طفل أبكى العالم بتلاوة القرآن :
    
لا تعتقدوا بأنّ المسلم و حتى (المؤمن) هو من آمن بآلله بلسانه و مظهره و صلاته و صومه و حجّه و طول جبّته و عمامته و سيدخل الجنة حتماً!؟
 
لا .. ليس الأمر كذلك .. فكثير من هؤلاء عباداتهم لا تصل لباب دورهم .. و لا يتقبّل آلله منهم خصوصاً من ذلك الذي في قلبه ذرّة كبر أو شيئ من الخُيلاء بسبب ماله أو جاهه او سلطته أو يعتقد بأنه مُنتخب من قبل الأمّة أو عالم أو  حتى مرجع  دين أو مختصّ أو أيّ دليل ممكن!؟
 
و ربما آخر في المقابل غير مسلم أو من ديانة أخرى أو حتى بغير دين .. لكنه يحمل قلباً طيباً طاهراً ممتلئ بآلحُب للجمال و المعرفة و فطرة نظيفة و متواضع حتى مع الحيوان و النبات و الوجود يكون موضع تقدير من قبل رب العباد؛ و ربما يتقبل الله منه بقبول حسن و يرزقه من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب!
 
في مساجدنا و حُسيّنياتنا و بيوتنا و بداخل أوطاننا الأسلامية و للأسف كثيراً ما يقرؤون القرآن و الأدعية ووو ؛ لكن كم من المستمعين ينصتون لما يُقرأ .. أو تُقشعّر جلدوهم أو تجلّ قلوبهم لذكر الله .. أو تهتز ضمائرهم .. أو تبكي عيونهم من خشيته تعالى!؟
 
أنا شخصياً لم أشهد مسلماً واحداً يبكي عند سماعه القرآن .. بل أكثرهم لا يعيرون أهمّية لقول الله تعالى و بعضهم يتحدّث مع صاحبه فيما بينهم بأحاديث مختلفة و هم في واد يهيمون و كأنّ الله يُحدّث الموتى بآلمقابل!؟
 
بينما لو كان المتحدث رجلاً أو حتى طفلاً و قاطعته بعمد ؛ فيعتبرونه ذنباً لا يُغتفر بسهولة و قد يقام الحدّ عليه ؟
 
 فكيف لو كان المتحدث هو الله و المسلمون لا يُبالون و لا ينصتون لكلامه تعالى!؟
 
إنظر لهذا الطفل كيف أبكى غير المسلمين بتلاوته للقرآن من اعماق وجوده, رغم إن أكثرهم لا يعرف العربية و لا يفهم معانيه بدقة .. لكن فطرتهم البيضاء هي التي دلّتهم لذلك و إستلمت تلك الموجات الكونية بصدق و صفاء و عكستها  فسالت دموعاً حرّى على وجناتهم..
 
فهل هؤلاء هم المسلمون حقّاً و نحن الداعين للأسلام غير مسلمين بل مجرّد هياكل لحمية و عظمية و عروقية!؟ أنصتوا بقلوبكم لا بعقولكم و بتأمل:
حكمة كونية [عن النبي(ص): [إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم].
 
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 03 - 25