ولدنا ونشأنا وكبرنا وهرمنا ونحن نتابع الإعلام العربي المتمرس بالكذب، وتزوير الحقائق، لدى العرب أربعة فصول بكل سنة متخصصة بالكذب، وامتاز العرب على الأمم الاخرى، أن لديهم  مواسم زاخرة بالدجل والكذب وزرع روح اليأس والانبطاح من خلال نشر  الأوهام وترويض   الجماهير العربية  المغلوبة على أمرها، بتقبل ظلم الحكام ومعاملتهم لشعوبهم معاملة العبيد.
‏رحم الله فقيد الإنسانية الفيلسوف الفرنسي  الشاب  لابوسي، الذي عاش تحت ظل نظام حكم ملك ظالم مدعوم من الكنيسة ومن النظام الاقطاعي، فكتب مقالات حول العبودية، مات ولم يشاهد الثورة الفرنسية، لكن تم انصافه، من خلال طبع مقالاته حول العبودية، وأصبحت مصدر بحثي لم يريد يعرف أسباب تفشي العبودية بين اوساط الشعوب المغلوبة والمضطهدة.
 لا بويسي شخصية فذة، تساىل  عن السبب  الذي يجعل الناس يقبلون العبودية مع العلم أنهم ولدوا أحرارا، يقول ( فأما الآن فلست أبتغي شيئًا إلا أن أفهم كيف أمكن لهذا العدد من الناس ومن البلدان ومن المدن ومن الأمم، أن يحتملوا أحيانًا طاغية واحدًا).
 يوصف الطاغية سواء كان ملك أو رئيس أو حاكم بالقول التالي، (هذا العدو الذي يسودكم إلى هذا المدى، ليس له إلا عينان ويدان وجسد واحد، وهو لا يملك شيئًا فوق ما يملكه أقلكم على كثرة مدنكم...إلا ما أسبغتموه عليه من القدرة على تدميركم).
ويضيف لابوسي يصف هذا الحاكم الظالم( واحد لا هو بهرقل ولا شمشون بل خنث، هو في معظم الأحيان أجبن من في الأمة وأكثرهم تأنثًا، لا ألفة له بغبار المعارك... وهو لا يحظى بقوة يأمر بها الناس، بل يعجز عن أن يخدم ذليلاً أقل أنثى، أنسمي ذلك جبنًا؟، أنقول إن خدامه حثالة من الجبناء؟ لو أن رجلين، لو أن ثلاثة أو أربعة لم يدافعوا عن أنفسهم ضد واحد لبدا ذلك شيئًا غريبًا، لكنه بعد ممكن لو وسعنا القول عن حق أن الهمة تنقصهم. ولكن لو أن مئة، لو أن ألفًا احتملوا واحدًا ألا نقول إنّهم لا يريدون صده، ليس لأنهم لا يجرؤون على الاستدارة له، لا عن جبن بل احتقارًا له في الأرجح واستهانة بشأنه؟ فأما أن نرى لا مئة ولا ألف رجل، بل مئة بلد، ألف مدينة، مليون رجل، أن نراهم لا يقاتلون واحدًا...أهذا جبن؟).
(لكن ما هذا يا ربي؟ كيف نسمي ذلك، أي تعس هذا، أي رذيلة، أو بالأصدق أي رذيلة تعسة؟ أن نرى عددًا لا حصر له من الناس، لا أقول يطيعون، بل يخدمون، ولا أقول يحكمون، بل يستبد بهم، لا مُلك ولا أهل ولا نساء ولا أطفال، بل حياتهم نفسها ليست لهم).
الإعلام العربي مرتبط بالأنظمة الجاىرة صنيعة القوى الاستعمارية، لذلك غالبية القاىمين بالإعلام العربي هم من الحثالات الحقيرة التي قبلت لأنفسهم في القيام بدور الكذابين والمضللين لخداع عامة الناس والعمل على تدجينهم، خطيب سعودي عبر محطة فضائية قال اذا رأيت ولي الأمر يزني عبر محطة فضائية فعليك اطاعته، وقال حتى ولي الأمر إن لاط بك فعليك القبول بذلك وإياك أن ترفض طلب ولي الأمر ههههههههههه شكد ساقط هذا التافه الذي يلبس زي رجال الدين.
على المواطن العربي أن لا يسأل  عن الحقيقة فعليه تصديق كل ماتبثه قنوات دولته.
