ممثل المرجع السيستاني ينتقد عمليات الضغط التي تمارسها بعض المؤسسات والدوائر لانتخاب شخصيات وقوائم معينة
    

كشف ممثل المرجع السيستاني في كربلاء ان بعض المؤسسات والدوائر تحاول ان تضغط على بعض الناخبين ممن يعملون بتلك بتلك المؤسسات والدوائر على خلاف ارادته من ان ينتخب قوائم وشخصيات بعينها كممارسة ضغط من قبلهم،داعيا موظفي الدولة ان يتخلقوا بالاخلاقية المهنة بعملهم وتعاملهم مع المراجعين 
وقال السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بالصحن الحسيني الشريف في 11/جمادي الاخرة/1435هـ الموافق 11/4/2014م ما نصه وحول موضوع الانتخابات "..طبعاً هذا التنافس على خدمة البلد لا شك انه امر صحي ولو استعرضنا الان جميع الاخوة الذين رشّحوا للانتخابات ونسائل كل واحد منهم وهو حجّة على نفسه نقول له لماذا رشّحت؟ فإذا كانت الغاية والنيّة الذي هو يعرفها قبل غيره خدمة البلد لاشك ان هذا أمر صحي.. معنى ذلك ان هناك كمية كبيرة من الناس تريد ان تخدم البلد الذي يفوز او الذي لم يفز باعتبار هؤلاء سعوا فعلا ً لخدمة البلد..،،سبق وذكرنا اكثر من خطبة متدرجة في أن ضوابط الموجودة للاخوة الذين يريدون ان يرشحوا هم يعرفونها..
ونحن الذين سنقوم بعملية الاقتراع سننتخب..كثير من الاخوة حقيقة يسألون.. من ننتخب ؟
هذا السؤال ينشيء من حرص الناس على اداء هذه المسؤولية الوطنية وممارسة هذا الحق الذي يملكه كل منا.. في هذه النقطة احب ان اعرّج على اشياء:
اولا ً: اُنبئنا ان هناك بعض المؤسسات والدوائر تحاول ان تضغط على بعض الناخبين على خلاف ارادته في ان انت عليك ان تنتخب كذا وكذا.. ممارسة ضغط..
واضاف ممثل المرجعية الدينية العليا "انا هنا لا اتحدث عن قناعة الناخب بل بالعكس نحن نريد قناعة الناخب لكن ان لا يمارس عليه ضغط.. عليك ان تنتخب الجهة الفلانية والشخص الفلاني. الناخب الذي يتعرض الى هكذا ضغط واقعاً عليه ان يعرف شيئاً انه لابد ان يمارس حق سيفتخر به غداً عندما يقول انا اخترت بمليء ارادتي.. وان لا يقول اني اخترت لأن فلان قد ضغط عليَّ.. وانما ان يمارس هذا الدور بكل اختيار وبكل قناعة.. واي التزام خلاف ذلك فهو التزام باطل.
المهم هذه الحرية في الاختيار لابد ان لا تُسلب منكَ تحت أي طائلة كانت..
وتابع السيد احمد الصافي نحن الان نريد ان ننتخب.. لاحظوا اخواني هؤلاء الذين جاؤوا الى الترشيح لابد ان لكل منهم ماضي ولابد ان يكون معروفاً بخلفية معينة.. ماضي الانسان مهم جداً في الاطمئنان للقادم من سلوكه.. عندما ارى ان هناك انسان بحسب ماضيه مجموعة من الصفات عنده.. مثلا ً ان هذا عنده حرص على استثمار الوقت في خدمة البلد وليس انساناً لعوباً وليس انساناً مشاغباً وانما عنده حرص في استثمار الوقت لخدمة البلد.. ان يكون انساناً مفكراً يعطي لعقله مساحة من التفكير ولا يستسلم للجمود الذي قد يحصل وانما يبقى يحرك العجلة ما دام هناك عمل ينتظره.. لا يقبل بحالة الركون والجمود وحالة السكون وانما هو حريص فعلا ً على استثمار هذا الوقت بشكل جيد..من الصفات الاخرى ان يكون متفانياً في خدمة بلده والتفاني له علامات ان الانسان ليل نهار يفكر من اجل البلد وان يحمل هموم البلد وان يكون مستثمراً لوقته بشكل جيد وان لا يكون مقرّباً لعشيرته واقربائه واصدقائه على حساب غيره..
واوضح خلال حديثه اليوم "نحن عندما نتعنصر ومعنى اتعنصر أي اتعنصر لمدينتي ولعشيرتي ولاقربائي وان ارى هؤلاء الذين اتعنصر لهم افضل من الآخرين..هذا خطأ وهو خطأ كبير وفاحش! وان لا ارى للاخرين كفاءة ونزاهة وقدرة الا عند عشيرتي واصدقائي وقرابتي.. هذا خطأ.. ماضي الانسان مهم في التعامل مع هذه الملفات."
