ولماذا العرب لم يوقفوا حرب غزة، نعيم الهاشمي الخفاجي ‎
    

 

 

 

الغالبية  الساحقة من الكتاب والصحفيين العرب،  لايقولون الحقيقة، و يمتهنون، مهنة النفاق بكل صوره، النفاق باللغة هو إظهار الإنسان غير ما يبطن،  وسمي المنافق به لأنه يجعل لنفسه وجهين، يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجه، أسوأ خصلة بالسلوك البشري هو النفاق والكذب والدجل، وخاصة إذا كان المنافق الكذاب من أصحاب الرأي في مجال نشر الثقافة، ككاتب وصحفي، عديم ضمير وشرف، وفاقد للإنسانية.

وقد حرم الله عز وجل بالقرآن النفاق والمنافقين، وحذرهم، بأنهم يكونون في الدرك الأسفل في جهنم، وورد حديث عن  الرسول محمد  ص، يعطي علامات للأشخاص المنافقين[ إذا حدّث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف]، خلال متابعتنا لاحاديث الساسة والكتاب والمثقفين العرب، بات الغالبية تنطبق عليهم هذه العلامات، بل بعضهم اعترف بالصورة والصوت انه كان عندما يحلل بطريقة يتعمد  الكذب،  والغاية يرفع معنويات جيش صدام الجرذ، عندما هرب من بغداد، وترك فيالق مسلحة واحتمى في حفرة الجرذان.

عندما تشاهد محلل عربي لواء أركان حرب مصري اسمه صلاح الدين اسماعيل، عبر قناة الجزيرة بيوم  سقوط نظام صدام الجرذ، يعترف أنه كان يعلم أن قوات صدام منهارة وأنه كان يكذب على المشاهدين العرب، عبر قناة الجزيرة لرفع معنويات قوات صدام الجرذ هههههه، فكيف نثق في أقوال المحللين العرب.

لذلك من أخطر أنواع النفاق وأكثرها فتكا وأشدها تدميرا للمجتمعات هو النفاق السياسي بكل أشكاله، ويعتبر نفاق الرأي العام أخطر أشكال النفاق السياسي وأشده، عندما يصبح لدى العرب فيالق إعلامية مرتبطة بدول البداوة، أو في منظمات مرتبطة في أجهزة مخابرات دولية، لتنفيذ مخططات تستهدف استهداف قوى معينة لاتسير بفلكها، كثرة فيالق الارتزاق جعل من الصعوبة على المتلقي العربي معرفة الحقيقة، بل تم التدليس بشكل كبير، وأصبح غالبية أبناء العرب ملتبس عليهم الحق، لايفرقون بين الصديق والعدو وبين الناصح والناكح، بل يفضلون الناكح لهم على الناصح والواقف معهم.

العرب عبر تاريخهم احتلتهم الأمم الاخرى، ونكحت ملوكهم ورؤسائهم، والبيئة العربية بغالبيتها جاهلة، لذلك أصبح  النفاق السياسي لدى النخب العربية ثقافة مجتمعية متدنية وساذجة.

لايوجد وازع أخلاقي وانساني يمنع الفيالق الإعلامية العربية التي تمتهن الكذب والنفاق، لذلك بالوضع العربي، الفيالق الإعلامية المرتبطة بدول البداوة، تستغل التدني الثقافي والاحقاد الطائفية والقومية المستشرية في البيئات المجتمعية العربية لتحقيق   مآربهم وأهدافهم المريضة على حساب القيم والاخلاق والمبادئ والأعراف.

لذلك  ظاهرة النفاق أصبحت جزءا من الحياة اليومية  بالمجتمعات العربية، ولايمكن للانظمة والشعوب العربية، الاستغناء عن الكذب والنفاق والخداع والتضليل.

تجد للأسف الكثيرين من العرب سواء كانوا ساسة او كتاب أو أئمة مساجد وخطباء، مرتبطين في أنظمة الحكم العربية، التي صنعتها دول الاستعمار، لا يتحرجون من  استعمال الكذب، فهم  يبررون لأنفسهم الكذب ليمارسوا أبشع صور النفاق والتضليل.

الاكاذيب للأسف لا تصدر من عامة الناس، بل انها  تصدر، من  النخب وأصحاب الراي، ومن  ذوي التأثير في السياسة.

