الأعراب الأتراك الأكراد ليست شعوبا ولا قوميات القسم الثاني
    

الأعراب  الأتراك  الأكراد  ليست شعوبا  ولا قوميات    القسم الثاني

 قلنا في  القسم الأول  إن الإسلام هو الذي  منح البقاء  للأعراب وللأتراك  وللأكراد  والاستمرار  في الحياة   ولولا الإسلام لكان الجميع في خبر كان  حتى لم تجد لهم من أثر لأنهم جهلة متوحشة  لا قراءة ولا كتابة  ولا حتى لغة   لا يعرفون غير الغزو والذبح وسبي النساء  والاغتصاب ونهب الأموال  فمثل هؤلاء من الطبيعي لا يبقى لهم من ذكر

 صحيح إن الكثير من  هؤلاء   أي من الأعراب الأتراك  الأكراد  لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام  بل إنهم انزلوا الإسلام الى مستواهم وطبعوه بطابعهم  الجاهلي الوحشي وبجهلهم ووحشيتهم فرضوه على المسلمين  وأعلنوا حرب إبادة ضد  المسلمين الذين ارتفعوا  الى مستوى الإسلام  وتطبعوا بطابعه  وتمسكوا بقيمه الإنسانية الحضارية 

 ولو دققنا في  هذا الانقلاب  الذي حدث في زمن الرسول لاتضح لنا   كان ورائه جهة  معروفة بالمكر والخديعة والعداء لكل من يقف ضد مخططاتها العدوانية  والمعادية للحياة  والإنسان وهي الصهيونية حيث استغلت جهل ووحشية بعض الأعراب  وعلى رأسها أعداء الإسلام أعداء الرسول  أبو سفيان  وأولاده   وفي المقدمة معاوية   فوجدت الصهيونية  في هؤلاء  أي في أبي سفيان وأبنه معاوية  ومن معهما  الوسيلة الوحيدة لتحقيق  أهدافها ومراميها الخبيثة   فشكلت تنظيم خاص بها  وجعلتهم  قادة هذا التنظيم  ودفعته  الى إعلان الحرب على الرسول على الإسلام والمسلمين   ولما فشلت في وقف انتشار الإسلام وتمدده  فلم يبق أمام الصهيونية  إلا تغيير أسلوبها مع الرسول ومع المسلمين   فأمرت  منظمتها  أي  أبو سفيان ومعاوية ومن معهم أن يدخلوا الإسلام  علنا والعمل ضد الإسلام سرا  الجدير بالذكر إن هذه المجموعة  أطلق عليها الرسول الكريم اسم الفئة الباغية في حين الصهيونية أطلقت عليها  الجماعة 

وبدأت تتحرك  في زمن الرسول للسيطرة على الإسلام والمسلمين بدعم وتمويل وتوجيه من قبل الصهيونية  وفي نفس الوقت بدأت  تسيطر أكثر وتكسب أتباعا أكثر  وبدأت بنشر قيم الجاهلية والنزعات العشائرية بين المسلمين  والتعالي على المسلمين من غير الأعراب حتى رفضوا إسلامهم  وهذه الخطوة كانت ضربة شلت الإسلام  وكادت تنهيه   فمن أول أصول وأسس  الإسلام  هي إلغاء العشائرية والعنصرية   وهي إلغاء الأنساب  حيث قال القرآن الكريم اليوم لا أنساب بينكم  وكان الرسول يصرخ  في المسلمين لا تأتوني بأنسابكم بل آتوني بأعمالكم فعمل الإنسان  هو الذي يزكي الإنسان لا نسبه فإذا كان عمله خيرا ومفيد  فهو  الشريف الكريم  وإذا كان عمله شرا ومضر  فهو لا يملك شرف ولا كرامة  حتى لو كان ابن محمد الرسول    لهذا  نرى الرسول الكريم  أسس الإسلام على خمسة وكانوا هؤلاء الخمسة يمثلون البشرية  كلها وهم سلمان الفارسي  بلال الحبشي  صهيب الرومي   وأبا ذر   وعمار يمثل فئة العبيد 

 لا شك إن هذه الحالة لا ترضي الصهيونية ولا خدمها   أبا سفيان ومعاوية ومن معه من  عناصر الفئة الباغية   وبدأ صراع  خفي بعض الأحيان وصراع معلن  في أحيان أخرى بين الفئة الباغية  0( عملاء وعبيد الصهاينة ) وبين الفئة الإسلامية  التي ارتفعت الى مستوى الإسلام  وتطبعت بطباعه وتمسكت بقيمه  وبالذات هؤلاء الخمسة   فتعاملوا معهم  بدونية ووحشية  وشككوا في نسبهم  وإنسانيتهم  قيل إن الرسول شعر بذلك  وشاهدهم  مجتمعين   في حالة ألم وحزن فتقرب منهم الرسول ووضع  يده على كتف سلمان  وقال لهم  سيأتي الفرج ويتحقق لكم ما تريدون وترغبون على يد قوم من بلاد فارس  و يقصد العراق وإيران  لأن العراق وإيران كان بلد واحد وشعب واحد يطلق عليه  بلاد فارس في زمن الرسول الكريم  ودوركم الآن أن تحموا شعلة الإسلام من الإخماد   لأن الإسلام جاء في وقت غير وقته وفي مكان غير مكانه ومع ذلك  سيأتي  زمانه ومكانه  بفضل استمرار شعلته مرفوعة 

ومع ذلك نجحت الفئة الباغية بقيادة  معاوية وشلته الفاسدة بتخطيط ودعم ماليا وإعلاميا من  قبل آل  صهيون  بالسيطرة الكاملة على الإسلام والمسلمين  حيث  استطاعت ان  تبني مسجد ضرار واعتبرته مقرا لها لاستلام تعليمات بني صهيون وتنفيذها   منها مؤامرة  اغتيال الرسول عند عودته من معركة تبوك   ولكن  الرسول ومن حوله من المسلمين الصادقين افشلوا  المحاولة   لهذا أمر الرسول بحرق مسجد ضرار وما فيه   وعندما فشلت المؤامرة  قرروا التمرد على أوامره  وعصيانه   فأخذ الرسول يأمر بخروج جيش أسامة   لكنهم يرفضون بحجج ساخرة من الرسول  ومن ثم حاصروه أي الرسول فشعر بالألم  والحزن والتعب   فشعر بنية القوم  إنهم يريدون موته فطلب منهم   أداة وقرطاس ليكتب وصيته  فسخروا منه وقال إنه يهجر  يهذي  ولكنه أصر على كتابة الوصية   فشعر قادة المؤامرة بالخطر    لهذا افتعلوا     التهديد والوعيد بأصوات عالية  وقام أحدهم بقتل الرسول  لكن من هو وكيف قتله ألله أعلم  

  وبدأت مرحلة جديدة

مهدي المولى  

محرر الموقع : 2024 - 03 - 11