روايات الامام العسكري عليه السلام كما جاء في كتب التفسير‎
    
د. فاضل حسن شريف
 

جاء في كتاب تفسير العيّاشي للشيخ محمد بن مسعود العياشي: عن الحسن بن راشد قال‌ سألت العسكري بالمدينة عن رجل أوصى‌ بمال في سبيل الله: فقال سبيل الله شيعتنا. قوله تعالى "وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَ هُمْ فِي غَفْلَة " (مريم 39) أي قضي على أهل الجنة بالخلود و على أهل‌ لنار بالخلود فيها و قوله‌"إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها" (مريم 40) قال كل شي‌ء خلقه الله يرثه الله يوم القيامة ثم قص عز و جل قصة إبراهيم عليه السلام فقال: "يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَ لا يُبْصِرُ وَ لا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً" (مريم 42) إلى قوله‌ عَسى‌"أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا * فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ‌" (مريم 48-49) يعني إبراهيم عليه السلام‌"وَ ما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ كُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا * وَ وَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا" (مريم 49-50) يعني لإبراهيم و إسحاق و يعقوب من رحمتنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا" (مريم 50) يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ عليه السلام.

يقول الشيخ علي بن ابراهيم القمي قدس سره في تفسيره: قوله تعالى "وَ إِذِ ابْتَلى‌ إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً" (البقرة 124) قال هو ما ابتلاه الله‌. مما أراه في نومه بذبح ولده- فأتمها إبراهيم عليه السلام و عزم عليها و سلم. و فِي تَفْسِيرِ الْإِمَامِ الْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَرْوِيّاً عَنِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَاتِ، الْكَلِمَاتُ الَّتِي تَلَقَّاهَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ رَبِّهِ‌ فَتابَ عَلَيْهِ‌ وَ هِيَ أَنَّهُ قَالَ( يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ إِلَّا تُبْتَ عَلَيَّ) قِيلَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ"فَأَتَمَّهُنَّ" قَالَ (يَعْنِي فَأَتَمَّهُنَّ إِلَى الْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ) ( الرواية).

جاء في کتاب تفسير القرآن الکریم للمؤلف الملا صدرا: ورد من طريق أهل بيت النبي عليه و عليهم السّلام انّهم قالوا: (نحن باب حطّتكم) و قوله صلّى اللّه عليه و آله‌ (أنا مدينة العلم و عليّ بابها). و روي أيضا عن الحسن بن عليّ العسكري عليهما السّلام انّه قال: (مثّل اللّه علي الباب مثال محمّد صلّى اللّه عليه و آله و علي عليه السّلام و أمرهم أن يسجدوا تعظيما لذلك المثال، و يجدّدوا على أنفسهم العهد القديم من موالاتهما). ويقول الملا صدرا: وجد بخط مولانا أبي محمد العسكري عليه السّلام ما صورته‌: (قد صعدنا ذري الحقائق بأقدام النبوة و الولاية، و نورنا بسبع طبقات أعلام الفتوى بالهداية، فنحن ليوث الوغى، وغيوث الندى، و طعناء العدى، وفينا السيف و القلم في العاجل، و لواء الحمد في الأجل، و أسباطنا خلفاء الدين و خلفاء النبيين، و مصابيح الأمم، ومفاتيح الكرم، فالكليم لبس حلة الاصطفاء لما تعهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاغورة ذاق من حدائقنا الباكورة، وشيعتنا الفئة الناجية و الفرقة الزاكية، صاروا لنا رداء و صونا، و على الظلمة البا و عونا و ستنفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران، لتمام الم وطه و الطواسين هذا الكتاب درة من جبل الرحمة، و قطرة من بحر الحكمة)، و كتب الحسن بن محمد العسكري في سنة أربع و خمسين و مائتين. انتهى.

