بمناسبة هدم قبور أئمة البقيع: القبر في القرآن الكريم (ح 5)‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
وردت اشارة الى قبور الأموات بخروج الناس من قبورهم. جاء في تفسير الميسر: قال الله عز وجل "يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" (البقرة 275) يتخبطه: يتخبط فعل، الهاء ضمير، يتخبطه: يصرعه و يضربه أرضاً، يتخبطه الشيطان: يصرعه و يضرب به الأرض، كما يقوم الذي يتخبطه: يصرعه، الذين يتعاملون بالربا وهو الزيادة على رأس المال لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون. قوله سبحانه "إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" ﴿الشعراء 89﴾ يوم يخرج الناس من القبور للحساب والجزاء، يوم لا ينفع المال والبنون أحدًا من العباد، إلا مَن أتى الله بقلب سليم من الكفر والنفاق والرذيلة. قوله عز وعلا "وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا" ﴿الإسراء 104﴾ فإذا جاء وعد الآخرة: أي الساعة، جئنا بكم لفيفا: جميعا أنتم وهم، وقلنا من بعد هلاك فرعون وجنده لبني إسرائيل: اسكنوا أرض الشام، فإذا جاء يوم القيامة جئنا بكم جميعًا مِن قبوركم إلى موقف الحساب. قوله جل جلاله "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ" ﴿سبإ 7﴾ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ: تعودون أحياء، وقال الذين كفروا بعضهم لبعض استهزاء: هل ندلكم على رجل، يريدون محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم، يخبركم أنكم إذا متم وتفرقت أجسامكم كل تفرُّق، إنكم ستُحيون وتُبعثون من قبوركم؟ قالوا ذلك مِن فرط إنكارهم.
 
جاء في موقع مع الله صفحة مقالات عن مفهوم النصر في القرآن الكريم: سنن الله تعالى و قواعده في نصر المؤمنين: سنة التدافع: قال الله تعالى: "وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ" (البقرة 251) "ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰتٞ وَمَسَٰجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج 40) ولولا أن يدفع الله ببعض الناس وهم أهل الطاعة له والإيمان به- بعضًا، وهم أهل المعصية لله والشرك به، لفسدت الأرض بغلبة الكفر، وتمكُّن الطغيان، وأهل المعاصي، ولكن الله ذو فضل على المخلوقين جميعًا.
 
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم‌ السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن البقيع (مقبرة): البَقيع، هي أقدم مقبرة للمسلمين في المدينة المنورة، بجوار قبر رسول الله صلى اله عليه واله وسلم، وتضم أربعة من أئمة الشيعة من أهل بيت رسول الله صلى اله عليه واله وسلم وهم: الإمام الحسن والإمام علي بن الحسين، الإمام الباقر، الإمام الصادق عليهم السلام. كما تضم البقيع أيضا قبر العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقبر إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقبر عدد من عمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وزوجاته، وبعض أصحابه، وعدد من شهداء صدر الإسلام، والعديد من كبار شخصيات المسلمين. وقد كانت البقيع منذ عهد رسول الله صلى اله عليه واله وسلم مزاراً للمؤمنين إلى يومنا هذا، ولكن الوهابيين هدموا القباب الموجودة‌ فيها، ومنعوا المسلمين من تأدية شعائرهم الدينية وممارسة معتقداتهم الشرعية. البقيع في اللغة: البقيع لغة موضع من الأرض فيه أروم شجر من ضروب شتى، وبه سمي بقيع الغرقد بـالمدينة المنورة، لأن هذا النوع من الشجر كان كثيراً فيه، ثم قطع. وفي كتاب (العين) الغرقد: ضرب من الشجر. تاريخ البقيع: في زمن الأمويين: استقطبت أرض البقيع أهتمام الناس في زمن الأمويين، مع استمرار توسع المدينة المنورة، حيث قام بعض الأفراد ببناء دور لهم فيها، مع استمرار دفن الأموات، وقد قام محمد بن الحنفية ببناء دار له بالبقيع في زمن عبد الملك بن مروان، وكذلك دفن في البقيع، وكذلك يوجد دور أخرى قد بنيت في تلك الفترة، منها: دار ابن افلح، ومحمد بن زيد، وسعيد بن عثمان،  وكذلك كانت في البقيع دار تُنسب للإمام زين العابدين عليه السلام. وقد قام مروان بن الحكم والي المدينة، في زمن معاوية بتوسيع البقيع حيث قام بأدخال بستان (حش كوكب) الذي دفن فيه عثمان في البقيع،ورفع حجر وضعه رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم على قبر عثمان بن مظعون حتى يعرف به، وجعل ذلك الحجر على قبر عثمان بن عفان. يوم الهدم: هو اليوم الذي هُدمت فيه قبور البقيع، في الثامن من شوال سنة 1344 للهجرة، حيث هجم الوهابيون على المدينة وخربوا بعض الأماكن الإسلامية ومنها المزارات الموجودة في البقيع. هجم الوهابيون في شهر صفر سنة 1344 على المدينة المنورة. وفي هذا الهجوم سببوا أضرار بالمسجد النبوي وسائر الأماكن الدينية. وبعد سبعة أشهر، في شهر رمضان من العام نفسه، دخل المدينةَ الشيخ عبد الله بن بُلَيْهَد (1284_1359 هـ) والذي كان قاضي قضاة مكة من سنة 1343 ولغاية 1345، واستفتى علمائها وحصل على حكم لتخريب القبور. وهكذا هُدمت أضرحة البقيع في الثامن من شوال سنة 1344 للهجرة. بحسب الوثائق الموجودة، بعد هدم الأضرحة، كتب الملك السعودي، عبد العزيز، رسالة إلى عبد الله بن بلهيد في 12 شوال، وأثنى على فعلته. ولهذا السبب، سمي اليوم الثامن من شوال عند الشيعة بيوم الهدم. ويقيم الشيعة كل عام بهذه المناسبة مجالس عزاء لإحياء هذه الواقعة. سمى آية الله صافي كلبايكاني هذا اليوم، بيوم البقيع العالمي، وطلب من جميع المسلمين أن يشجبوا هدم أضرحة البقيع وسائر الأماكن المقدسة على يد الوهابيين، وأن يطالبوا بإعادة بنائها. لقد ألحقوا أضرارا جسيمة بضريح أئمة البقيع وقبة السيدة الزهراء الشهيرة ببيت الأحزان وهدموا بعض أجزائها . بحسب عبد الرحمن الجَبَرتي، دمر الوهابيون جميع الأضرحة والأماكن المقدسة سوى المسجد النبوي. وتم إعادة بناء بعضها بأمر من السلطان محمود الثاني (حكم: 1223_1255 هـ).
