الديمقراطية في العراق ليس وهم وإنما حقيقة ملموسة وواضحة
    

 كتب أحد عبيد الطاغية صدام  مقال بعنوان ( الديمقراطية في العراق وهم ليس إلا )  والعبيد لا لوم عليهم  فأنهم لا يعيشون  إلا في ظل العبودية  لهذا لا  عدو لهم إلا الحرية والأحرار  كالسمك  لا يعيش إلا في الماء مجرد تخرجه  يختنق ويموت   وهذه حالة العبيد في الحياة وخاصة عبيد صدام  لهذا يحنون ويتمنون عودة عبودية صدام وعائلته  وأفراد  قريته  فهم يعيشون في حالة اختناق   الذي يؤدي بهم الى الموت   لهذا يرون في عودة عبودية صدام وزمرته  الوسيلة الوحيدة  التي تنقذهم  وهذا دليل على إنهم يعيشون في وهم  ليس إلا

 منذ تحرير العراق  في 9-4-2003   وبعد إزالة عراق الباطل والعبودية بدء العراقيون  بإقامة  عراق الحق والحرية حيث أسسوا دستور من أرقى  الدساتير في العالم  وكذلك المؤسسات الدستورية   والدعوة  الى حكم الشعب كل الشعب   وفق الدستور  والدعوة الى كل العراقيين لترشيح أنفسهم  ودعوة الشعب الى  اختياره  وفق قناعته الذاتية

 وتأسس  البرلمان العراقي  في بغداد من كل المحفظات العراقية  ولكل محافظة عدد معين حسب عدد نفوسها  وهذا البرلمان يقوم باختيار  رئيس البرلمان  ونائبيه  ويقوم البرلمان باختيار  رئيس الجمهورية  ورئيس  الجمهورية يقوم باختيار  رئيس الحكومة  من الكتلة الأكبر في البرلمان ومن واجبات البرلمان مراقبة عمل الحكومة  فإذا  عجزت يقيلها وإذا قصرت يحاسبها

 كما  طلب من كل محافظة أن تختار حكومتها  من قبل أبناء المحافظة  لخدمة أبنائها  الصحية والتعليمية والأمنية والإدارية   كما طلب من أبناء كل حي  ان يختار مجلس بلدي  لخدمة    أبناء الحي  الإدارية   كما دعا الدستور الى تشكيل  الأقاليم  وفق الدستور  على  أساس إداري  لا قومي ولا طائفي ولا عشائري  ويكون جزء من العراق   والجميع تعيش تحت راية العراق الحر المستقل  الواحد الموحد

هذه هي ديمقراطية العراق  هل  هذا وهم  أم حقيقة واضحة وملموسة  أيها العبيد الأراذل  لا شك أنها حقيقة لكن العبيد لا يرون الشمس لأنهم عبيد والعبد لا يرى إلا الظلام  إلا سيده  لهذا يحن الى العبودية

لا  أنكر  إننا دون مستوى الديمقراطية    فالديمقراطية ليست سلعة نستوردها  بل الديمقراطية يصنعها الشعب ولا يمكن ان يصنعها  إلا إذا كان بمستوى الديمقراطية  أي ان يتخلق الشعب بأخلاقها  وقيمها الإنسانية الحضارية   وهذا  يتطلب من الشعب النزول الى الساحة وممارسة العمل الديمقراطي    لكن شعبنا   دخل الديمقراطية  فجأة  وبدون ممارسة وتجربة  كشخص رمي في البحر وهو لا يعرف السباحة   وهذا  ينطبق على حالة شعبنا   حيث وجد نفسه في بحر الديمقراطية  رغم إن أغلبيته المطلقة مسيطرة عليه قيم و أخلاق  الاستبداد  والعبودية  التي فرضها  الطاغية معاوية بعد احتلاله للعراق  واستمرت هذه الحالة   حتى قبر الطاغية صدام   وبعد قبر الطاغية صدام شعر العراقي إنه إنسان  أنه يملك شرف وكرامة بعد إن فقد كرامته وشرفه في زمن صدام

المؤسف إن الكثير من العراقيين استخدم أخلاق وقيم العبودية  وحكم الفرد الواحد العائلة الواحدة  في حكم الديمقراطية  كما لعب عبيد صدام  دورا فعالا  في إفشال الديمقراطية في العراق   تحت  شعار ندخل العملية السياسية من أجل  إفشال العملية السياسية الديمقراطية وتخريبها   كم يفعل عبيد صدام وجحوشه     مما أثر على سير الديمقراطية  وخلق سلبيات ومفاسد   في عملية سيرها  مما أدى الى أعاقتها   وتعثرها في بعض الأحيان

ومع ذلك إني على يقين فإن الديمقراطية ستنجح   وسيرتفع الشعب الى مستوى الديمقراطية ويتخلق بأخلاقها وقيمها ويتخلى عن قيم وعادات   العبودية والاستبداد  ونكون ماهرين  وسنكون قدوة للآخرين  وسيجعل من العراق منار للديمقراطية   والتعددية الفكرية والسياسة   ويقبر عبيد الطاغية  صدام  و قيم وعادات العبودية  والاستبداد  وحكم الفرد الواحد العائلة القرية الواحدة كما تقبر أي نتنة قذرة

مهدي المولى

محرر الموقع : 2023 - 11 - 18