السيد رئيس الوزراء يوجد فساد بزراعة النخيل الكبير بالمدن العراقية، نعيم الهاشمي الخفاجي‎
    
عندما نوجه خطابنا للسيد رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني لأننا بدولة السلطة والقوة بيد الحكومة المركزية، هكذا يفكر غالبية أبناء الشعب العراقي، ويفترض بالحكومات المحلية هي من تكون حريصة على أموال الشعب العراقي.
 
خلال زياراتي المتكررة إلى العراق و تجوالي ما بين البصرة ومدينتي قضاء الحي وزياراتي إلى كربلاء والنجف وبغداد، ومروري بطرق بابل والديوانية والعمارة،  لاحظت ومنذ عام ٢٠٠٧ ظاهرة قيام الحكومات المحلية في محافظات واسط والناصرية والديوانية وبابل وكربلاء والنجف وفي بغداد بزراعة نخيل حجم كبير في الشوارع، شيء جميل يتم زراعة النخيل في الجزرات الوسطية وفي الساحات وعلى جانبي الطرق العامة، مناظر النخيل تعطي جمالية للمدن والطبيعة.
 
لايوجد نخيل في اوروبا، السلطات الدنماركية قبل عدة سنوات استوردت عشر نخلات هندية، تم زراعتهن في العاصمة كوبنهاكن في منطقة النوبغو، أحد أحياء العاصمة كوبنهاكن المهمة، كل ما يأتي فصل الشتاء، يتم إحضار رافعة وعمال، يتم وضع أغطية  بلاستيكية على رأس كل  نخلة، لحمايتها من شدة برودة الطقس والثلوج، وعند حلول شهر نيسان يتم إزالة الأغطية البلاستيكية عن النخيل، تجد مئات الشباب ومن كلا الجنسين يأتون من كل مدن الدنمارك لإلتقاط صور تذكارية للعشر نخلات، وفي العراق للاسف تجد شباب جهلة يقومون في حرق إعداد من النخيل، ويعتبرون ذلك نوع من الهواية.
 
 السبب هو الجهل وعدم وجود ثقافة مجتمعية في التعريف في أهمية النخيل والتي تمثل ثقافة بلاد وادي الرافدين منذ آلاف السنين.
 
 خلال زياراتي المتكررة لاحظت اصرار الحكومات المحلية في المحافظات العراقية الوسطى والجنوبية على زراعة نخيل حجم كبير، دائما عندما اذهب للعراق التقي مع أعضاء دوائر البلديات واعمل لقائات عابرة مع المسؤولين بالبلديات،  اجمع منهم معلومات، سألتهم هل توجد لديكم مشاتل، موظف في بلدية قضاء الحي اصطحبني معه لزيارة مشتل تابع لبلدية الحي، وجدت رغم صغر المشتل، لكن لديهم إعداد جيدة من شتلات الزيتون  وبعض شتلات إلى ورود وأشجار زينة، ونوع سيء اسمه الكابرس، يفترض يزرع الكابرس في أماكن بعيدة عن المدن، لكن وجدت في الكثير من المحافظات العراقية يزرعون الكابرس في جانب الشوارع الداخلية في المدن،  الكابرس من الأشجار السريعة النمو، بل وجود الكابرس داخل شوارع المدن يكون منظره سيء،  جمال الأشجار والورود عندما تكون النباتات صغيرة الحجم.
 
 خلال تتبعي عن سبب  إصرار المقاولين على زراعة نخيل في حجم كبير اكتشفت حقيقة ذلك، وجدت مقاولين  يتصلون  في أصحاب بساتين يعرضون  عليهم شراء نخيل وفق شروط أن يكون طول النخلة ما بين ثلاثة أمتار إلى سبعة امتار، والسعر يكون ٤٠٠٠٠٠ دينار عراقي، بعد البحث تبين أن  سبب اصرار المقاولين على شراء نخيل حجم كبير يتم بيعه على الدولة في أسعار غالية ربما تتجاوز سعر النخلة الواحدة سبعمائة دولار. 
 