 
جاء في موقع كتابات في الميزان عن مجلس حسيني الأفكار التي هدمت قبور بقيع الغرقد للشيخ عبد الحافظ البغدادي: الممارسة التي يمارسها المتطرفون الآن تتمثل "بهدم القبور ونبشها واستخراج الجثة" والغاية منها التمثيل بجثة الميت. أو تهديم القبر لاشباع رغبة وعقيدة في نفس من يمارس هذه الأفعال.من أين جاءت ممارسة قطع الرؤوس وممارسة نبش القبور وتهديمها. ما هو رأي الشيعة في نبش القبر؟ وإخراج الميت من قبره. وهل يجيز الشيعة إخراج الميت من قبره؟ وما السبب؟  الجواب: نعم يجيز الشيعة نبش القبر وإخراج الجثة لعدة أسباب منها. اولا: اذا تم الدفن في أرض مغصوبة. لأن الأرض المغصوبة لا يجوز السكن والنزول فيها للأحياء والأموات عند الشيعة ولذا يقول فقهاءهم يجب إخراج الجثة من القبر ونقلها الى مكان اخر لبراءة ذمة الاحياء. ثانيا: إذا تم الدفن وظهر ان الكفن مغصوب او انه غير شرعي كوجود حرير فيه او مادة محرمة. فيحفر القبر ويتم تبديل الكفن ثم يتم دفنه مرة اخرى في نفس القبر. ثالثا: هناك اعمال يجب اتيانها للميت قبل دفنه وهي. التغسيل والتكفين والصلاة عليه. فإذا تذكروا انهم لم يصلوا عليه. فيجب أن يحفروا القبر ويصلوا عليه صلاة الميت. ويعيدوه. ولكن لو تذكروا بعد فترة بحيث لو نبشوا قبره فإن رائحته تزكم الأنوف. وربما تؤدي الى اصابة البعض بالأمراض. ففي هذه الحال يصلون على الميت وهو في قبره. النقطة الرابعة:اذا كان في نقل الميت الى مكان فيه مصلحة للميت.نقل الميت لتوسيع شارع او كان قبره على حافة مجرى مائي. وخوفا من اعمال التعرية وذهاب القبر بالماء وضياع رفاته. كما حدث للإمام أحمد بن حنبل. فيجوز أن ينقل الى مكان بعيد عن تيار الماء. كما يمكن نقل الموتى قرب اهلهم اذا كانوا بعيدين لا يمكن زيارتهم ربما في طول حياتهم. كشهداء الجيش العراقي في الضفة الغربية بالأردن.حتى يزورهم اهلهم ويقرأون لهم قرآن. يروي سادن سلمان الفارسي أن والده رأى بمنامه في عام 1932 رؤيا ان الصحابي حذيفة أتاه في المنام يشكو الغرق، وكان قبر الصحابيين الجليلين حذيفة وجابر بن عبد الله الأنصاري على ضفة نهر دجلة، حين زار قبرهما وجد أن مياه النهر باتت تأكل من جرف القبرين، وأنهما مُهدّدان بالإنجراف في النهر، فقام بإبلاغ مفتي الديار العراقية آنذاك، والذي قام بابلاغ الملك غازي بالأمر، وبعد قيام مهندس الأوقاف بالكشف على القبر أكد في تقريره أنه معرض لخطر التجريف، ونصح بضرورة نقلهما. وحين وصل الأمر للملك غازي اصدر الملك أمرا بنقل الجثمانين الى جوار قبر سلمان الفارسي رضي الله عنه وحضر الملك مراسيم فتح القبر والتشييع والدفن، بنفسه وجرى تشييع عسكري مهيب لنقل الجثمانين الطاهرين وبحضور حشد كبير من المواطنين، الكرامة التي حدثت وروتها الصحافة في وقتها يعرفها أهالي المدائن ممن حضروا التشييع انه عند فتح القبرين لاحظوا ان جسدي الصحابيين حذيفة بن اليمان وعبدالله بن جابر الأنصاري مازالا على وضعهما كيوم استشهدا في معركة القادسية عام 15 هجرية والدم طرياً، بحيث وقعت قطرات الدم على ملابس السادن احتفظ بثيابه المعطرة بدم الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان ومازال ولده يحتفظ بها. هذا مثبت في الكتب الرسمية الحكومية. قطرة دم تقع من صحابي فيحتفظ بالقماش الملطخ بتلك النقطة خادم الحرم. اذن لماذا تستكثرون على الحسين عليه السلام انه لما أراد أن يخرجه الديزج خرج من صدره دم من مكان السهم. او قضية الحر الذي لف الحسين عليه السلام راسه بخرقة. في التاريخ الحديث تم إخراج جسد الشهيد محمد باقر الصدر ونقل الى مكان آخر. إذن يجوز ان ننبش القبر إذا كان فيه مصلحة للميت.
 
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 04 - 18