الصراعات لاتسمح في استقرار العراق وسوريا وليبيا واليمن، نعيم الهاشمي الخفاجي
    


من رسم حدود الدول العربية، ليست الشعوب العربية، وإنما دول الاستعمار المنتصرة بالحرب العالمية بريطانيا وفرنسا، دائما يكتب بعض الكتاب الأمريكيين، ويشيرون إلى أن أجدادنا كانوا  يقاتلون بالحرب العالمية الاولى، لرسم حدود دول الشرق الاوسط، والشرق الأدنى، وجنوب شرق آسيا.

انزه واشرف شخصية عالمية تكلمت عن نشوء الدولة العراقية، هو الدكتور الأمريكي هنري فوستر، الذي جعل اطروحته للدكتوراه تحمل الاسم التالي، نشأة العراق الحديث، حصل عليها من جامعة لندن عام ١٩٣٢ تحدث بشكل منصف، قال بريطانيا دمجت ثلاث مكونات مع بعض غير متجانسة، وتقصدت بعدم تشريع دستور حاكم، وخدعت شيوخ قبائل العراق في الاعتماد على السَنية القبلية لتكون بديل عن الدستور، ليبقى العراق دولة فاشلة تعاني من صراعات قومية ومذهبية يسهل السيطرة عليه.

ولولا الخلاف المذهبي والقومي لما عاش العراق في صراعات داخلية منذ عام ١٩٢١ وليومنا هذا.

بحيث وصلت الحالة مكونات قومية ومذهبية ترفض طرد القوات المحتلة والاجنبية من داخل الاراضي العراقية بحج واهية، طبعا لوجود ارتباطات بينهم وبين القوى الاستعمارية التي لاتريد للعراق ولدول الشرق الأوسط الخير والاستقرار والرقي والحياة الكريمة.

كل مايكتبه المحللين العرب أو العربان عن أوضاع الشرق الاوسط أكاذيب، بل غالبية الفيالق الإعلامية مرتبطة بدول الخليج دول الرجعية العربية المرتبطة مع قوى الاستعمار.

ماحدث بالعراق من قتل بعد سقوط نظام البعث، من تنفيذ المكون البعثي الطائفي، وماحدث تحصيل حاصل، لو تم دعم زعيم وطني سني عراقي لكي يبسط السيطرة على المناطق السنية ويكون هو المسؤول لحارب القوى البعثية وانصارهم القوى الوهابية التكفيرية التي وجدت ضالتها بالعراق، لكن المشكلة ساسة المكون الشيعي يرفضون دعم مثل هذا التوجه.

المكون السني يحتاج من يحكمه زعيم سني شريف يؤمن بالعملية السياسية، وضع العراق يتكون أكراد وشيعة وسنة، يحتاج طريقة جديدة لحكم العراق، بعد مضي عشرين سنة ولازال الوضع السياسي غير مستقر، لنسأل أنفسنا عن السبب الحقي لعدم وجود استقرار.

نسمع أكاذيب الفيالق الإعلامية العربية ومعهم الحثالات البعثية الطائفية أن العراق تحكمه الميليشيات ……الخ من الأكاذيب.

لنعيد الذاكرة، بحكومة السيد نوري المالكي الأولى والثانية تم حل الكثير من القوى المسلحة، بدر تحولت إلى مؤسسة مدنية، السيد مقتدى الصدر جمد جيش المهدي، تم صرف عشرات المليارات على الجيش العراقي، النتيجة الكثير من ضباط وجنود المكون البعثي هم من قاموا بتنفيذ عمليات ارهابية، جندي سني عراقي اسمه محمد عبدالجليل في فوج قوات شرطة اتحادية فجر بيوم واحد ١٩ عبوة ناسفة بمدينة الصدر، وتم اعتقاله.

الأموال صرفت على الجيش العراقي، النتيجة دبر البعثيين مؤامراتهم بتسليم الموصل وتكريت لداعش، الضباط والجنود السنة هربوا، قوات أمنية لشريك عراقي قومي انسحبوا، النتيجة تهيكل الجيش العراق، أبناء تكريت نفذوا جريمة سبايكر الطائفية قبل وصول داعش إلى تكريت في يومين.

