العقيدة الأيديولوجية تستخدم بكل الصراعات، نعيم الهاشمي الخفاجي
    

 

 

 

 

ليس بالأمر الجديد على تاريخ البشرية استعمال العقائد الايدولوجية سواء كانت دينية سماوية أو وضعية بالحروب وتجيش الجيوش وزجهم بالمعارك، لتحقيق أهداف يطمح لها القادة السياسيين.

 شيء طبيعي يدفع المدنيين الفاتورة الأكبر بالحروب، تسبى نساؤهم وتباع حتى الأطفال بسوق النخاسة، ورأينا ما فعلت التيارات الوهابية الاخوانية التكفيرية في نينوى وتكريت وغرب كركوك واجزاء من الأنبار وفي شمال وشرق سوريا وفي شمال حلب وأرياف دمشق، وفي محافظة مأرب وتعز باليمن،  قاموا في إبادة كل البلدات  والقرى الشيعية والايزيدية والمسيحيية بطرق همجية قل نظيرها بالتاريخ، طبقوا أحكام بالقرآن حسب فهمهم بالتعامل مع كل شخص يختلف معهم حتى في الرأي، واعتبروه كافر.

تم جمع إرهابيين من مائة دولة بالعالم للقتال بالعراق وسوريا وليبيا وافغانستان واليمن، جميع فيالق الإرهابيين جاءوا وفق منطلق ايديولوجي عقائدي تكفيري وهابي.

لذلك على الفيالق الإعلامية الوهابية ان لايتعجبون وتصيبهم الدهشة عندما يشاهدون استخدام الخطابات الايدولوجية في التحشيد الاعلامي وفي أماكن الصراعات، لأن الوهابية أكثر القوى الإرهابية العالمية التي استخدمت الخطاب الايدولوجي في قتل ملايين البشر من المسلمين والغير مسلمين الذين لايأخذون دينهم من فكر الضال ابن تيمية ومحمد عبدالوهاب.

عندما تشن السعودية الحرب ضد اليمن، ويخطب أمام المسجد النبوي عبدالرحمن السيدسي ويقول بالصورة والصوت( إن لم تكن حربنا في اليمن سنية شيعية فنحن نجعلها سُنية شيعية)، ماذا نسمي هذا الخطاب، ألم يكن خطاب تكفيري لتجنيد فيالق من الشباب المتطرف للانضمام إلى القوات المتحاربة في اليمن لقتل أبناء اليمن الشمالي بسبب كونهم شيعة، سواء زيدية أو جعفرية أمامية.

بلا شك عندما تهاجم شعب، بالتأكيد أبناء اليمن يستخدمون كل الوسائل للرد على السعودية وتحالفها، فتم قصف قواعد عسكرية وبترولية في عمق الأراضي السعودية، وأيضاً تم قصف اهداف في دولة الامارات، لا يوجد اجماع عربي لقتل شعب اليمن، لذلك وقف بعض  وزراء خارجية الدول العربية ضد قتل الشعب اليمني.

أحد الكتاب السعوديين كتب القول التالي(  وحين ضُربت مصافي أرامكو احتفل البعض…).

نعم فرح أنصار الشعب اليمني، لأن القصف يكون له صدأ عالمي للضغط على إيقاف الحرب،  ويضيف الكاتب السعودي( في كل بلدان العرب حفلات وطرب يومي، لماذا التركيز على السعودية).

السبب ليس في إقامة الحفلات الغنائية، لكنكم فهمتم الإصلاح الديني بالمملكة العربية السعودية،  ليس في حذف فتاوى التكفير والكراهية التي تُدرس في المدارس المدنية والجامعات والمدارس الدينية وتُبث بوسائل الإعلام التي تشجع على الكراهية والقتل، بالمملكة العربية السعودية.

فهمكم للإصلاح، هو إقامة الحفلات الماجنة، وإنما يفترض القيام في إصلاح الفكر الديني المتعفن، ولهذا السبب ينتقد الكثير من أبناء الشعوب العربية التي عانت من جرائم الوهابية إقامة الحفلات الماجنة، لأنها ليست إصلاح حقيقي في محاربة التطرف والإرهاب.

الكاتبة والاعلامية الامريكية باربرا ويتمر، والتي عملت أشهر مذيعة مؤلفة  ،CNN  في كتابها  كتاب(الأنماط الثقافية للعنف)، ترى الكاتبة (أن الأنماط الثقافية للعنف هي أشكالٌ من القبول التي تعبّر عنها خطب الرموز والمؤسسات والمعتقدات، والمواقف والممارسات الاجتماعية في الثقافة، ويشير العنف إلى إيذاء أو تدمير الجسد، أو العلاقة التي يقوم بها شخص ضد الآخر، أو جماعة ضد أخرى).

وتحدثت عن دور  الثقافة في النأي بالعنف عن أنماطه، إذ (التعبيرات الخلّاقة في المجتمع هي التي تتجسّد في هندسة البناء والموسيقى والعلوم والمؤسسات التعليمية والفنون التطبيقية).

المطلوب من حكومة خادم الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية إعادة النظر في تبنيها للفكر الوهابي، عبدالعزيز ال سعود وصل للحكم بموافقة ودعم بريطاني فرنسي، أقام مملكته من خلال قطعان الوهابية، على ال سعود إلغاء الفكر الوهابي وحذف فتاوى التكفير، وبلا شك الفن والترفيه مطلوب في كل المجتمعات، ومفيدة للثقافات، ازدهار الفن بكل أنواعه عامل مهم لكن الأهم من ذلك إيجاد بيئة مجتمعية تقبل الرأي والرأي الآخر والتعايش المجتمعي، نبارك لحكومة خادم الحرمين الشريفين في المملكة العربية  السعودية جعل الترفيه مشروع وطني لنشر التسامح، لكن قبل ذلك يجب حذف فتاوى التكفير والكراهية، النظام بالسعودية ملكي، يمكن تقليل صلاحيات الملك وإعطاء المواطنين حق الانتخاب، وليبقى ال سعود ملوك على السعودية لقرون من الزمان، النظام الملكي الذي يحكم الدنمارك، الملك الحالي والذي استلم العرش قبل شهر من والدته الملكة ماغريد هم من سلالة عائلة ملكية حكمت الدنمارك منذ ٩٠٠ سنة ولازالت العائلة حاكمة ليومنا هذا.

في الختام العقلية العربية الحاكمة تفتقر إلى الإنسانية بالتعامل مع شعوبها، عقلية مبنية منذ عصر صدر الاسلام بمقولة( نحن مع من غلب) لذلك هؤلاء يتبعون أسلوب القمع والقتل والاذلال مع شعوبهم، ومن المستحيل يقبلون التنازل عن جزء من صلاحياتهم لشعوبهم واعطاء حرية الانتخاب وحكم الدساتير للشعوب العربية، وحسب المثل الصيني القائل،  العقل المغلق مثل الكتاب المغلق، مجرد كتلة من الخشب.



نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 02 - 13