عن  كتاب البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني:  وَ قَالَ الْإِمَامُ الْعَسْكَرِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ الْمَسٰاكِينِ فَهُوَ مَنْ سَكَّنَ الضُّرُّ وَ الْفَقْرُ حَرَكَتَهُ، أَلاَ فَمَنْ وَاسَاهُمْ بِحَوَاشِي مَالِهِ، وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ جِنَانَهُ، وَ أَنَالَهُ غُفْرَانَهُ وَ رِضْوَانَهُ). وَ قَالَ الْإِمَامُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (وَ إِنَّ مِنْ مُحِبِّي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَسَاكِينَ، مُوَاسَاتُهُمْ أَفْضَلُ مِنْ مُوَاسَاةِ مَسَاكِينِ الْفُقَرَاءِ،وَ هُمُ الَّذِينَ سَكَنَتْ جَوَارِحُهُمْ،وَ ضَعُفَتْ قُوَاهُمْ عَنْ مُقَاتَلَةِ أَعْدَاءِ اللَّهِ الَّذِينَ يُعَيِّرُونَهُمْ بِدِينِهِمْ،وَ يُسَفِّهُونَ أَحْلاَمَهُمْ. أَلاَ فَمَنْ قَوَّاهُمْ بِفِقْهِهِ،وَ عَلَّمَهُمْ حَتَّى أَزَالَ مَسْكَنَتَهُمْ،ثُمَّ سَلَّطَهُمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ الظَّاهِرِينَ مِنَ النَّوَاصِبِ، وَ عَلَى الْأَعْدَاءِ الْبَاطِنِينَ،إِبْلِيسَ وَ مَرَدَتِهِ،حَتَّى يَهْزِمُوهُمْ عَنْ دِينِ اللَّهِ،وَ يَذُودُوهُمْ عَنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، حَوَّلَ اللَّهُ تِلْكَ الْمَسْكَنَةَ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ،فَأَعْجَزَهُمْ عَنْ إِضْلاَلِهِمْ، قَضَى اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ قَضَاءً حَقّاً عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ. وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: مَنْ قَوَّى مِسْكِيناً فِي دِينِهِ،ضَعِيفاً فِي مَعْرِفَتِهِ،عَلَى نَاصِبٍ مُخَالِفٍ، فَأَفْحَمَهُ لَقَّنَهُ اللَّهُ يَوْمَ يُدْلَى فِي قَبْرِهِ أَنْ يَقُولَ:اَللَّهُ رَبِّي،وَ مُحَمَّدٌ نَبِيِّي، وَ عَلِيٌّ وَلِيِّي،وَ الْكَعْبَةُ قِبْلَتِي، وَ الْقُرْآنُ بَهْجَتِي وَ عُدَّتِي، وَ الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَانِي،فَيَقُولُ اللَّهُ:أَدْلَيْتَ بِالْحُجَّةِ، فَوَجَبَتْ لَكَ أَعَالِي دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَتَحَوَّلُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ أَنْزَهَ رِيَاضِ الْجَنَّةِ).

