الجالية و خطبة عيد الفطر (عيد الفطر فرحة رمضان)‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
صلاة عيد الفطر السعيد يوم الأربعاء الذي اقامه مسجد الإمام الحسين عليه السلام بمدينة تورنتو الكندية:

ابتدأ بدعاء الندبة و التكبيرات ثم الصلاة جماعة ركعتين للرجال بامامة الشيخ حسن العامري والنساء بامامة الشيخ عبد السلام فرج الله في كل ركعة الحمد وسورة مع قنوت خمس مرات يذكر فيه (اللهم أهل الكبرياء والعظمة، وأهل الجود والجبروت، وأهل العفو والرحمة، وأهل التقوى والمغفرة، أسألك في هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً، ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ذخراً ومزيداً، أن تصلي على محمد وآل محمد، كأفضل ما صليت على عبد من عبادك، اللهم إني أسألك خير ما سألك به عبادك الصالحون وأعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه عبادك المخلصون). وقبل مأدبة الفطور المقدمة من قبل مؤسس المسجد الحاج عطا علي، قدمت هدايا من مؤسس المسجد أبو علي عطا الى امام المسجد الشيخ حسن العامري، و المشرف على المسجد أبو فاطمة الشمري، والشيخ أبو ثريا فرج الله المحاضر في المسجد، ومحاضر القرآن الكريم أبو سيف الموسوي، و المشرفين على مركز شباب المسجد أبو ياسر تقي وولده ياسر.

خطب إمام المسجد الشيخ حسن العامري باللغة الانكليزية خطبة العيد حول موضوع (عيد الفطر فرحة رمضان) قائلا ورد أن الله تعالى يعتق في شهر رمضان آلاف من المؤمنين رقابهم من النار. وبعد انتهاء شهر رمضان يشعر المؤمن بالسعادة كونه ادى واجب الشهر من الصيام وقراءة القرآن والأعمال الصالحة حيث غفر الله ذنبه وجازى صيامه. نسأل الله سبحانه أن يتكرر صيامنا لهذا الشهر السنة القادمة. علينا أن نستشعر قيم شهر رمضان واهمها علاقتنا مع الله عز وجل. وفي شهر رمضان يزداد تدبرنا عند قراءة كتاب الله ونستشعر بقيمة وأخلاق القرآن.

وفي شهر رمضان يزداد علاقة العبد بالمساجد فهو يأتي الى المسجد كل يوم ويخشع لله في بيته. في شهر رمضان نمتنع عن الشهوات المحرمة بل لا نفكر بها وبذلك تكون ممارسة للتعود على ذلك وبالتالي الابتعاد عن الذنوب وغسل درن ذنوب النفس والقلب. ويعلمنا رمضان كيف نحب الآخرين وبالتالي الوصول لمصافي التقوى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة 183) واول درجات التقوى تصفية النفس من الشوائب والزلات، مع الارتباط القوي بالقرآن في هذا الشهر نسبة لبقية الاشهر، وبالتالي الارتباط مع النبي وآل بيته عليهم السلام كما جاء في الحديث الشريف (إني تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا كتاب الله وعِترتي أهل بيتي؛ فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ).

ذكر الله باخلاص هو نوع من التقوى وخاصة عندما تكون لوحدك "وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الانفال 45)، و "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" (البقرة 152) فذلك الأمر يؤدي بك الى الطريق المستقيم. عليكم بمساعدة الفقراء ليس فقط في رمضان وانما كذلك في بقية الأشهر حتى تشعر الآخرين بحبك لهم. والقدوم إلى المسجد يؤدي بالمؤمن الى زيادة حبه للآخرين وتقواه. و افضل الناس القادمين الى المسجد الذين يقدمون الخدمة، وبالتالي الشكر بهذه المناسبة السعيدة لمؤسس المسجد أبو علي عطا والمشرف على المسجد أبو فاطمة الشمري والشيخ أبو ثريا فرج الله المحاضر في المسجد وعاملين آخرين يعملون خلف الكواليس منهم أبو ياسر تقي ومركز شباب الحسين عليه السلام "وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ" (الحشر 9). هؤلاء وغيرهم يخدمون المسجد كل يوم ينظمون و يقدمون الطعام "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" (التوبة 18).
 
 
محرر الموقع : 2024 - 04 - 11