نهاية الغنوشي جعلت النهضة معاقة، نعيم الهاشمي الخفاجي ‎
    

 

بعد انقلاب الجنرال السيسي على مرسي، والذي تم بعد تخويل الجماهير المصرية للجنرال مهمة إنهاء حكم مرسي، مرسي رغم قصر فترة حكمه، لكنه  دعم الإرهاب بالدول العربية وجعل من مصر مقر لقيادات التيارات الإخوانية الوهابية التكفيرية، لحرق سوريا وليبيا، من عاصر تلك الحقبة، يتذكر كيف مرسي استضاف زعماء المجاميع الوهابية التكفيرية، و اصدروا فتوى حرق سوريا، ورأينا الشيخ السعودي الوهابي العريفي ومعه يوسف القرضاوي قالوا اجتمع علماء الأمة و اصدروا فتوى الجهاد في سوريا.

بعد انقلاب الجنرال السيسي تحول الإخوان المسلمين إلى فلول منهزمة، بالسودان رغم التفافهم  حول الفريق  البرهان، لايجرؤون بالإعلان عن وجودهم كإخوان مسلمين بالحرب الدائرة بالسودان خوفا من ولي العهد السعودي وابن زايد.

تمويل قادة الإخوان بالعالم العربي والإسلامي يتم من دول الخليج سواء من الحكومات الخليجية، أو المؤسسات الخيرية، أو من الأثرياء.

قبل ايام، صدر  قرار من المحكمة  الجنائية المختصة في قضايا الفساد المالي بالمحكمة الابتدائية في تونس، والتي أسسها رئيس الجمهورية بن سعيد، والتي حاكمت الشيخ الغنوشي بجلسات حضورية، وأصدرت  حكم قضائي  بسجن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ثلاث سنوات مع التنفيذ  الفوري  بتهمة تلقي تمويل أجنبي.

التهمة ليست تلفيق وإنما كل قيادات الحركات الاخوانية يتلقون تمويل من دول الخليج، وبعد توقف بعض أنظمة الخليج عن دعم قيادات الاخوان، بقي يصلهم تمويل من مؤسسات واثرياء من دول الخليج.

من بنى وأسس ودرس المجتمعات الخليجية هم كوادر الإخوان المصريين والأردنيين والسوريين، لذلك يتمتع قادة الإخوان بشعبية بين أبناء الخليج أكثر من شعبية حُكام دول الخليج نفسهم بين شعوبهم.

رابطة العالم الإسلامي السعودية  كانت  الممول الأول لقيادات الإخوان بالعالم، ولازالت ليومنا هذا تدعم نشر التطرف في نيجيريا وفي بقية دول القارة الافريقية، من خلال مؤسسات الإغاثة السعودية.

ثورات الربيع سرقتها المجاميع الاخوانية الوهابية، لأن هؤلاء هم من يسيطرون على الشارع الشعبي العربي السُني، لذلك لاوجود إلى القوى المعارضة العربية المعتدلة أو اليسارية والديمقراطية، وإن وجدوا فيكون وجودهم قليل، بعد ثورة الشعب التونسي، من الأمور  الطبيعية والبديهية،  وصلت النهضة للحكم، وقامت دول الخليج وتركيا بدعم النهضة.

بعد وصول مرسي للسلطة بمصر، بدأت حركة  النهضة   بعد أن أعطت طمأنة المجتمع التونسي أن عصر حرية قد بدأ، شهدت تونس بتلك الحقبة،  عمليات اغتيالات طالت قيادات يسارية كثيرة، جعلت الكثير من الشعب التونسي يقف ضد النهضة، تم انتخاب قيس بن سعيد من قبل الشعب، رغم أنه ذو خليفية إسلامية، حتى كُتاب سعوديين وصفوه انه من حركة النهضة، لكن الواقع ثبت أن الرئيس قيس بن سعيد متدين بشكل معتدل، وهو ضد الفكر التكفيري، بن سعيد  حذر النهضة بالكف عن العمل على أسلمة المجتمع بطريقة متطرفة، لكن دون جدوى، استعان بالشعب أسقط حكومة النهضة، وحل البرلمان، وقام في اعتقال رئيس  حكومة النهضة، وبعد توقيعه البراءة من أفعال النهضة، تم اطلاق سراحه، السلطات التونسية الجديدة، قامت  في اعتقال الكثير من القيادات التابعة للنهضة، وتبيّن تورط حركة النهضة بعمليات  الاغتيالات، وتم كشف تمويلٍ أجنبي، جعلوا من تونس إمارة تابعة إلى أردوغان ومرسي وإلى الجولاني، بحقبة النهضة غادر من مطارات تونس آلاف الشباب ومن كلا الجنسين إلى الجهاد بالعراق وسوريا، وتم اعتقال مئات فتيات من تونس قدمن لجهاد النكاح والمناكحة وفق فتوى الزعيم الروحي الإخواني الشيخ السعودي الوهابي العريفي، ولازال الكثير منهن بمخيم الهول ليومنا هذا.

