الجالية و خطب صلاة الجمعة (ح 11) (مقام الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم)‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
جاء في خطبة الجمعة للشيخ حسن العامري التي يقيمها مسجد الإمام الحسين عليه السلام في مدينة تورنتو الكندية عن (مقام الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم بين الرسل عليهم السلام): وقال إن مقامه لم تدركه البشرية حتى جبرائيل لم يدرك "مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ" (النساء 80)، وقال تعالى: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" (الاحزاب 71)، كون ايات القرآن لها سبعة او 70 بطن كما جاء في الروايات. عن أمير المؤمنين عليه السلام إن القرآن أنزل على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع. وفي رواية ولكل حرف حد ومطلع. وعنه عليه السلام إن للقرآن ظهرا وبطنا ولبطنه بطنا إلى سبعة أبطن. و قال: ما من آية إلا ولها أربعة معان ظاهر وباطن وحد ومطلع فالظاهر التلاوة والباطن الفهم والحد هو أحكام الحلال والحرام والمطلع هو مراد الله من العبد بها. 
 
والله تعالى قرن اسمه باسم خاتم انبيائه ففي الاذان نقول اشهد ان لا اله الا الله وبعدها اشهد ان محمدا رسول الله. والله تعالى ربط قبول عبادته بنبيه ودينه "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" (ال عمران 19) فالصلاة لا تقبل فقط بالاعتراف بربوبية الله وانما بالاعتراف كذلك بان محمدا عبده ورسوله "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ" (ال عمران 31) وهذا طلب من الله بحب نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم. وقد فضله على بقية رسله والبشرية جمعاء "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا‏" (الحشر 7)، وقال تعالى: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ" (المائدة 92)، وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ" (الانفال 20).. قال الله سبحانه "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" (ال عمران 164). 
 
وقد أمر الله نوح عليه السلام بان يكون أحد المسلمين "وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (يونس 72). وكذلك ابراهيم واسماعيل عليهما السلام "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً" (البقرة 128). ومن قبلهم آدم عليه السلام في الطلب من ربه غفران ذنبه "قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (الاعراف 23). قال الله تعالى "رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" (البقرة 286). 
 
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 04 - 28