الحركات القومية العنصرية والوهابية الإرهابية امتداد للفئة الباغية
    

 أثبت بما لا يقبل أدنى شك إن وراء تأسيس كل الحركات العنصرية  والطائفية  النازية والفاشية والقومية والوهابية الإرهابية في كل التاريخ  هي الصهيونية  وخاصة في العالم الإسلامي وهي أي الصهيونية هي التي  تدعمها  وترعاها  وتحتضنها

 فالصهيونية  تخاف وتخشى  أي دعوة الى  الأخوة الإنسانية  الى نشر الحب والسلام  والحرية بين البشر جميعا  وخاصة  النهضة الصحوة  الإسلامية   ومن يمثلها  ما سموها بالشيعة والتشيع  ومحبي أهل البيت  فأنها ترى فالإسلام  المحمدي   حب آل البيت  التشيع والشيعة  هو الخطر الوحيد الذي يحول دون تحقيق أهدافها ومخططاتها  بل إنه يهدد وجودها  لهذا أعلنت الحرب على الإسلام والمسلمين منذ بدء الدعوة  الإسلامية الأولى حيث  تمكنت استخدام  الأعراب   أي بدو الصحراء  ككلاب حراسة لقتال كل من يعتنق الإسلام ويميل اليه بالنيابة عنها  فشنوا  حروب مستمرة  ومتواصلة  ضد الرسول  الكريم وضد رسالته  الإنسانية  وأقدمت على اضطهاد المسلمين  الضعفاء الفقراء العبيد  لأن هؤلاء أول من اعتنق الإسلام  ودافع عنه   بكل قوة وثبات   وبهذا الصبر وهذه التضحية  انتصر الإسلام  فكان أول شهيدة في الإسلام  سمية أم عمار وتكونت النواة الأولى للإسلام  من مجموعة ضمت كل العالم في ذلك الوقت التي مثلها  سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي والأمام علي وعمار بن ياسر  وأبو ذر الغفاري  فكان الإسلام  ممثلا للإنسانية ولقيمها السامية   كان ضد النزعات العشائرية والعنصرية  وكل نزعة تحول بين الإنسان وأخيه الإنسان بغض النظر عن معتقده  أصله  لونه    ومن هذا المنطلق أشرقت  شمس الإسلام وبدأت بتبديد ظلام أعداء الحياة والإنسان العبيد الأراذل

    وعندما أدركت   الصهيونية أن حربها التي أعلنتها بواسطة كلابها الأعراب بدو الصحراء  الفئة الباغية لم  يحقق هدفها ومراميها  بل رأت الاستمرار به    يؤدي الى فشل مخططاتها  والقضاء عليها  وعلى كلابها لهذا غيرت من أسلوبها ونهجها    فأمرت عملائها  الذين اشترتهم الصهيونية وأجرتهم  بالدخول بالإسلام  بشكل علني  والكيد للإسلام  سرا وفق  تعليماتنا  وفعلا  دخلت هذه المجموعة الإسلام  علنا  لكنها أخذت تعمل من أجل تقويض الإسلام سرا وضمت هذه المجموعة كل الذين رفعوا السيف بوجه الدعوة الإسلامية وأعلنوا الحرب  على محمد وعلى المسلمين الذين معه  فسماهم الرسول محمد بالفئة الباغية  مجموعة المنافقين  وكثير ما حذر المسلمين منهم  ودعا الى عدم الانجرار ورائهم لكن الكثير من المسلمين لم يأخذوا تحذيرات الرسول الكريم على محمل الجد وكان على رأس هذه المجموعة  المنافق أبو سفيان وابنه معاوية ومروان بن الحكم وخالد بن الوليد وعمروا بن العاص والمغيرة بن شعبة وغيرهم الكثير  وغيرهم من الأعراب الذين لم يرتفعوا الى مستوى الإسلام  ولم يتطبعوا بطباعه ويتخلقوا بأخلاقه بل انزلوا الإسلام الى مستواهم  وطبعوا الإسلام بطابعهم  وفرضوا أخلاقهم الوحشية  العدوانية على الإسلام 

 وكانت  الصهيونية هي التي توجههم  وتعلمهم  وهي التي أمرتهم بتأسيس  مسجد ضرار ليكون مقرا جديدا  يجتمعون فيه ويقررون ماذا يريدون وما ذا يفعلون وأول قرار اتخذ في هذا المسجد هو اغتيال الرسول  عند عودته من اليرموك لكن الرسول  الكريم تمكن من النجاة بفضل يقظة المسلمين الذين حوله   فأمر الرسول بحرق مسجد ضرار وما فيه   رغم فشل الفئة الباغية في قتل الرسول لكنها  استمرت  في العمل على اغتيال الرسول  فحاول الرسول إبعادهم  عن المدينة بإرسال  جيش أسامة الى خارج المدينة  فوقفوا منددين ومعارضين  لأمر الرسول وبدءوا  يعلنون رفضهم لأوامر الرسول  وعدم طاعته  لكن الرسول أصر على خروج جيش أسامة   فقرروا محاصرة الرسول في بيته وقتله  فطلب منهم أداة  وقرطاس لكتابة وصيته  وقال  أكتب وصيتي لكم لن تضلوا من بعدي أبدا   فسخروا  منه وقال إنه قام يهذي وبعضهم  اتهموه بالجنون   فافتعلوا ضجة معركة في ما بينهم  وانتهت بموت الرسول وكانت  النتيجة  مؤامرة السقيفة   التي أبعدت آل الرسول أهل بيته  وكل المسلمين الذين ارتفعوا الى مستوى الإسلام وتطبعوا بطباعه وتخلقوا  بأخلاقه الإنسانية السامية وفي مقدمة هؤلاء  أهل بيت  الرسول  الأنصار  وكل مسلم أعلن تمسكه بقيم  الإسلام الإنسانية الحضارية   وفي نفس قربوا  أعداء الإسلام أعداء الرسول محمد وكل من أعلن الحرب على الرسول على رسالته وعلى كل من ارتفع الى مستواها وتمسك بها

 وهكذا تمكنت الصهيونية  من السيطرة على الإسلام وعلى المسلمين بواسطة الفئة الباغية الأعراب  الذين وصفهم القرآن الكريم  بأشد أهل الكفر كفرا وأهل النفاق نفاقا ( الأعراب أشد كفرا ونفاق ) ووصف  ملوكهم   خلفائهم  ملوكهم  بالفاسدين المفسدين  وحذر من التقرب منهم (  إن الملوك أذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة)  وهكذا لم يبق من الإسلام إلا أسمه   

 وبعد إن ضعف دور بدو الصحراء  بدأت سيطرت بدو الجبل  مثل الأتراك  الأكراد  فكانوا  أكثر بعدا عن قيم الإسلام الإنسانية الحضارية السامية حيث جعلوه مطية لتحقيق مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية   كما واصلوا نفس مسيرة بدو الصحراء  وهذا دليل على إنهم  في خدمة الصهيونية     

 ومع ذلك بدأت  بوادر  صحوة إسلامية هناك وهناك  فشعرت الصهيونية بالخطر  فأنشأت الحركات القومية  ومنها حزب البعث وحركات أخرى كما أنشأت الدين الوهابية  الذي هو امتداد   للفئة الباغية وأنشأت  دولتها دولة آل سعود   وأعلنت المجموعتين الحرب على الإسلام والمسلمين

مهدي المولى             الحلقة الاولى

محرر الموقع : 2024 - 04 - 13