الانتخابات الأمريكية تجعل العرب أوراق انتخابية، نعيم الهاشمي الخفاجي
    

الانتخابات الأمريكية تجعل العرب أوراق انتخابية، نعيم الهاشمي الخفاجي 


الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي يجعلون الدول العربية مادة انتخابية، وعلى العرب تنفيذ ما تريده الإدارة سواء كانت إدارة ديمقراطية أو إدارة للحزب الجمهوري، الفرق الوحيد أن الرئيس الجمهوري مثل ترامب يحلب دول الخليج بالعلن، ويسخر منهم أمام انصاره، ويصفهم في الأبقار السمينة، وذات مرة قال اذا جف الحليب أقوم بذبح البقرة السمينة، وقال ذات مرة اتصلت بالملك وقلت له ياملك نحن نوفر لكم الحماية وعليكم دفع الأموال لنا، ضج أنصار ترامب بالتصفيق، والتفت إليهم ترامب وقال لهم هم لايملكون شيئا سوى أموال البترول وعليهم دفع الأموال إلينا هههههه.

لذلك لايوجد اي شيء لدى  السعودية وبقية دول الخليج  بوجود أوراق  رابحة في الانتخابات الأميركية، لأنهم لامكان لهم في التأثير على السياسة الأمريكية بقدر عليهم دفع الأموال، يعني محلوبين لامحالة.

بلا شك المرشحين الرئاسيين سواء المرشح الجمهوري أو المرشح الأمريكي يستشيرون مستشاريهم في مركز الدراسات التابع للحزب الجمهوري أو مركز الدراسات التابع للحزب الديمقراطي في كيفية التعامل مع الصين وروسيا،  على سبيل المثال الرئيس الأمريكي نيكسون في عام 1972  وقبل الدخول بالمعركة الانتخابية مع خصمه المرشح الديمقراطي، استشار رئيس الامن القومي بإدارته  هنري كيسنجر عن أفضل الطرق للفوز بالانتخابات، فمهمس بإذن نكسيون في عمل علاقات سياسية جيدة مع الصين،  كيسنجر قارىء جيد للثقافات وبالذات للثقافة الصينية، الفلسفة الصينية تنتهج نهج التعاون مع الأمم الأخرى بالمجالات الاقتصادية بدل الحرب، الحرب لدى الصينيين الخيار الاخير، لذلك نكسون أرسل كيسنجر إلى الصين وتم العمل على إنهاء القطيعة الدبلوماسية مع حكومة ماوتسي تونغ الشيوعية. 

اثمرت زيارة كيسنجر في زيارة نكسون إلى الصين والبدء في العلاقات الدبلوماسية وتم إبعاد الصين عن المعسكر الشرقي السوفياتي،  وعمل نكسون على إنهاء الحرب الباردة مع الصين، وتفرغ الأمريكان لمواجهة السوفيت، وأمروا دول الخليج بنشر الوهابية في العالم العربي والإسلامي لمقاومة المد الشيوعي السوفياتي وحدث غزو السوفيت إلى أفغانستان، وكيف اشاعت الدول الغربية خبر إن القوات السوفياتية تريد الوصول إلى المياه الدافئة بالخليج، باليوم الثاني أصاب دول الخليج اسهال دزنتري مصحوب بإسهال دموي، تبرعت دول الخليج في تمويل حرب مجاهدة السوفيت بالمال وبفتاوى الجهاد، القوى الإسلامية بزعامة المال الوهابي السعودي  قاتلت السوفيت في كابل نيابة عن الناتو.

لنعيد الذاكرة قليلا للوراء، بوش الأب هزم صدام الجرذ بمعركة تحرير الكويت، وبقية إدارة بوش الأب  تهيكل المعسكر الشرقي وتهيكل السوفيت، كان يفترض يفوز بوش بالإنتخابات،  لكن الشعب الأمريكي انتخب المرشح الديمقراطي بيل كلينتون، كلينتون استفاد من مؤتمر مدريد للسلام، وبعهد كلينتون تم توقيع اتفاقية أوسلو، وتم جعل ياسر عرفات بضاعة انتخابية، وبسبب تدمير يوغسلافيا وكسر شوكة الصرب واضعافهم، وبسبب اتفاقية أوسلو، فاز بيل كلينتون في الإدارة الثانية، قبل تركه الإدارة الأمريكية جمع عرفات وايهود باراك ضمن جهوده لحل الدولتين،

