلام الرسمي العربي ورجال الدين الوهابي ومعهم الفيالق الإعلامية اللاهثة وراء الريال والدولار، يعملون ليل نهار في عمل حملات متواصلة وطويلة بالتركيز على غسل أدمغة الجماهير العربية إعلاميا و تعليميا، والهدف نزع إنسانية المعتدى عليه، و جعله و الحيوانات في نفس المستوى، بل و أكثر من ذلك جعل الحيوان ذو قيمة معنوية أكثر منه، فيسهل الأمر عليهم، رأينا جرائم الإبادة و التطهير العرقي والديني والمذهبي ضد شعوب الجزائر وأفغانستان وباكستان والعراق وسوريا واليمن وووو ….الخ من الشعوب التي هاجمتها كتائب المفخخين بطول الكرة الأرضية وعرضها، كل عمليات القتل والابادة تسبقها خطابات تحرض على القتل، والعمل على شيطنة الضحايا وهدر دمائهم ونشر فتاوى ابن تيمية التي تعتبر قتل الضحايا من أفضل الأعمال للتقرب بدماء الضحايا إلى الله عز وجل، مثل هذه الخطابات التي تنشر الكراهية تعطي ثقة بالنفس لكتائب المفخخين للفتك بالضحايا، لأنهم يعتقدون أنهم يقتلون مجاميع من الجرذان و ليس بشرا، من يتحمل مسؤولية القتل هم الأنظمة العربية صنيعة دول الاستعمار وعلماء الفكر الوهابي الظلامي، مانراه من قتل بالشرق الأوسط، هذه الجرائم تحدث منذ مئات السنين، الحقد الطائفي والشوفيني هي الداء الحقيقي.
قيل أنه سئل مجرم تربى على قتل الضحايا، وفق مزاجه، هل كنت تشعر بضحاياك وهم يتوسلون إليك فأجاب لقد اقنعت نفسي انهم بمستوى الحشرات فلم يكن القتل بعد ذلك صعبا لي بل مجرد هواية وتسلية لي بقضاء وقت فراغي،
إن التساؤل حول كيفية ارتكاب الإنسان للعنف والظلم ضد الآخرين يكشف عن أزمة أخلاقية عميقة في الطبيعة البشرية، تجد كذاب مفتري مثل فيصل القاسم يطرح تساؤلات حول الظالم وهو بنفس الوقت مدرس ومعلم شباب العرب في كيفية الكذب والافتراء.
ما نراه من قتل بالدول العربية والشرق اوسطية، هو امتداد لحقبة الاستعمار، لايوجد فرق بين استعمار اليوم الحاضر وبين الاستعمار القديم الذي كان يحتل اراضينا، كيف للإعلام العربي المرتبط بدول الاستعمار أن يميزون بين الحق والباطل وهم مرتزقة خدم للأنظمة القمعية الرجعية المتخلفة.
أصبح العالم اليوم، تحكمه عدد من القوى العظمى، إنه عصر القوة والعسكرية واستعمار الشعوب عن طريق دعم أنظمة عميلة، عالم يدعي نشر الديمقراطية، وهم يدعمون أنظمة قمعية مجرمة، عالم تجرد من القيم والمبادئ والأخلاق وبذلك تطبعت الدول والأنظمة والشعوب، وللأسف على قبول هذا الظلم والكذب وتصديق ذلك من قبل الضحايا المغفلين من أبناء بلدان العرب.
عندما يكون الانسان صنيعة لفكر ديني صنعته دول الاستعمار، أو أن يكون بعثي وهابي فهو قادر على فعل جرائم القتل وينام بكل راحة بل وحتى يفتخر ويتباهى بذلك لانهم مجردين من كل الأحاسيس والمشاعر التي تفرق بين الانسان والحيوان.
أن للإنسان جوانب حيوانية وحشية غير ظاهرة في وقت الضعف لكن يبينها عندما يصبح صاحب قوة وسطوة، لننظر لقتل أطفال غزة بكذبة طرد حماس، يمكن محاصرة حماس والضغط عليها بالعقوبات وليس في قتل مليوني طفل وامرأة مساكين، يقول الفيلسوف فريدريك نيتشه، لطالما ضحكتُ من الضعفاءِ، الذين يظنون أنفسهم أخيار لأن ليس لديهم مخالب.
ويقول الفيلسوف مالكوم إكس، إن لم تكن حذراً فإن الصحف ستجعلك تكره المقهورين و تحب أولئك الذين يمارسون القهر.
وفعلا الإعلام العربي المفتري جعل ملايين من أبناء الشعوب العربية لا يميزون بين الحق والباطل.
أختم المقال بتغريده خديجة بن قنة مذيعة قناة الجزيرة الجزائرية الجنسية كتبت التغريدة التالية( لأول مرة في تاريخ الحروب منذ العصر الحجري، يعلن طرفٌ انتصاره على طرف آخر من سقف مستشفى وعلى بساطٍ من جثث الرضّع والخُدّج والأطفال..
الاحتفال بالانتصار على الرضّع برفع العلم فوق جثثهم هزيمةٌ تليق بهم).
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
17/11/2023