(قلقلة الطاء الساكنة) في سورتي الأنعام والأعراف‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
القلقلة هي اضطراب المخرج بالحرف عند خروجه ساكناً بهدف سماع نبرة قوية له، وحروف القلقلة خمسة وهي: ق، ط، ب، ج، د، وفي حال كان حرف القلقلة في وسط الكلمة كانت القلقلة خفيفة (صغرى)، أما إذا كان في آخر الكلمة تكون القلقلة قوية وشديدة (كبرى).
 
قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها علامة (قلقلة الطاء الساكنة) في سورة الأنعام "قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ (قلقلة الطاء الساكنة) وَلَا يُطْعَمُ (قلقلة الطاء الساكنة) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (الانعام 14)، و "قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا (قلقلة الطاء الساكنة) فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ" (الانعام 31)، و "وَلَا تَطْرُدِ (قلقلة الطاء الساكنة) الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ (قلقلة الطاء الساكنة) فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ" (الانعام 52).
 
عن موقع موضوع ما هي حروف القلقلة للكاتبة نور خضر: حروف القلقلة: القلقلة لغة تعني الاضطراب والتحريك، وفي الاصطلاح: هي اضطراب اللسان حال النطق بحرفٍ من حروف القلقلة، فيُسمع له نبرة قوية لا سيما إن كان الحرف ساكناً، وحروف القلقلة خمسة وهي: القاف، والطاء، والباء، والجيم، والدال، وهي مجموعة في لفظ "قطب جد". القلقلة اضطراب اللسان حال النطق بحروفها حتى يُسمع لهذه الحروف نبرة قوية، وحروفها خمسة مجموعة في لفظ "قطب جد". أقوى حروف القلقلة تنقسم القلقلة من حيث قوتها إلى ثلاثة أقسام وهي كما يأتي: أعلى القلقلة: وذلك في حرف الطاء، كلفظ "نطْفة"، "أنطْعم". أوسط القلقلة: وذلك في حرف الجيم، كلفظ "أجْر"، "تجْري". أدنى القلقلة: وذلك في حروف القاف، والباء، والدال، ومن الأمثلة على ذلك: "مقْمحون"، "خلقْنا"، "لقدْ"، "ادْخل"، "يبْصرون"، "واضربْ". وتجدر الإشارة إلى أنّ سبب كون القلقلة في هذه الحروف دون غيرها يعود لاجتماع صفتي الجهر والشِّدة في كل حرف من هذه الحروف، حيث إنّ صفة الجهر تمنع جريان النفس، وصفة الهمس تمنع جريان الصوت، وهذا بدوره يجعل في النطق بالحرف وإخراج صوته تكلّف وصعوبة، لذا كان لا بدّ من إتْباع صوت هذه الحروف صوتاً خفيفاً يُساعد في نطقها. أشد ما تكون القلقلة في حرف الطاء، ثمّ في حرف الجيم، ثمّ في حروف الباء، والقاف، والدال، وقد اتّصفت هذه الحروف دون سواها بالقلقلة، لاجتماع صفتي الجهر والشدة في كل حرف من هذه الحروف.
 
قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها علامة (قلقلة الطاء الساكنة) في سورة الأنعام "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ (قلقلة الطاء الساكنة) وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" (الانعام 59)، و "وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا (قلقلة الطاء الساكنة) إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ" (الانعام 138)، و "قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ (قلقلة الطاء الساكنة) إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (الانعام 145)، و "وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ (قلقلة الطاء الساكنة عند الوقف) لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (الانعام 152).
 