بيل كلينتون أكثر رئيس أمريكي حظي بشعبية لدى الشعب الأمريكي بسبب حرب البوسنة واتفاق السلام بين رئيس دولة فلسطين العظمى المارشال ياسر عرفات وبين مناحين بيغن قبل مجيء نتنياهو حيث قام نتنياهو  في اذلاله واكملها الجنرال شارون مسخ عرفات إلى فأر، أفضل حقبة إلى عرفات كانت بعهد بيغن القصيرة، وبعهد إيهود باراك، كان إيهود باراك  يتعامل مع رئيس دولة فلسطين العظمى الماريشال  عرفات في رفق، إيهود باراك كان يعطف على ياسر عرفات ويحترمه كثيرا، ربما سبب العطف يعود أن إيهود  باراك قد علم بغباء وسذاجة عرفات الذي جاء للموت والذل بمحض إرادته.

لازال وقت إلى المعركة الانتخابية القادمة  في امريكا، اعتقد خلال الحقبة القادمة سوف نشاهد تدخل من  الرئيس الأميركي جون بايدن لعمل قرار وقف إطلاق نار بغزة، للاستفادة من ذلك في معركته الانتخابية أمام المرشح الجمهوري، في حال وصول ترامب كمرشح للحزب الجمهوري في الانتخابات القادمة، اكيد يحقق ترامب فوز على بايدن، ترامب حال وصوله للإدارة يعمل على إيجاد وقف إلى حرب اوكرانيا وروسيا، ويباشر افتتاح شركته المتخصصة في شؤون حلب ابقار الخليج، تبقى أساليب ترامب في إطلاق شعارات تهديد لحلب أبقار الخليج، تهديدات للكسب المادي وليس لاشعال حروب عالمية تدمر الجميع.

حال وصول ترامب نشاهد التبادل الدبلوماسي العلني بين السعودية واسرائيل، بالنسبة لدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس مجرد اضغاث احلام، يتم ضم جزء من الضفة إلى الأردن وضم جزء من غزة إلى محافظة شمال سيناء، القدس حصة الفلسطينيين منها قرية أبو ديس جداً كافية عليهم وعلى العرب حسب نظرة نتنياهو.

الفيالق الإعلامية الخليجية يروجون أن موقف السعودية من صفقة السلام الابراهيمي ان الموقف  كان سليم لأن المملكة أرادت الحصول على مكاسب اقتصادية قبل ذلك هههههه اقول لو كان الفائز ترامب في الانتخابات الأمريكية السابقة لتم التطبيع وانتهى الأمر، لا يمكن لدول الخليج القول بكلمة (لا) إلى السيد ترامب ابدا، تعامل ترامب مع ملوك ورؤساء العرب يشبه تعامل الحُكام العرب مع شعوبهم، القضية معكوسة، سبحان الخالق العظيم، عندما توفى أمير المؤمنين الحسن الثاني ملك المغرب ومسؤول ملف تحرير القدس هههههه، كانت بداية البث الفضائي، قناة الجزيرة نقلت بالصورة والصوت، قيام رئيس الديوان الملكي وهو يرتدي ملابسه العسكرية، وأدى التحية وهو يبكي وقبل أيدي محمد الخامس وانبطح للارض ليقبل أرجل الملك، وهو يبكي ويأمر الموظفين في الديوان الملكي الدخول لمبايعة ولي العهد بإمرة المؤمنين، الكل يبكي وإذا ما يبكون عليهم التباكي، بطرق مذلة، نفس هذا الموقف بالتعامل مع شعوبهم، رب العالمين سلط على ملوك ورؤساء العرب الحلاب ترامب ليحلبهم ويعطيهم دروس في الانضباط إذا جلسوا بحضرته، وعليهم دفع الأموال التي يجنونها من بيع بترولهم إلى الصين والهند.

في الختام لاتوجد لدى ملوك ورؤساء وزعماء الدول العربية أوراق ضغط يستخدموها بالانتخابات الامريكية، لأنهم محلوبين بكل الاحوال، سواء كان الفائز ديمقراطي أو جمهوري، مع خالص التحية والود والاحترام لقراء مقالتنا هذه، متنمنياً لهم السعادة وهم يتخيلون كيف ملوكهم ورؤسائهم وحكامهم العرب قد سلط الله عليهم من يذلهم ويحلبهم.


نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

28/2/2024

 





 
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 02 - 29