يقول السيد هاشم البحراني في كتابه: قوله تعالى "وَ لَقَدْ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ آيٰاتٍ بَيِّنٰاتٍ وَ مٰا يَكْفُرُ بِهٰا إِلاَّ الْفٰاسِقُونَ" (البقرة 99) قَالَ الْإِمَامُ الْعَسْكَرِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَ لَقَدْ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ آيٰاتٍ دَالاَّتٍ عَلَى صِدْقِكَ فِي نُبُوَّتِكَ بَيِّنٰاتٍ عَنْ إِمَامَةِ عَلِيٍّ أَخِيكَ وَ وَصِيِّكَ وَ صَفِيِّكَ،مُوضِحَاتٍ عَنْ كُفْرِ مَنْ يَشُكُّ فِيكَ أَوْ فِي أَخِيكَ،أَوْ قَابَلَ أَمْرَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا بِخِلاَفِ الْقَبُولِ وَ التَّسْلِيمِ،ثُمَّ قَالَ: وَ مٰا يَكْفُرُ بِهٰا بِهَذِهِ الْآيَاتِ الدَّالاَّتِ عَلَى تَفْضِيلِكَ،وَ تَفْضِيلِ عَلِيٍّ بَعْدَكَ عَلَى جَمِيعِ الْوَرَى إِلاَّ الْفٰاسِقُونَ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ،مِنَ الْيَهُودِ الْكَاذِبِينَ،وَ النَّوَاصِبِ الْمُتَشَبِّهِينَ بِالْمُسْلِمِينَ). وقوله تعالى "أَ وَ كُلَّمٰا عٰاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ" (البقرة 100) قَالَ الْإِمَامُ الْعَسْكَرِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: قَالَ الْبَاقِرُعَلَيْهِ السَّلاَمُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ،وَ هُوَ يُوَبِّخُ هَؤُلاَءِ الْيَهُودَ الَّذِينَ تَقَدَّمَ ذِكْرُ عِنَادِهِمْ،وَ هَؤُلاَءِ النُّصَّابُ الَّذِينَ نَكَثُوا مَا أَخَذَ مِنَ الْعَهْدِ عَلَيْهِمْ،فَقَالَ: أَوَ كُلَّمٰا عٰاهَدُوا عَهْداً وَاثَقُوا وَ عَاقَدُوا لِيَكُونُوا لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ طَائِعِينَ،وَ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَعْدَهُ مُؤْتَمِرِينَ،وَ إِلَى أَمْرِهِ صَائِرِينَ نَبَذَهُ نَبَذَ الْعَهْدَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَ خَالَفَهُ. قَالَ اللَّهُ: بَلْ أَكْثَرُهُمْ أَكْثَرُ هَؤُلاَءِ الْيَهُودِ وَ النَّوَاصِبِ لاٰ يُؤْمِنُونَ أَيْ فِي مُسْتَقْبَلِ أَعْمَارِهِمْ لاَ يُرَاعُونَ،وَ لاَ يَتُوبُونَ مَعَ مُشَاهَدَتِهِمْ لِلْآيَاتِ،وَ مُعَايَنَتِهِمْ لِلدِّلاَلاَتِ). وقوله تعالى "وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا الشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ وَ مٰا كَفَرَ سُلَيْمٰانُ وَ لٰكِنَّ الشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النّٰاسَ السِّحْرَ وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبٰابِلَ هٰارُوتَ وَ مٰارُوتَ وَ مٰا يُعَلِّمٰانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّٰى يَقُولاٰ إِنَّمٰا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاٰ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمٰا مٰا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ وَ مٰا هُمْ بِضٰارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّٰ بِإِذْنِ اللّٰهِ وَ يَتَعَلَّمُونَ مٰا يَضُرُّهُمْ وَ لاٰ يَنْفَعُهُمْ وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرٰاهُ مٰا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاٰقٍ وَ لَبِئْسَ مٰا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كٰانُوا يَعْلَمُونَ * وَ لَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ خَيْرٌ لَوْ كٰانُوا يَعْلَمُونَ" (البقرة 202-203) قَالَ الْإِمَامُ الْعَسْكَرِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي تَفْسِيرِهِ: (قَالَ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: وَ اتَّبَعُوا هَؤُلاَءِ الْيَهُودُ وَ النَّوَاصِبُ مٰا تَتْلُوا مَا تَقْرَأُ اَلشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ وَ زَعَمُوا أَنَّ سُلَيْمَانَ بِذَلِكَ السِّحْرِ وَ التَّدْبِيرِ وَ النِّيرَنْجَاتِ، نَالَ مَا نَالَهُ مِنَ الْمُلْكِ الْعَظِيمِ، فَصَدُّوهُمْ بِهِ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ. وَ ذَلِكَ أَنَّ الْيَهُودَ الْمُلْحِدِينَ وَ النَّوَاصِبَ الْمُشَارِكِينَ لَهُمْ فِي إِلْحَادِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَضَائِلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَ شَاهَدُوا مِنْهُ وَ مِنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ الْمُعْجِزَاتِ الَّتِي أَظْهَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ عَلَى أَيْدِيهِمَا، أَفْضَى بَعْضُ الْيَهُودِ وَ النُّصَّابِ إِلَى بَعْضٍ، وَ قَالُوا:مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ طَالِبُ الدُّنْيَا بِحِيَلٍ وَ مَخَارِيقَ وَ سِحْرٍ وَ نِيرَنْجَاتٍ تَعَلَّمَهَا، وَ عَلَّمَ عَلِيّاً بَعْضَهَا،فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَمَلَّكَ عَلَيْنَا فِي حَيَاتِهِ،وَ يَعْقِدَ الْمُلْكَ لِعَلِيٍّ بَعْدَهُ،وَ لَيْسَ مَا يَقُولُهُ عَنِ اللَّهِ بِشَيْءٍ،إِنَّمَا هُوَ قَوْلُهُ،فَيَعْقِدُ عَلَيْنَا وَ عَلَى ضُعَفَاءِ عِبَادِ اللَّهِ بِالسِّحْرِ وَ النِّيرَنْجَاتِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا. وَ أَوْفَرُ النَّاسِ كَانَ حَظّاً مِنْ هَذَا السِّحْرِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ،الَّذِي مَلَكَ بِسِحْرِهِ الدُّنْيَا كُلَّهَا مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الشَّيَاطِينِ،وَ نَحْنُ إِذَا تَعَلَّمْنَا بَعْضَ مَا كَانَ تَعَلَّمَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ،تَمَكَّنَّا مِنْ إِظْهَارِ مِثْلِ مَا يُظْهِرُهُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ، وَ ادَّعَيْنَا لِأَنْفُسِنَا بِمَا يَجْعَلُهُ مُحَمَّدٌ لِعَلِيٍّ،وَ قَدِ اسْتَغْنَيْنَا عَنِ الاِنْقِيَادِ لِعَلِيٍّ. فَحِينَئِذٍ ذَمَّ اللَّهُ تَعَالَى الْجَمِيعَ مِنَ الْيَهُودِ وَ النَّوَاصِبِ،فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ كِتٰابَ اللّٰهِ الْآمِرَ بِوَلاَيَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ فَلَمْ يَعْمَلُوا بِهِ وَ اتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا كَفَرَةُ اَلشَّيٰاطِينُ مِنَ السِّحْرِ وَ النِّيرَنْجَاتِ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ سُلَيْمَانَ بِهِ مَلَكَ،وَ نَحْنُ أَيْضاً بِهِ نُظْهِرُ الْعَجَائِبَ حَتَّى يَنْقَادَ لَنَا النَّاسُ،وَ نَسْتَغْنِي عَنِ الاِنْقِيَادِ لِعَلِيٍّ.)

