(همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) في سورة التوبة (ح 3)‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
همزة الوصل هي همزة غير مكتوبة (تُرسم على شكل ألف دون همزة في مصاحف، أو ألف فوقه حرف ص) تُلفظ عندما ينطق بها في أول الكلمة، ولا تلفظ  أو يسمى اخفاء شفوي إذا جاءت في وسط الكلام كأن يسبقها حرف من الحروف ويكون لونها رمادي في المصاحف الملونة. أبرز أمثلة همزة الوصل هي الألف في "ال" التعريف. الغرض من همزة الوصل أن يتوصل بها إلى النطق بالساكن في بداية الكلمة. من أمثلة (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) "وَالَّذِينَ"، "وَاذْكُرُوا"، "وَالرَّسُولِ"، "فَاتَّقُوا"، "بِالْعُدْوَةِ"، "بِالْحَقِّ"، "فَاجْنَحْ".
 
قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها  (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) في سورة التوبة: "الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (التوبة 79)، و "فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) مَعَ الْخَالِفِينَ" (التوبة 83)، و "لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (التوبة 88).
 
عن دار الكتب الاسلامية: حذف همزة الوصل: تقدم همزة الوصل على همزة القطع الساكنة: وهذا لا يكون إلا في الأفعال: في نحو قوله تعالى "فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ"، "وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي"، "فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا"، "وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا"، "أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ". ولهذه الصورة حالتان: (1) عند الوصل (2) عند الابتداء. عند الوصل: عند وصل الكلمة التي يجتمع فيها همزتا الوصل والقطع بما قبلها: تسقط همزة الوصل في الدرج وتثبت همزة القطع الساكنة نحو: "الَّذِي اؤْتُمِنَ" عند الابتداء "قاعدة البدل" في هذه الحالة تثبت همزة الوصل وتبدل همزة القطع الساكنة حرف مد من جنس حركة همزة الوصل وتحدد حركة همزة الوصل تبعا لثالث الفعل كما ذكر من قبل، فإن كان ثالث الفعل مضموما ضما لازما نبدأ بهمزة الوصل مضمومة كما في المثال "اؤْتُمِنَ" فتبدل همزة القطع الساكنة حرف مد يناسب الضم فتبدل واو فتصبح "أوتُمِنَ" وإن كان ثالث الفعل مضموما ضما عارضا نبدأ بهمزة وصل مكسورة مثل "ائتوني" ونحوها فتبدل همزة القطع الساكنة ياء لتناسب كسرة همزة الوصل التي قبلها فتصبح "اِيتُونى" وان كان ثالث الفعل مفتوحا كانت حركة الابتداء بهمزة الوصل هي الكسر أيضا مثل "ائذن" وهنا تبدل همزة القطع الساكنة ياء مديه لوقوعها بعد كسر فتصبح "إيذن".
 
قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها  (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) في سورة التوبة: "وَالسَّابِقُونَ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) وَالَّذِينَ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (التوبة 100)، و "وَالَّذِينَ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (التوبة 107)، و "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (التوبة 111).
 
جاء في منتديات شيعة الحسين العالمية عن دروس في تجويد القران: الصفات: لغة: الصفات جمع صفة، والصفة: لغة، ما قام بالشيء من المعاني كالعلم، أو البياض أو السّواد وما أشبه ذلك. اصطلاحاً: الحالة التي تُعرض للحرف عند النطق به. والصفات نوعان: 1ـ صفات لها ضد، وهي: أ- الجهر وضدّه الهمس. ب- الشدّة وضدّها الرَّخاوة وبينهما البينيَّة. ج- الإستعلاء وضدّه الإستفال. د- الاطباق وضدّه الانفتاح. أما صفتا الإذلاق والإصمات فليس لهما أثر في النطق لأنّهما من علم الصرف. 2ـ صفات ليس لها ضد: أ- الصفير. ب- القلقلة. ج- اللين. د- الانحراف. هـ- التكرير. و- التفشّي. ز- الاستطالة. ح- الغُنّة.
 
قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها  (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) في سورة التوبة:  و "التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) وَالنَّاهُونَ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" (التوبة 112)، و "لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) وَالْأَنْصَارِ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" (التوبة 117)، و "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ (همزة وصل لا تلفظ داخل الكلمة) رَءُوفٌ رَحِيمٌ" (التوبة 128).
 
جاء في كتاب منهاج الصالحين للسيد السيستاني: السؤال: مَن لا يستطيع القراءة الصحيحة ولكنّه يُحسن منها مقداراً معتدّاً به بل ربما يكون لحنه في حرفٍ أو حرفين فهل يجوز له النيابة في الحج؟ وهل يشمل قولكم: (يُحسن منها مقداراً معتدّاً به) مَن لا يحسن التلفّظ بحرف متكرّر كالحاء والعين والصاد؟ الجواب: إذا كانت قراءته مجزية في حقّ نفسه جاز أن يكون نائباً في الحج المستحب والعمرة المندوبة مع إعلام المستأجر بالحال إن كان أجيراً، وأمّا الاجتزاء بعمله النيابي المشتمل على اللحن في القراءة وإن كان قليلاً في الحج والعمرة الواجبين فمحلّ إشكال، وإذا كان الحرف أو الحروف التي لا يُحسن التلفّظ بها متكرّرة في آيات سورة الحمد بحيث لا يسلم عن اللحن شيء معتدّ به منها فالأحوط أن يضمّ إلى قراءتها ملحونة قراءة شيءٍ من سائر القرآن لا يشتمل على ما يلحن فيه من الحروف. السؤال: هل تجب قراءة القرآن بالتجويد وأحكامه؟ وهل يأثم الشخص بعدم الالتزام بالتجويد أثناء قراءة القرآن؟ الجواب: لا تجب ولا يأثم. السؤال: ما الفرق بين التلحين بالقرآن والترتيل والتلاوة؟ وهل تجوز قراءة القرآن قراءةً عاديّةً في شهر رمضان أم يجب أن تكون قراءة معيّنة؟ الجواب: لا خصوصيّة للتلحين والترتيل والتلاوة، وقراءة القرآن مستحبة كيفما كانت. نعم، ورد استحباب تحسين الصوت وأن تكون بصوت حزين.
 
 
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 04 - 15