الانتخابات الإيرانية تُجرى بفوز كبير
    




الانتخابات البرلمانية الإيرانية لم يبقى لإجراؤها سوى فترة زمنية قصيرة، من المزمع إجراؤها  في مطلع مارس (آذار) المقبل، ونحن اليوم في السادس عشر من شهر كانون ثاني، الفترة الزمنية باتت قريبة.

قرأت الكثير من المقالات التي كُتبت بالكثير من الصحف العربية، حول الانتخابات الإيرانية، وغالبية هؤلاء الكتاب، يكتبون وفق مايدفع إليهم من اموال، وهناك حقيقة، معظم المحللين والكتاب يكتبون وفق ما تريده منهم الدوائر المعادية إلى ايران، أو أن غالبية الكُتاب يكتبون من منطلق قومي ومذهبي، لذلك ترى معظم مايكتبه هؤلاء الكتاب مجرد سرد قصص خيالية لا أكثر.

الشعب الإيراني متفق جميعا حول الدفاع عن الدولة الإيرانية، كل القوى المرشحة للانتخابات هم من تيارات سواء كانت محافظة أو إصلاحية متفقين على الدفاع عن الدولة الإيرانية.

لا يمكن مقارنة الانتخابات الإيرانية والتركية مع الانتخابات التي تجرى بالدول العربية، الرئيس العربي يفوز بنسبة ٩٩،٩% من أصوات الناخبين، مثل انتخابات صدام الجرذ الهالك وممن على شاكلته، دول الخليج مثل الكويت والبحرين ينظمون انتخابات، لايحق للكتل الفائزة بالبرلمان تسمية رئيس وزراء،  نصف  النواب ينتخبهم الشعب والنصف الآخر يفوزون بالتزكية من الملك البحريني أو الأمير.

هناك حقيقة الشعوب العربية والإسلامية إن سنحت لهم فرصة الانتخاب فبلا شك يكون تصويت الشعوب العربية للقوى الإسلامية، الآن لو أجريت انتخابات بدون تدخل الأنظمة العربية وتم ترشيح مرشحين اسلاميين حتى وأن كانوا متطرفين ومجرمين وقتلة، الشعوب العربية تصوت لهؤلاء الإسلاميين، رأينا فوز مرسي في مصر، ورأينا يوسف القرضاوي كيف أصدر فتوى بضرورة والزام الناس بالمشاركة بالتصويت، رغم أن هذا الأعمى يوسف القرضاوي دس أنفه بالانتخابات العراقية ونصب نفسه قاضي، وقال لا يجوز لمرجعيات الشيعة التدخل في حث الناس بالتصويت، وهذا الأعمى فعلها عندما ترشح مرسي للانتخابات.

الانتخابات التركية، كتب مئات الكتاب والصحفيين مقالات، قالوا إن أردوغان يخسر خسارة كبيرة، النتيجة فاز أردوغان ويبقى يفوز بكل جولة انتخابية قادمة، لأن مشايخ الافتاء الاتراك مع اردوغان، ومن كان معه المفتي فهو فائز لامحالة.

الانتخابات الإيرانية القادمة تكون بها مشاركة كبيرة، شيء طبيعي بكل دولة مفوضية الانتخابات تسمح للأشخاص المشاركة في حق التَرشح وفق شروط معينة، أن لايكون لص ولا ينتمي إلى قوى معادية للدولة، لذلك مفوضية الانتخابات الإيرانية أعطت الموافقة لكل المرشحين للترشح، ممن تتوفر بهم كل الشروط، مثل كون  هؤلاء المرشحين ولائهم إلى ايران، لذلك بغض النظر من الفائز هل التيار المحافظ أو التيار الاصلاحي فهم يسيرون وفق الدولة الايرانية، وحسب ما قرأنا أن مفوضية الانتخابات الإيرانية، أو اللجنة المسؤولة عن تنظيم الانتخابات،  سمحت في زيادة أعداد المرشحين لخوض الانتخابات البرلمانية، بحيث وصل عدد المرشحين  إلى أكثر من 15 ألف مرشح،  يتنافسون  على 290 مقعداً هي عدد كراسي البرلمان، بالتأكيد هنا تبرز أهمية الصوت الانتخابي الواحد، لذلك يعمل المرشحين على الذهاب للمواطنين بالحديث معهم للمشاركة في التصويت، موعد الانتخابات يكون على مقربة من  فترة أعياد السنة الفارسية والتركية والكوردية، هذا العيد  يعرف في  عيد نوروز.

في ايران توجد مؤسسة الشهداء هذه المؤسسة بقيت ترعى في أبناء وأحفاد شهداء إيران سواء شهداء حقبة الشاه أو شهداء حرب صدام الجرذ العبثية، وهؤلاء اعدادهم في الملايين، ويكون  لهؤلاء مشاركة  بالتصويت بكثافة، ويكون لهم تأثير مهم في فوز المرشحين المؤيدين للمؤسسة التابعة للدولة.

وهناك حقيقة ربما يجهلها البعض، توجد مرجعية شيعية دينية تفتي بمشاركة مقلديها وهم بالملايين للمشاركة بالتصويت، لذلك الانتخابات تجرى وبمشاركة جيدة، والفوز يكون للتيارين المحافظ والاصلاحي، وهم مع الدولة الايرانية، لذلك نسبة المشاركة بالانتخابات تكون مرتفعة.

في الختام تبقى القوى الإسلامية أو الأحزاب المحسوبة عليها، يحققون الفوز بكل الانتخابات التي تجرى بغالبية الدول العربية والاسلامية، حتى بالعراق لو تجرى الانتخابات ويشارك بها التيار الصدري يحقق المرشحون الشيعة فوز كبير، أما إذا طلبت المرجعية العليا المشاركة بالانتخابات فتكون المشاركة مليونية، بالانتخابات البلدية الأخيرة  شاركت المساجد السُنية بشكل واضح بدعم المرشحين لقوائم المكون البعثي السُني العراقي، وبظل مقاطعة التيار الصدري، ورغم قيام فئات بالتحريض بحث أبناء الشيعة بعدم المشاركة بالتصويت، ورغم ذلك فازت القوائم الشيعية وإن خسرت الكثير من المقاعد ببغداد وديالى وكركوك والموصل بسبب مقاطعة الاخوة بالتيار الصدري.

ما اكتبه مجرد رأي خاص بي لا أكثر، واعطي القراء آراء تجربة حياتي كاملة لاخواني و ابنائي واحفادي من أبناء شعبي العراق مع خالص التحية والتقدير.

 

اخوكم بالانسانية 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

16/2/2024

محرر الموقع : 2024 - 02 - 17