شركات عالمية تخطط لاستثمار 8 مليارات دولار في قطاع الغاز العراقي
    

اكدت دراسة اعدها الخبير النفطي قيس العزاي ان العراق يخسر يوميا ما قيمته 80 مليون دولار نتيجة حرق الغاز الطبيعي المصاحب الذي ينبعث مع عملية استخراج النفط، مؤكدا ان الاستثمارات الأجنبية في حقول الغاز العراقي سترسم مستقبل الصناعة الغازية في البلد لتجعل منه أحد مصادر الغاز على الصعيد المحلي والإقليمي، ومورداً لأغنى عنه للسوق الأوروبية.

واظهرت الدراسة، ان "الشركات التي تسابقت للفوز بإنتاج الغاز المصاحب في العراق هي بلغار غاز البلغارية وترانس غاز الرومانية، وأو أم في النمسوية وأم أو أل المجرية ودانه غاز الإماراتية، وبوتاش التركية وأر دبليو آي الألمانية، وأعلنت هذه الشركات عن خطة عمل تبلغ قيمتها 8 مليارات دولار لضخ كمية كافية من الغاز العراقي تكفي العراق والدول المجاورة وتلبي بعض الطلب الأوروبي، فيما ابدت  كل من تركيا وسورية والأردن ومصر اهتمامها بالتزود بالغاز العراقي وبدأت مفاوضات مع بغداد لتوقيع عقود غازية".

وأضاف العزاوي، ان "70% من غاز العراق الطبيعي ينبعث مع عملية استخراج النفط ويحرق يومياً، ما يعني أن الهدر اليومي يكفي لتزويد الأردن مثلاً مرتين بالطاقة الكهربائية وتعبئة 300 ألف قارورة غاز يومياً، لذلك يخسر العراق نحو 80 مليون دولار يومياً".

ولفت إلى ان "الاستثمارات الأجنبية في حقول الغاز العراقي سترسم مستقبل الصناعة الغازية في العراق لتجعل منه أحد مصادر الغاز على الصعيد المحلي والإقليمي، ومورداً لا غنى عنه للسوق الأوروبية".

ومن المؤمل ان يساهم الغاز العراقي في تغذية مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي "نابوكو" البالغ طوله 3300 كيلومتر، والذي ينقل الغاز من بحر قزوين عبر تركيا وبلغاريا ورومانيا والمجر إلى النمسا لإمداد أوروبا للحدّ من اعتمادها على الغاز الروسي.

ويحتل العراق المرتبة 11 عالمياً في احتياطاته الغازية البالغة 131 تريليون قدم مكعبة، ويُرجح إن يصل إلى المرتبة الخامسة في حال استكمال الاستكشافات الخاصة بالغاز.

وأعلن وزير النفط العراقي جبار اللعيبي امس الثلاثاء عن تصدير 822 ألف طن من الغاز خلال عام 2017، ، موضحاً أن التصدير تم من الموانئ الجنوبية في خور الزبير عبر شركة غاز البصرة.

ودخل العراق نادي الدول المصدرة للغاز في عام 2016 محققاً طفرة نوعية في استثمار الغاز الطبيعي الخام، فيما اعلنت وزارة النفط العام الماضي ارتفاع معدل إنتاج الغاز السائل إلى أكثر من 5300 طن يومياً، ومعدلات الاستثمار في إنتاج الغاز إلى 1300 مليون قدم مكعبة يومياً، محققاً طموحات تأخرت كثيراً بسبب الحرب مع إيران في ثمانينات القرن الماضي.  

وقال عضو اللجنة المالية النيابية جبار العبادي، إن "دخول العراق نادي الدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي يعتبر مثابة طوق النجاة للاقتصاد الذي يحتاج واردات جديدة إضافة إلى النفط الخام".

 وأضاف ان "الاقتصاد العراقي سيبقى غير مستقر لأنه يعتمد على مورد واحد تتحكم به الأسواق العالمية، ولذلك تكون الأزمات أمراً وارداً بين فترة وأخرى، لكن في حال تعددت الموارد يكون حجم اعتمادنا على صادرات النفط أخف وبالتالي يكون تأثير الأزمات أقل".

وكانت  شركة تسويق النفط "سومو" التابعة لوزارة النفط كانت قد اكدت في بيان، ان "الإيرادات من مبيعات النفط الخام في عام 2017 بلغت 59.552 ملياردولار، بمعدل 4.962 مليار دولار شهرياً، بينما بلغ معدل سعر البيع الشهري للنفط الخام 49 دولاراً للبرميل ووصل إجمالي الصادرات النفطية الى 1.207 مليون برميل، مشيرة إلى أن 44 شركة عالمية اشترت النفط الخام العراقي.

محرر الموقع : 2018 - 01 - 10