في إمكانية المقاول شراء فسائل نخيل من أصحاب البساتين لأنواع جيدة مثل نوعية الجمالي والذي يسمى في بعض مناطق العراق في الشيويثي بمبلغ عشرة آلاف دينار عراقي  مع القلع، وفرصة نجاح الفسيلة الصغيرة تصل إلى تسعين بالمائة، بينما فرصة نجاح زراعة النخلة الكبيرة لاتصل سوى إلى عشرة بالمائة، يعني غالبية زراعة النخيل الكبير تكون موت النخلة للاسف.
 
 سبق لي أن تحدثت مع مسؤولين يعملون في دوائر المحافظين واقترحت عليهم بوقف عمليات هدر المال العام من خلال تشجير شوارع المدن في نخيل حجم صغير وزراعة أشجار الزيتون  والسيسبان المصري الجميل، وقلت لهم وكتبت عدة مقالات نشرتها بعدة صحف، على المحافظين دعم دوائر البستنة الموجودة لها فروع بكل محافظات العراق، و تأتمر بأوامر المحافظين، في عمل مشاتل يتم شراء فسائل نخيل صغيرة من أصحاب البساتين ويتم زراعة الفسائل في سنادين أو أكياس رمل، ويتم وضع السناتين داخل مشاتل فروع البستنة أو في مزارع كليات ومعاهد واعداديات الزراعة، ويتم سقي السنادين مع إضافة مجذرات باتت موجودة بكثرة بالاسواق العراقية ورخيصة الثمن، خلال أشهر يتم تجذير الفسائل داخل السنادين ويتم نقلها وزراعتها داخل الحفر المخصصة للزراعة، نسبة نجاح زراعة الفسائل تكون ١٠٠%، ونضع للقراء رابط يتم من خلاله كيف يتم زراعة فسائل النخيل في السنادين طريقة بسيطة لزراعة فسائل النخيل ونسبة النجاح ١٠٠% 
 
 
مشكلة العراق الكثير من المسؤولين والمقاولين يفكر في الربح الجشع على حساب الوطن، بل توجد ظاهرة سيئة متفشية بالعراق والدول العربية، تجد المواطنين يلقون القمامة والأوساخ بالشوارع، لكن نفس هؤلاء الناس نجدهم نظيفين في بيوتهم، للظاهر العقلية العراقية والعربية تعتبر بيوتهم فقط هي ملكهم اما نظافة الشوارع فهي ليست ملكهم وعليهم رمي القاذورات.
 
 رأيت بحياتي ضابط مشهداني من الطارمية ببغداد  اسمه احمد جاسم محميد، كان بزمن صدام الجرذ يوجد  بكل وحدة عسكرية محرك توليد كهرباء، كان يتم تشغيله بوقت الظهر ساعتين فقط، بدولة البعث كان الضابط والجندي يعيش مع الكلاب والفئران والأفاعي، والله رغم انفي، انا شخصياً نمت مع ثعبان لونه اسود حجمه  كبير في قبر يسمى موضع أو ملجأ، وياويل تقول يوجد بالقرب مني افعى مصيرك الاعدام، كنت أقرأ اية الكرسي وانام والعربيد الأسود كل لحظه يطلع رأسه أمامي ههههه، شاهد كلامي الضابط المشهداني شغل المحرك بشكل متواصل ليل نهار، سألته عن سبب ذلك قال لي ماسامع انت بالمثل الشعبي العراقي الذي يقول يمغرب خرب ههههه قال لي راح انتقل الى أمرة وحدة أخرى وهذا المحرك إلا أدمره هههههة هذه هي ثقافة ضابط بالجيش السابق بعصر الخير كما يروج مخانيث فلول البعث لعصر الخير هههه الاخ كانت  رتبته مقدم ومهني وليس دمج هههههه.
 
مشكلة الفساد والجشع لدى المسؤولين العراقيين يحتاج تدخل مباشر من السيد رئيس الوزراء العراقي الاستاذ محمد شياع السوداني من خلال اصدار توجيهات إلى وزارة الزراعة وإلى الحكومات المحلية في المحافظات بمنع عمليات تشجير المدن بنخيل كبير الحجم لأنها باتت واجهة لسرقة أموال الشعب، والعمل على زراعة فسائل نخيل صغيرة يكون جمالها افضل وكذلك أسعارها رخيصة.
 