لم يبقى جيش، بسبب خيانة شركاء الوطن، وصلت القوى الإرهابية الى بغداد، تم استئصال الاقليات الشيعية والمسيحية والايزيدية والكاكائية في ثلاث محافظات سنية، صدرت فتوى الجهاد الكفائي من المرجعية وتم قلب الهزيمة إلى نصر.

تشكل حشد وفصائل مع القوات الأمنية هزموا داعش، سقط ٥٠٠٠ شهيد من قوات الحشد والفصائل وحدهم  بعمليات التحرير، لولا مؤامرة انقلاب داعش لما تشكلت قوات حشد وفصائل مسلحة، من الذي يتحمل المسؤولية؟ طبعا فلول البعث وهابي.

حدث الربيع العربي، تم دعم الإخوان المسلمين وسقطت الأنظمة العربية الجمهورية بشكل ممنهج، ليبيا دارت بها معارك، ولولا قوات الناتو لما سقط معمر القذافي، سوريا تم حرقها من قبل فيالق إرهابية مولتها دول الخليج في ٢٥٠ مليار دولار بإعتراف حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق، قال ذلك بالصورة والصوت.

ليبيا وسوريا واليمن تعاني من صراعات مذهبية وقبلية منذ يوم ولادة تلك الدول. وحتى السعودية والبحرين والمغرب والاردن والكويت والإمارات يعانون من صراعات داخلية، ولو وجدت مصلحة غربية في إسقاط تلك الأنظمة، باليوم التالي يتم تفجير الأوضاع الداخلية بتلك الدول.

الوضع العراقي يستقر إذا تركت الدول الاستعمارية خططها في التدخل بشؤون العراق الداخلية، كذلك الوضع الليبي، هدف الغرب أسقط نظام القذافي الذي كان مصدر قلق للمشاريع الغربية، في غرب ليبيا طرابلس والجانب الغربي الليبي،  تنتشر الميليشيات للتنظيمات القاعدة وداعش ويصل  عددها أكثر من 300 ميليشيا مسلحة تتنوع مشاربها والولاء بين أفرادها ما بين قبلي ومؤدلج في أغلبه بين فكر القاعدة وداعش والإخوان.

استمرار وجود المشاريع الاستعمارية بالعراق وسوريا وليبيا وغيرها يعني استمرار الوضع الغير مستقر. 

في الختام متى ما انتهت الصراعات بين الدول العظمى ويتفقون فيما بينهم على مناطق النفوذ تنتهي الصراعات، لكن العراق يحتاج وضع جديد لحكم البلاد، المكون السني يحتاج إيجاد لهم وضع خاص يمكن من خلاله دعم زعيم سني سواء كان قبلي أو زعيم سياسي يكون هو المسيطر على المناطق السنية، ويكون مدعوم من الشيعة والاكراد، نعم يجب دعم شخصية سنية  شريفة يحب شعب العراق وليس عميل إلى دول الاستعمار أو دول الحضن العربي الطائفي المتعفن، سُنة العراق مكون يوجد بينهم قيادات سُنية شريفة لكن متى يتم دعم زعيم قبلي سُني شريف يكون هو من يحارب فلول البعث وهابي، الاكراد هم من حاربوا أنصار الإسلام في السليمانية وانصار الإسلام تنظيم وهابي سني تابع للقاعدة، خلال زياراتي للعراق تم دعوتي من قبل أصدقاء سنة في التاجي وفي الطارمية ووجدت عندهم شخصيات سنية مستعدة لحكم المناطق السنية وفق إمارة قبلية  وهؤلاء مستعدين للقضاء على البعثيين والقوى الوهابية التكفيرية، تحية إلى جميع قراء مقالتي هذه خالص تحياتي وتقديري.


نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

14/2/2024


 

 
 
 
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 02 - 15