ثورة  25 يوليو (تموز)  التي قادها الرئيس التونسي انهت حكم النهضة، واصدر قرارات في حل البرلمان وشكل مجلس قضاء بعد أن كانت النهضة قد سيطرت على مجلس القضاء، سعت حركة النهضة على  اسلمة المجتمع وفق مفهوم الإخوان الوهابي وفرض ثقافة  اجتماعية متطرفة واوجدوا آليات على المستوى البعيد يصبح من المستحيل ازاحتهم من سدة الحكم، من خلال السيطرة على الجيش والقوات الأمنية، وعلى المؤسسات القضائية.

عاشت تونس بحقبة حكم النهضة أزمة الثقة مابين حركة النهضة والقوى السياسية والنخب المثقفة بالمجتمع التونسي،  غير أن ثورة 25 يوليو 2021، نسفت كل هذه الخطط، لتعيد قرارات الرئيس قيس سعيد، جماعة النهضة  إلى سابق عمرها لنقطة الصفر.

الخلاصة أن سبب سقوط الإخوان في مصر وليبيا وتونس وسوريا واليمن والجزائر بسبب الفكر الوهابي التكفيري الذي دخل إليهم عن طريق توهيب عبدالعزيز ال سعود إلى حسن البنا وسيد قطب، طبيعة الشعوب العربية متدينة تحب الدين لكن النماذج الاخوانية تكون وبال على المجتمعات، لايمكن إلى الحركات الإسلامية العربية السنية أن تكسب ود الجماهير والشعوب العربية إلا في ترك عقائد التكفير الوهابي، وجدت بحياتي قيادات من حزب التحرير الاسلامي، رغم انهم متطرفون لكني وجدتهم يأخذون بكتاب التمدن  للسيد محمد تقي المدرسي، لولا الخلاف المذهبي مع الشيعة، يمكن لحركات الإخوان المسلمين اخذ أفكارهم من الفكر الشيعي الجعفري فهو فكر صالح للتعايش مع المجتمعات، وضع العراق بلد تدور على ارضه صراعات دولية بأدوات بعثية طائفية قذرة، لذلك نشاهد تقبيح كل شيء جيد بالعراق، كل مايقال عن الوضع العراقي أكاذيب تقف خلفها أجهزة مخابرات دولية استعمارية تستهدف الافتراء على الشيعة وابرازهم انهم قتلة وفي الحقيقة أن قيادات الأحزاب الشيعية تعرض الكثير منهم للاغتيالات والقتل بل تم قتل حتى عوائلهم واطفالهم، بطرق وحشية، لكن مشكلة الاسلاميين الشيعة العراقيين يخجلون بعدم نشر كل الوثائق التي تدين القوى البعثية الوهابية بجرائم القتل والتفخيج والتفجير واستضافة آلاف الانتحاريين القادمين من خارج الحدود، وايصالهم إلى أماكن التجمعات السكانية ذات الاكثريات الشيعية في بغداد وتلعفر وطوز خورماتز وقضاء بلد والدجيل والخالص وقزانية ومحافظات الفرات الأوسط والجنوب ذات الاكثريات الشيعية.

الغنوشي ضحية الفكر الإخواني الوهابي الذي حمله وتربى عليه، كان يفترض عليه ترك الفكر الوهابي وإيجاد فكر معتدل ووسطي يقبل بالجميع، إقصاء الغنوشي وايداعه السجن نهاية لحركة النهضة التي تورطت بعمليات اغتيال لشخصيات وطنية تونسية مؤثرة، وتورطت بحصولها على دعم مالي خارجي، كادت تكون تونس نقطة انطلاق إلى مشروع أردوغان الإخواني في شمال افريقيا، لكن الرئيس قيس بن سعَيٌد أسقط النهضة واسقط مشروع أردوغان في تونس وشمال أفريقيا.

 

أخوكم بالإنسانية 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

محرر الموقع : 2024 - 02 - 18