جاء في مفتاح تجويد القرآن الكريم عن القلقلة: العرض: هناك حروف عند نطقها تتوافر فيها هذه الشروط ويصدر منها صوت قوي.ولكن قبل أن نتعرف على كيفية إصدار ذلك الصوت القوي في الحروف لابد أن نتعرف على كيفية أداء الحروف ساكنة ومتحركة. س: انطق الميم الساكنة التي بعد همزة نحو (أمْ)؟ ماذا تلاحظ؟ ج: الحرف الساكن حتى تظهر صفاته لابد من إتمام المخرج الذي لا يحدث إلا بالتصادم بين طرفي عضو النطق. س: انطق الميم المتحركة (مَ ـ مِ ـ مُ) ماذا لاحظت عند نطقها؟ ج: لاحظت أن الحرف المتحرك يحدث بالتباعد بين طرفي عضو النطق وهما الشفتان (مخرج الميم) حيث تكونان في حالة التصاق ثم تبتعدان ويبتعد الفكان اللذان هما مخرج الفتحة في الميم المفتوحة وعند أداء الميم المضمومة يكون بتباعد الشفتين مع ضمهما لأن انضمامها مخرج الضمة والواو، وعند أداء الميم المكسورة يكون بتباعد الشفتين مع انخفاض الفك السفلي متجهًا إلى مخرج الكسرة والياء. س: انطق الباء الساكنة؟ اذكر ماذا شعرت به عند أدائك لها؟ ج:شعرت بضيق في جهاز النطق مما اضطررت لانفصال الشفتين سريعًا ليخرج الهواء المحبوس. س: إذن كيف خرجت الباء الساكنة؟ ج: خرجت الباء الساكنة بالتباعد بين الشفتين مشبهة في ذلك الحرف المتحرك ولكن لا يصاحبها انفتاح للفم أي مخرج الفتحة أو الألف ولا انضمام للشفتين أي لا يصاحبه مخرج الضمة والواو، ولا انخفاض للفك السفلي أي مخرج الكسرة والياء. 
قال الله جل جلاله في آيات قرآنية فيها علامة (قلقلة الطاء الساكنة) في سورة  الأعراف "قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (اخفاء لام التعريف قبل الحرف الشمسي)" (الاعراف 13)، و "قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ (قلقلة الطاء الساكنة عند الوقف) وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ" (الاعراف 29)، و "إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ (قلقلة الطاء الساكنة عند الوقف) وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ" (الاعراف 40).
 
قال الله عز وجل في آيات قرآنية فيها علامة (قلقلة الطاء الساكنة) في سورة الأعراف "وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (قلقلة الطاء الساكنة)" (الاعراف 46)، و "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ (قلقلة الطاء الساكنة) حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (الاعراف 54)، و "أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ (قلقلة الطاء الساكنة) عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ" (الاعراف 100)، و "تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ (قلقلة الطاء الساكنة) اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ" (الاعراف 101).
 
جاء في موقع المسبحة أونلاين عن معنى وحكم التجويد: معنى التجويد: التجويد في اللغة: هو التحسين: في الإصطلاح : هو إخراج كلّ حرف من حروف القرآن من مخرجه دون تغيير وقراءتُه قراءةً صحيحةً كما قرأها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . حكم التجويد: قال تعالى: "وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا كافَّةً فَلَولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِروا قَومَهُم إِذا رَجَعوا إِلَيهِم لَعَلَّهُم يَحذَرونَ" (التوبة 122). دراسة علم التجويد من التفقه في الدين، فإذا قام بتعلمه وتعليمه جماعة من خاصة الناس، سقط عن عامتهم.لكن العلماء اختلفوا في حكم قراءة القرآن بالتجويد ، والعلماء في هذا على قولين : قول علماء التجويد : قراءة القرآن بالتجويد واجب على كل مسلم ومسلمة. قول الفقهاء : قراءة القرآن بمراعاة أحكام التجويد وقواعده سنة وأدب من آداب التلاوة، ينبغي مراعاته من غير تكلف، ولكن ذلك ليس واجباً. الأدلة على التجويد من القرآن والسنة: "أَو زِد عَلَيهِ وَرَتِّلِ القُرآنَ تَرتيلًا" (المزمل 4) "الَّذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَتلونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤمِنونَ بِهِ وَمَن يَكفُر بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الخاسِرونَ" (البقرة 121) عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خَيرُكُم من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ).
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 03 - 22