ويستطرد السيد البحراني في رواياته عن الامام  العسكري عليه السلام: قَالَ الْإِمَامُ الْعَسْكَرِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: "وَ إِذْ أَخَذْنٰا" (البقرة 84) وَ اذْكُرُوا إِذْ أَخَذْنَا"مِيثٰاقَكُمْ" (البقرة 84) وَ عُهُودَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِمَا فِي التَّوْرَاةِ، وَ مَا فِي الْفُرْقَانِ الَّذِي أَعْطَيْتُهُ مُوسَى مَعَ الْكِتَابِ الْمَخْصُوصِ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ الْأَئِمَّةِ الطَّيِّبِينَ مِنْ آلِهِمَا،بِأَنَّهُمْ سَادَةُ الْخَلْقِ، وَ الْقَوَّامُونَ بِالْحَقِّ. وَ إِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ أَنْ تُقِرُّوا بِهِ، وَ أَنْ تُؤَدُّوهُ إِلَى أَخْلاَفِكُمْ، وَ أَنْ تَأْمُرُوهُمْ أَنْ يُؤَدُّوهُ إِلَى أَخْلاَفِهِمْ إِلَى آخِرِ مُقِرَّاتٍ فِي الدُّنْيَا، لَيُؤْمِنُنَّ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ اللَّهِ،وَ يُسْلِمُنَّ لَهُ مَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ فِي عَلِيٍّ وَلِيِّ اللَّهِ عَنِ اللَّهِ، وَ مَا يُخْبِرُهُمْ بِهِ مِنْ أَحْوَالِ خُلَفَائِهِ بَعْدَهُ الْقَوَّامِينَ بِحَقِّ اللَّهِ، فَأَبَيْتُمْ قَبُولَ ذَلِكَ، وَ اسْتَكْبَرْتُمُوهُ."وَ رَفَعْنٰا فَوْقَكُمُ الطُّورَ" (البقرة 63) الْجَبَلَ،أَمَرْنَا جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنْ يَقْطَعَ مِنْ جَبَلِ فِلَسْطِينَ قِطْعَةً عَلَى قَدْرِ مُعَسْكَرِ أَسْلاَفِكُمْ فَرْسَخاً فِي فَرْسَخٍ، فَقَطَعَهَا، وَ جَاءَ بِهَا، فَرَفَعَهَا فَوْقَ رُءُوسِهِمْ، وَ قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَهُمْ:إِمَّا أَنْ تَأْخُذُوا بِمَا أُمِرْتُمْ بِهِ فِيهِ، وَ إِمَّا أَنْ أُلْقِيَ عَلَيْكُمْ هَذَا الْجَبَلُ،وَ الْجَئُوا إِلَى قَبُولِهِ كَارِهِينَ إِلاَّ مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ مِنَ الْعِبَادِ، فَإِنَّهُ قَبِلَهُ طَائِعاً مُخْتَاراً، ثُمَّ لَمَّا قَبِلُوهُ سَجَدُوا وَ عَفَّرُوا، وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ عَفَّرَ خَدَّيْهِ لاَ يُرِيدُ الْخُضُوعَ لِلَّهِ، وَ لَكِنْ نَظَرَ إِلَى الْجَبَلِ هَلْ يَقَعُ أَمْ لاَ، وَ آخَرُونَ سَجَدُوا طَائِعِينَ مُخْتَارِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: اِحْمَدُوا اللَّهَ مَعَاشِرَ شِيعَتِنَاعَلَى تَوْفِيقِهِ إِيَّاكُمْ،فَإِنَّكُمْ تُعَفِّرُونَ فِي سُجُودِكُمْ لاَ كَمَا عَفَّرَ كَفَرَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَ لَكِنْ كَمَا عَفَّرَهُ خِيَارُهُمْ.)

 
 
 
 
 
 

 

 
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 02 - 17