عادات عيد الفطر الدينية والشعبية (ح 3)‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
يقول أمير المؤمنين عليه السلام (كل يوم لا تعصي الله فيه فهو يوم عيد) و بمجموع أيام الصيام فإن عيد الفطر له فرحة عدم عصيان الله بصيامه وقيامه، وأفراد المجتمع كل يذكر الآخر بالابتهاج لإنجاز مهمة طاعة الله وعدم عصيانه بتبادل التهاني والتبريكات. يقول الله جل جلاله"كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ" (الحجرات 7). قال الله تعالى "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" (الكوثر 2) فصل يقصد بها صلاة عيد الاضحى و الفطر عند مفسرين. من أحكام العيد أن الصلاة قبل الخطبة. ورد في كتاب الصوم للمراجع العظام: إنَّ عيد الفطر يأتي بعد الصوم، والصوم من جملة مقدمات الهدف ومقرباته بلا شكّ. قال الله سبحانه: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة " (البقرة 45). وقد فسر الصبر في الآية بالصوم، وقد قيل (الدنيا صوم يوم). ومع الوصول إلى الهدف تنتفي الحاجة إلى الصوم ويجب الإفطار وإظهار الفرح لذلك معنوياً. وأما عيد الأضحى، فهو يأتي بعد عناء السفر إلى الحجّ، الذي يرمز إلى السفر إلى الهدف, بتقديم مقدماته وإنجاز أسبابه. فإذا حصل الوصول وانتهى السفر، كان معناه حصول الهدف، لأنَّ السفر إلى الهدف ينتهي بالوصول إليه لا محالة، ومع حصول الهدف يحصل العيد والفرح.
 
جاء في  تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (عيد) "عيدا" (المائدة 117) العيد: كل يوم مجمع، وقيل: معناه اليوم الذي يعود فيه الفرح والسرور والعيد عند العرب الوقت الذي يعود فيه الفرح والحزن أيضا. وقوله: "موعدكم يوم الزينة" (طه 59) يوم العيد. جاء في كتاب تفسير التبيان للشيخ الطوسي: قوله "عند كل مسجد" (الاعراف 31) روي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في الجمعات والأعياد. وقال ابن عباس وعطاء وابراهيم والحسن وقتادة وسعيد ابن جبير: كانوا يطوفون بالبيت عراة فنهاهم الله عن ذلك. وقال مجاهد: ماوارى العورة، ولو عباءة. وقال الزجاج: هو أمر بالاستتار في الصلاة، قال أبوعلي: ولهذا صار التزين للاعياد، والجمع سنة. قوله "ولتكبروا الله" (البقرة 185) المراد به تكبير ليلة الفطر عقيب أربع صلوات: المغرب، والعشاء الاخرة، وصلاة الغداة، وصلاة العيد على مذهبنا. وقال ابن عباس، وزيد بن أسلم، وسفيان، وابن زيد: التكبير يوم الفطر. قوله جلت قدرته "لكل أمة منسكا" (الحج 67) أي مذهبا "هم ناسكوه" (الحج 67) أي يلزمهم العمل به. وقيل: المنسك جميع العبادات التي أمر الله بها. وقيل: المنسك الموضع المعتاد لعمل خير او شر، وهو المؤلف لذلك. ومناسك الحج من هذا، لأنها مواضع العبادات فيه، فهي متعبدات الحج. وفيه لغتان فتح السين، وكسرها. وقال ابن عباس " منسكا " أي عيدا. وقال مجاهد وقتادة: متعبدا في إراقة الدم بمنى، وغيرها.
 
جاء في الاندبندنت عربية عن ثقافة الاحتفال بالعيد كما تتجلى في الطقوس الشعبية العربية للكاتبة نشوة أحمد: في تصريف كلمة عيد، تعني الكلمة ما يعود من الشوق والبهجة. وتعني أيضاً الاحتفال بذكرى، أو حدث. وتتنوع الأعياد بتنوع النسيج الثقافي للشعوب، و باختلاف تراثها من منطقة إلى أخرى. تتشابه وتتلاقى طقوس الاحتفال بها في بعض جوانبها، بينما يختلف بعضها الآخر. تستند بعض هذه الطقوس إلى خلفية دينية، بينما يستند بعضها الآخر إلى أسطورة فحسب توارثتها الأجيال وباتت جزءاً أصيلاً من تراث شعبي، يحرص الناس على إحيائه عاماً بعد عام. يتشارك الجزائريون بعض طقوس الاحتفال بالعيد، ومنها –على حد قوله- تخضيب أيادي الأطفال بالحناء ليلة عيد الفطر، وتحضير الحلوى الجزائرية التقليدية مثل البقلاوة، والتشاراك وهي حلوى محشوة باللوز على شكل هلال والقطائف، وتبادل هذه الأطباق بين الجيران والأقارب والأصدقاء، واجتماع كل أفراد العائلة، المتزوج منهم والأعزب، على مائدة غداء الوالد، وكذلك تناول طبق "الكسكسي"، في عشاء يوم العيد، إضافة إلى"مهيبة العيد"، التي يوضح أنها هدية يقدمها الخطيب عن طريق أهله إلى خطيبته. واحدة من العادات التي اندثرت، وهي عادة تكريم ربات البيوت بتقديم هدية رمزية لهن، تقديراً لجهدهن طوال شهر رمضان. أما زيارة القبور بعد صلاة العيد مباشرة، فهي العادة الأهم من منظور وهاب، التي تجمع كل الشعوب العربية لارتباطها بفكرة التذكر والحنين.  وفي ما يتصل بالطقوس التي تختلف من قبيلة إلى أخرى في الجزائر، يذكر منها ارتباط احتفال بعض القبائل بالموسيقى، لا سيما في منطقة البليدة، التي اشتهرت بآلة الغيطة ورقصة الزار، وكذلك حرص بعض العائلات على وجود أصناف من الحلوى الأوروبية، تأثراً بالثقافة الفرنسية، الذي يصفه بأنه تأثر محدود.
 
جاء في موقع اليوم السابع عن مفهوم العيد فى الثقافات المختلفة كيف تحتفل دول العالم بالأعياد؟ للكاتب عبد الرحمن حبيب: وفى أوروبا والدول الغربية يطلق على اليوم السابق لبدء الصوم الكبير اسم fat Tuesday وهناك العديد من تقاليد الكرنفال المختلفة في جميع أنحاء أوروبا ويتم الاحتفال بها في الغالب في أجزاء من أوروبا مع مجتمعات كاثوليكية كبيرة وفقا لموقع "أوروبيانا". وفي كرواتيا هناك تقليد يقضة بتناول طعام متواضع عشية عيد الميلاد والفكرة من وراء ذلك هي أن تتذكر أولئك الذين ليس لديهم نفس القدر بعد الصيام خلال النهار حيث  يأكل الكثير من الناس وجبة متواضعة من سمك القد المجفف تسمى "bakalar" أو أي نوع آخر من الأسماك ، جنبًا إلى جنب مع السلطات أو الكرنب في المساء، ثم يتم الاستمتاع بوجبة كبيرة في يوم عيد الميلاد. في المجتمعات المسيحية يتم تحديد الصوم الكبير الذى يحل قبل 40 يومًا قبل عيد الفصح بأنه فترة الامتناع عن الطعام والاحتفالات ، احتفاء بانسحاب يسوع المسيح لمدة 40 يومًا في الصحراء، ويبدأ الصوم الكبير يوم أربعاء الرماد.
 
 
محرر الموقع : 2024 - 04 - 10