سؤآل من [ألأربعين سؤآل]
    

 

 

 

علاقة السعادة الفردية بآلمجتمعية :

و هي إحدى الأسئلة التي أكّدنا عليها في حزمة الأسئلة الكونيّة ألأربعينيّة التي كتبناها كمحاور للمنتديات الفكريّة حول العالم بعنوان :

[الأربعون سؤآل], و هو السؤآل الذي ورد ضمن التسلسل (5) و نصّه :

5- أيّهما يتقدّم على الآخر: (إصالة الفرد أم إصالة المجتمع), و ما هو نظر الفلسفة الكونيّة العزيزيّة من ذلك ؟

 

تقول الكاتبة (هبة عبد الله السليم) :

 

[لخلق مجتمع سعيد و آمن، نحتاج إلى تأييد المواقف التي تفيد الأشخاص من حولنا، حتى لو لم تكن مفيدة لنا بشكل شخصي. لا تعود السعادة إلينا من خلال "الكارما" مثلما تدّعي الخرافة البوذية، عندما نتصرف بشكل جيد؛ إنما أسعد المجتمعات هي تلك التي يتبنى فيها الناس مواقف تفيد الآخرين].

و يعني أنّ جودة المجتمع تعتمد على كيفية و طبيعة تعامل بعضنا مع بعض, و [قيمة المرء ما يحسنه], حسب قول الأمام علي بن أبي طالب(ع) و ما يُقدّمه من عطاء لمن حوله و لمجتمعه، و هذه سمة مميّزة للمجتمعات المُتحابّة - المتعاونة أكثر من غيرها من المجتمعات ذات النزعة الفردية الأنانيّة المشوبة بآلعنف و العشائرية و تعدد المليشيات المنظمة.

من زاوية أخرى، لا بُد من التنويه بأنه على الرغم من أنّ ذلك الأرتباط الاجتماعيّ المُميّز بالسعادة يبدو مثيراً للإعجاب، إلا أنّ الأبحاث الحديثة تحذر من أخطار الترويج لضرورة الإفراط في المشاعر الإيجابية بتضخيم آلشّخصية و تميّزها عن الآخرين و كما يفعل الطغاة.

فعلى سبيل المثل، يتضح بروز السعادة بوضوح من خلال العديد من مُدرّبي السّعادة و الحملات و كتب المساعدة الذاتية التي تزودنا النصائح و الحيل لتنمية العقلية الأكثر إيجابيّة، و لكن أيضا بشكل ضمني أكثر ؛ من خلال ما يبدو حياة مثالية للمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، و انتشار الوجوه المبتسمة و تلميحات السعادة في كل مكان في الإعلانات والمجلات و الخطب، وهو ما يشعر الناس بالضغط لتقديم أنفسهم بطريقة إيجابيّة للغاية، أيّ الأهتمام بالعرض أكثر من الجّوهر و كما هو حال المتصدين المتحاصصين في عراق المأساة و التخلف.

و لتحقيق مجتمع سعيد يجب إعتماد المعرفة كأساس للفكر و البناء الثقافيّ و تلك هي القاعدة الأساسيّة التي يجب أن تستند عليها الشعوب لتكوين تراث إنسانيّ - مدني يُمهّد للتعاون و التآلف بين جميع أبناء المجتمع و كذلك المجتمعات البشرية التي عليها أن تنتقل فوراً من البشرية - الحيوانية إلى الأنسانية الممهدة لبلوغ الحالة ألآدمية التي معها فقط يتحقق التواضع و المحبة كتوأمان لتحقيق رسالتنا الكونيّة.

و يجب أن تواكب المجتمعات مستجدات العصر و العقل باستمرار وان يتمّ إغناؤها بآلأفكار الكونيّة, فالسعادة فعلٌ لتحقيق الذات من أجل العوام وهي تشمل ألفرد و المجتمع, و كل إنسان يستحق أنْ يكون سعيداً و محققاً لما يصبو إليه، فقد جئنا لهذا العالم كي نتطوّر و نؤدي رسالة مع أنغام الوجود لتكتمل سعادتنا بعد الوصول إلى مدينة آلعشق الأبديّة .

خلاصة المقال أعلاه بحسب تقريرات (الفلسفة الكونية العزيزية) هي :

 

[لا سعادة لمجتمع دون سعادة الفرد, و لا سعادة لفرد دون سعادة المجتمع].

يعني تداخل المسألة بين الطرفين بعلاقة متشابكة بدليل الحكمة الكونية العزيزية :

[لا يُسْعد مُجتمع فيه شقيٌّ واحد فكيف إذا كان المجتمع كلّه يشقى](2)!؟

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) للأطلاع على باقي الأسئلة الكونية عبر الرابط أدناه : :

https://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=807435

(2) للمزيد من الحكم الكونيّة, راجع : (همسات فكرية كونية) ستة أجزاء عبر الرابط التالي :

Noor-Book.com همسات فكرية كونية ألجزء آلأول (4).pdf

 

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 02 - 16