على السيد رئيس الوزراء اصدار قرارات إلى وزارة الزراعة في إقامة مشاتل في دوائر وفروع الزراعة والبستنة في المحافظات في زراعة فسائل النخيل المحلية وشرائها من أصحاب البساتين في أسعار رخيصة،  عملية الشراء تكون عامل محفز إلى أصحاب البساتين بالاستفادة ماديا من عمليات بيع الفسائل المحلية من الأصناف الجيدة والمتوسطة، ويفترض في الحكومة ان تنسيق مع وزارة الزراعة بالقيام في عمل مشاتل بكل المحافظات والاقضية والنواحي، طريقة استخدام السنادين أو الأكياس البلاستيكية لزراعة فسائل النخيل وأشجار الزيتون والرمان والتين كلفتها المادية رخيصة جدا، ويكون لها دور مهم وفعال في انتعاش زراعة النخيل والزيتون والرمان.
 
غالبية المحافظين والمسؤولين معتادين ينفذون أوامر الحكومة المركزية، العراق عاش تحت سلطات أنظمة قمعية دكتاتورية حصرت كل شيء بيد صدام الجرذ وحكومته الظالمة، لذلك من النادر تجد محافظ بالعراق يفكر في عقلية جيدة، ويفكر في  دعم مشاريع اكثار زراعة النخيل والرمان والزيتون والتين …..الخ من أشجار الفاكهة الموجودة حاليا في العراق.
 
 أرض العراق تصلح لزراعة آلاف أصناف أشجار الفاكهة التي تزرع في أجواء حارة مثل أجواء الهند وباكستان وامريكا الجنوبية.
 
بعد سقوط نظام البعث دخلت فاكهة للأسواق العراقية، الكثير من المواطنين قاموا بزراعة بذورها ونجحت تجارب زراعتها بالعراق، مواطن في بابل، من اهالي  قضاء المسيب زرع فاكهة البابايا من خلال بذور الفاكهة التي بيعت بالأسواق العراقية، مشكلتنا بالعراق استشراء آفة الفساد التي زرعها صدام الجرذ الهالك، بحقبة نظام البعث استشرت الرشاوي بين صفوف قادة وضباط الجيش وانا كنت شاهد على تلك الحقبة الزمنية، بل حتى اخشاب مواقع الجيش باعها ضباط وجنود للنجارين ههههه كنت بصحبة ضابط إداري من المحاويل ال بعلوان اسمه محمد عبدالخضر،اذا مات الله يرحمه واذا حي اسأل الله ان يوفقه، كان شاب مهذب لطيف طيب،  كنا ذاهبين من الطيب إلى العمارة، انتبه لي شاهدنا صافن، قال لي ليش صافن، قلت له اقول لك الحقيقة، قال لي بالله عليك قول الحقيقة، قلت له انت جاي تشاهد الرشاوي بالجيش، وكيف يتم سرقة الأخشاب وتباع بالأسواق، قلت له يأتي يوم يصبح الفساد والرشوة ظاهرة اجتماعية بالمجتمع العراقي، بل ونظرت إلى اعمدة إلى خطوط الاتصال التليفون بوقتها قلت له والله يأتي اليوم الذي يتم به سرقة حتى هذه الاعمدة ويتم بيعها، وفعلا شاهدنا في يوم سقوط نظام البعث كيف عصابات بالانبار قامت في قلع اعمدة نقل الكهرباء وبيع الأسلاك إلى الاردن وسوريا بشكل خاص، وراينا كيف قام الكثير من اهالي الانبار تحوير سيارات نقل الركاب الصغيرة واطلقوا عليها تسمية البحارة؟ يتم ملئها بالبنزين والكاز والنفط الأسود من مصفى بيجي  ويتم بيعها إلى الأردنيين والسوريين، وراينا كيف منافذ الجمارك السورية والاردنية تسهل عمليات هؤلاء السراق الذين يسرقون المشتقات النفطية وبيعها في اتفه الأثمان في الأردن وسوريا. 
 
 
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
 
 كاتب وصحفي عراقي مستقل 17/3/2024
 
 

   
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 03 - 17