وتابع سماحته اخواني بعض المسؤولين يحاول ان يعطي اخاه مثلا ً مسؤولية في دائرته او ابن عمه او اقربائه مسؤولية.. ماذا سيحصل ان هذا الاخ او ابن العم لو اساء لا يجرأ على محاسبته لأنه ستكون مشكلة عائلية وبالنتيجة سيغض النظر واذا غض النظر ستكبر الحالة ولا يمكن ان يسيطر عليها..الانسان لا يكون ضيّق النظر ازاء هذه المهمات.. هذا المنصب ليس لك بعنوانك الشخصي، هذا المنصب امانة في عنقك بالاصوات التي اوصلتك والاصوات لا تقول لك جئ بقريبك او ابن عمك.. الاصوات التي جاءت تقول لك نحن لا زلنا ننتظر اين الخدمة واين التفاني في خدمة البلد..من الصفات الاخرى ان يكون قليل السفر الا للضرورات..
اخواني يجب ان يكون هناك تمحيص في الاختيار اذ لابد ان نكون نحن جديين في قضية الاختيار.. استشير من تثق به بحيث يعطيك المشورة.. ولا يؤثر على القرار وانما يعطيك المشورة.. الانسان عندما يكون جدّي وهذا المشروع مشروع مهم والانسان يريد ان يغيّر.. يقول لا اعرف كيف اغيّر.. الانسان مثلا ً يريد ان يبني بيتاً يقول لا اعرف.. أتبقى بدون بيت او تستشير شخصاً او اثنين او اكثر يحاولوا ان يساعدوك في بناء البيت..الخيار لابد ان نحسنه حسن الاختيار يقلل من المشاكل وحسن الخيار لا يأتي الا بالجدّية والفحص الدقيق.. انا امارس خياري بارادتي.. هذه مهمة مقدّسة ونبيلة وفيها امانة والامانة من الامور التي لا تعطى لكل احد وانما هذه الامانة تعطى لمن له ماض وخبرة وله مشاركات واضحة في الحفاظ على المصالح التي اريد ان اجعلها في رقبته.. هناك شخصيات مهمة تحافظ على مصلحة البلد اذا حدثت هناك مشكلة يحاول ان يطفأ هذه المشكلة واذا حدث هناك تشنّج.. عنده هذه الابوة التي يمارسها وفق الدستور والصلاحيات في سبيل ان لا يوسع شرخاً بل يحاول ان يلملم ويضمّد الجراح.. الناس تحتاج شخصيات بهذا المستوى وهؤلاء موجودون..
واضاف "نعم نحتاج دقة في الاختيار والتشخيص وان شاء الله تكون خياراتنا ونأمل من الله تعالى ان تكون خياراتنا بمستوى المسؤولية والذين نختارهم ان شاء الله سيكونون بمستوى تحمل هذه المسؤولية الملقاة على عاتقهم..
وفي الامر الثاني لخطبة الجمعة اليوم قال السيد احمد الصافي ما يتعلق باخلاقية المهنة ومقصودي من اخلاقية المهنة اخواني نحن بخلاء في الاخلاق وحقيقة هذه مشكلة بل يريد البعض منّا ان يحمل الاخرين مشاكله الخاصة..
موضحا ان الموظف في الدائرة في اثناء وقت دوامه هذا الوقت ليس لك شخصاً بل هذا الوقت هو حق الناس وحق الدولة.. اذا فرّطت فيه تكون خائن للوقت وتؤثر على الاخرين فاذا انت تأتي في التاسعة ولم تتناول الافطار في البيت وقد يكون عندك مشكلة ولا تجعل احد يدخل اليك الا ان تستقر ويستقر مزاجك ثم بعد ذلك اذا دخل عليك المراجع تنهر به وبكلام قاسي وهذا انسان ضعيف وتطرده "..
وتابع بقوله حذاري لا تنزلق الى هذه الهاوية هاوية انعدام اخلاق المهنة.. الخلق محبب والخلق هو الذي يعطيك الرفعة لا اموالك ولا شكلك ولا هذه العنجهية.. اخلاقك هي التي تعطيك المهنة وقد تكون انت غداً تحتاج ان تراجع الدوائر..
واضاف السيد الصافي "نرجوا من الاخوة ان يراجعوا انفسهم عندما يمارسوا هذا العمل رفقاً بالمراجعين والناس التي تفد اليك لتنجز هذه المهمة.. ليس ذنب الاخرين ان مزاجك غير جيد.. انت لابد ان تترك المشاكل الخاصة بك وعند وقت الدوام تنزع كل مشاكل وتفرّغ نفسك لخدمة الناس فانت تاخذ اجر مقابل هذا ستكون سارقاً للمال اذا لم تفي بهذا الوقت عرفاً وشرعاً وقانوناً..
داعيا ا لدوائر المعنية بادخال هؤلاء الموظفي في دورات لتلقين كيفية السلوك..اذ لابد ان اعرف الوظيفة وتعلّمني ماذا سأفعل في هذه الدائرة من المبدأ الى المنتهى.. فهذا على عهدة الدوائر المعنية..ويا حبذا لو يلتفت لذلك لأن هناك مشاكل كثيرة يقع فيها الانسان الذي ليس عنده احد تجده يدخل الى الدائرة يستلمه هذا بالصياح وذاك بالزعيق وهو لا حول ولا قوة الا ان يدعو الله تعالى ان يقضي حاجته حتى لا يرى هذه النماذج امامه..مساعدة الناس والخلق الطيب هذا امر مستحسن وغاية في النُبل..
وكالة نون خاص

محرر الموقع : 2014 - 04 - 11