مضت أكثر من ستة أشهر على حرب غزة، والكل يعرف ماحدث ويحدث في غزة، بسبب عدم وجود حل لإنهاء هذا الصراع الذي مضى عليه أكثر من ٧٦ سنة، وماحدث من قتل مبرح للشعب العربي المسلم السُني بغزة، كان نتيجة طبيعية، لوجود إجماع عربي للانظمة العربية السُنية، ،في تصفية منظمة حماس من خلال توسل ملوك ورؤساء العرب في نتنياهو في استئصال حماس والقضاء عليها.

الإجماع العربي لتصفية حماس بات مطلب مهم لملوك العرب بعدم الإعلان عن تطبيع سياسي كامل بينهم وبين إسرائيل إلا بقيام نتنياهو بتصفية حماس.

الاعلام العربي يهاجم ايران والقوى المؤيدة لها ويهاجم فنزويلا والمكسيك والأرجنتين بسبب رفضهم اسلوب تصفية حماس من خلال القصف الجوي والمدفعي والحصار …..الخ.

توجد طرق كثيرة يستطيع نتنياهو ومجلس الأمن فرضها على حماس، ويمكن اضعافهم واجبارهم على تنفيذ قرارات مجلس الامن، أذا فعلا كانت ضرورة لذلك، لأنه توجد قرارات اممية بالتقسيم لم تنفذ ليومنا هذا.

من نفذ عملية طوفان الأقصى، هي حماس وحاضنتها المجتمعية في غزة، وبالتاكيد كل القوى الشيعية لم تكن تعلم بعملية حماس، إيران أعلنت في بيان رسمي انها لم تعلم بذلك.

الإعلام العربي يقولون( ان إيران سارعت إلى  التبرؤ من عملية حماس، لكن إيران توظيف الأوضاع الإقليمية لخدمة مصالحها).

واغرب نكتة الإعلامين العرب ومن كلا الجنسين وربما يضاف لهم الجنس الثالث، يقولون ( ان إيران بسبب دعمها لحماس بغزة تسببت برفع كلفة الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة على كل من الولايات المتحدة وإسرائيل عبر تصعيد الجبهات المرتبطة بالحوثيين في البحر الأحمر للضغط على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وكذلك عبر الجبهة اللبنانية).

هههههه  ههههه مشكلة النخب والقوى السياسية العربية السُنية تصاب بالدهشة والتعجب من وجود قوى عربية شيعية ترفض التطبيع المجاني قبل وجود دولة فلسطينية يقبل بها ساسة وشعب فلسطين حتى لو على جزء من الضفة والقطاع، المهم توجد دولة فلسطينية يقبل بها الفلسطينيين.

الاعلام العربي يقولون،  بينما تنصب جهود دول عربية في جهود دبلوماسية مكوكية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، فضلاً عن جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل، يقولون، لم نسمع من  إيران انها  تتوسط مابين حماس واسرائيل لوقف الحرب هههههه ههههه فعلا مصيبة وكارثة، لو كانت لدى إيران علاقة جيدة مع إسرائيل وامريكا لما تجرأ الإعلام البدوي الخليجي على ذكر اسم إيران.

الإعلام العربي أصابه الغضب، من تصريحات اسماعيل هنية، الذي زار إيران وعقد مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الايراني، وتقديم إسماعيل هنية كلمة شكر، إلى إيران، حيث قال إسماعيل هنية(  إن طهران تقف على خط المواجهة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني).

والظاهر العرب انزعجوا من كلمة اسماعيل هنية الذي اشاد في الدعم الايراني، لذلك طلبوا من حبيبهم نتنياهو في توجيه ضربة تستهدف عاىلة اسماعيل هنية، وفعلا طيران الجو الإسرائيلي اختاروا ليلة عيد الفطر في قصف بيت اسماعيل هنية وقتلوا اولاده الثلاثة واحفاده وحفيداته، استهداف عائلة اسماعيل هنية وقتلهم الغاية كسر الروح المعنوية إلى اسماعيل هنية، وإدخال الألم والحزن عليه، لأنه جرح مشاعر العرب بسبب إشادته بالدعم والموقف الايراني.


نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

12/4/2024

 
 

 

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 04 - 12