د. فاضل حسن شريف
 
صلاة الجمعة ليوم الثالث من شوال:

جاء في خطبة الجمعة للسيد محمد الرضوي باللغة الانكليزية التي أقامها المسجد الجعفري بمدينة تورنتو الكندية عن (ما بعد رمضان) وقال عدد من المسلمين يصومون تطوعا في اليوم الثاني من شوال في حين ان أتباع الامامية لا تصوم إلا بعد اليوم الرابع من شوال، وان يصوم القضاء قبل التطوع أو النافلة. وهنالك أيام مندوب صيامها خلال السنة منها مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومبعثه، ثلاثة أيام في الشهر ويوم الغدير، ويوم عرفات والمباهلة، ويوم دحو الأرض، وايام الاول والرابع والسابع من محرم. ويمكن صيام اخرى في السنة عندما يكون ذلك ملائما طبيا. وكذلك صيام شهري رجب وشعبان وإتمامها بشهر رمضان.

ان اهم نتيجة لصيام شهر رمضان هي تقوى الله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة 183) وبذلك يحصل الصائم على اعلى درجات النجاح والفلاح من الصوم، لان الصوم درجات فان صوم الاكل والشرب فقط هي ادنى درجات الصوم تاركا القلب واللسان لنزوات الشيطان. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (صوم القلب خير من صيام اللسان، وصيام اللسان خير من صيام البطن) فاساس التقوى أن يكون قلبك سليما من وساوس الشيطان متوجها الى الله تعالى خاليا من الآثام، وهذا يؤدي الى سلامة اللسان من الغيبة، وصبر البطن على الجوع والشعور بجوع الفقراء وآلامهم. قال الله سبحانه وتعالى "وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ" (الحجرات 12) الغيبة ام المشاكل فهي تزعزع المجتمع وتؤدي الى خرابه. والامتناع عن الغيبة احد أهم نتائج صيام شهر رمضان على شرط ان تكون عادة عدم اغتياب الآخرين عادة متأصلة لبقية أشهر السنة.

ان دروس صيام شهر رمضان عديدة تحتاج الى وقت أطول من فترة هذه الخطبة ولكن كما قال امير المؤمنين عليه السلام فإن أساس الصوم هو تقوى القلب وبعدها صوم اللسان والكلام بما ينفع ولا يفرق بين الناس او بتعبير آخر عدم الغيبة، وآخر شيء هو صيام البطن لما له من فوائد منها الشعور بجوع المحتاجين الذين لا يملكون قوت يومها، بالاضافة الى عدم تخمة البطن التي تؤدي الى مشاكل صحية منها أمراض السكري والضغط.