اليوم بفضل مليارات أموال البترول الخليجي تم رصد الميزانيات الهائلة لنشر الأكاذيب والتضليل والعمل على ترويض الناس بالقبول بالذل والانبطاح، وياويل الكاتب العربي الشريف الذي هرب من ظلم الطغاة  المجرمين من حكام العرب وتجول في بلدان العالم واستقر في بلدان تحكمها قوانين العدالة والمساواة اذا انتقد أنظمة الرجعية العربية، يصبح ليس عراقي ولاعربي، الخونة والعملاء يعيشون في الخفاء بظل وجود الانترنت، لايجرئون الكتابة في أسماؤهم الصريحة، ترى ألسنتهم طوال ويتبنون مشاريع عظيمة ليس لها وجود على الارض، وربما تجد هذه الحثالات المتسترة في أسماء مستعارة ساسة وكتاب وصحفيين لقوى احلتت أراضي دول عربية وطردوا وقتلوا السكان الأصليين بطرق قبيحة، بحيث لايسلم لاطفل ولامراة حامل ولا شيخ كبير من القتل، بل اتبعوا أساليب صنيعتهم داعش عندما جوعوا أطفال بلدة الفوعة وكفريا الشيعيتان في إدلب السورية، وعند اجلاء الأطفال والنساء الشيعة السوريين من ديارهم بدون أي ذنب سوى كون مذهبهم شيعي، ورغم وجود قافلة للصليب الأحمر قاموا في تجميع الأطفال الجوعى لكي يوزعون عليهم حلويات وطعام، جمعوا الأطفال وجائهم داعشي مفخخ وفجر عليهم مفخخة وقتل ١٣٦ طفل واصاب ٣٠٠ اخرين، ومراسل قناة الجزيرة المقبور عمر خشرم تحدث عن هذه الجريمة لقناة الجزيرة بالقول التالي( انتحاري هاجم تجمع إلى ميليشيات ايرانية واوقع بهم عشرات القتلى)، شكرا لفيروس كرونا الذي عجل بهلاك القذر عمر خشرم، ماحدث قبل فترة من تجويع ناس في احدى مناطق دول الشام ولدى تجمع النساء والأطفال لاستلام كميات غذائية هاجمهم نسر من نسور الجو وقضى على أكثر من ١٣٠ شخص واصاب ٨٠٠ آخرين هذا الفعل فعلته داعش بحق أطفال الفوعة وكفريا، وانا على يقين الضحايا الذين قصفهم نسر من نسور القوة الجوية ربما فرح الكثير منهم بقتل أطفال الفوعة الشيعة السوريين.
نتأثر على الضحايا الجدد الذين قصفهم نسر من نسور القوة الجوية لدولة تحضى بدعم غالبية دول العالم، ونقول ما من عربي ومسلم قبل وفرح بذبح أطفال شعب الجزائر والعراق وسوريا ولبنان واليمن إلا سلط عليهم من يجرعهم من نفس الكأس، هذه سُنة الحياة.
المتابع إلى الطرق المحترفة بعمل  فيديوهات يحررها مخانيث فلول البعث وهابي في قلب الحقائق والافتراء على علماء الشيعة من خلال فبركة  مقطع مجتزأ من خطبة أو كلام أو حديث لشخصية شيعية  تجد عشرات آلاف البهائم الطائفية العربية يتهافتون  على متابعتة مقطع الفيديو المفبرك، والتعليق عليه بطرق قبيحة وكأن هذا المقطع المجتزأ حقيقة مطلقة.
الامام علي بن أبي طالب، عليه السلام شاهد حشد من الغوغاء مجتمعين فقال قبَّح الله هذه الوجوه ما اجتمعت إلا على شرّ وما افترقت إلا إلى خير، وذاك أن كل صاحب مهنة ينصرف إلى مهنته فينتفع الناس.
عن الإمام علي بن أبي طالب ع   في نهج البلاغة يصف الغوغاء  فقال،  هم الذين إذا اجتمعوا أضروا، ‏وإذا تفرقوا نفعوا.‏ فقيل،  قد عرفنا مضرة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟! ‏فقال: يرجع أصحاب المهن إلى مهنهم، فينتفع الناس ‏بهم.
في ظل الصراعات القومية والمذهبية بالدول العربية والإسلامية ووجود مصالح استعمارية بدعم الفكر الوهابي التكفيري الذي تتبناه دول البداوة الخليجية، فإنَّ معرفة الحقيقة، مهمة صعبة جداً، مع وجود فيالق  التضليل الإعلامي العربي المدربة بشكل جيد، بحيث اكاذيبهم  الممنهجة  باتت  تنطلي  على غالبية الناس بل حتى الذين يصنفون أنفسهم انهم أصحاب عقول هم بهائم وامعات.
الفيالق الإعلامية المرتبطة بدول البداوة المرتبطة بدول الاستعمار،  يعملون بكل قوة وبدعم مليارات الدولارات إلى طمس الحقيقة أو إعاقة الوصول إليها ظنا منهم أنهم يدافعون  عن الله، ولا يعلم هؤلاء المرتزقة  أن من أعظم القربات إلى الله هو إظهار الحقيقة.
في الختام، هناك قول إلى  الروائي البريطاني جورج أوريل، بروايته بالأخ الكبير (الحرب هي السلام
الحرية هي العبودية الجهل هو القوة).
فائق تحياتي واحترامي وتقديري لكل قراء مقالتي هذه.



نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
8/3/2024