أنظمة العرب يقومون بدور ممول وشاعل لحروب الوكالة، نعيم الهاشمي الخفاجي ‎
    

منذ انتصار بريطانيا وفرنسا بالحرب العالمية الاولى، وتقسيم تركة الدول العثمانية إلى دول مستقلة،وتم تنصيب العملاء والخونة من المتعاونين مع قوات الاحتلال، امثال مفتي مكة زعيم العالم العربي والإسلامي السُني  شريف حسين وأبنائه، وعبدالعزيز ال سعود والوهابية، منذ ذلك التاريخ، ومنطقة الشرق الأوسط، تعبث بها قوى الاستعمار، والعمل على إذكاء الحروب الداخلية، ودعم ميليشيات وتمويل فئات حروب بالوكالة.

 البريطاني بيرسي كوكس الرجل الأهم الذي انتدبته بريطانيا لرسم خريطة الشرق بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، كان العقل المفكر وراء تقسيم دول المنطقة وتشريد أهاليها وإضرام الخلافات والفتن، وذلك ضماناً لسيطرة دول الاستعمار في ذلك الزمان، وعلى رأسها بلده بريطانيا،  في مذكرة سرية بعث بها إلى وزارة الخارجية البريطانية في 22 أبريل (نيسان) 1918 عن مستقبل بلاد الرافدين، قال فيها، «إن شعوب الأرض الممتدة من بحر قزوين إلى شرق المتوسط تسير وراء عواطفها المرتبطة بتاريخها، أكثر من فكر ورؤية تبنى على مصالح مجتمعاتها».

لذلك من رسم حدود الدول العربية بريطانيا وفرنسا، بعد قرون طويلة من سيطرة الأمم الأخرى على العرب، لذلك العرب،  تطبعوا على قبول المحتلين، وعلى الخيانة وتنفيذ مايريده منهم  المحتلين، لنقولها الأمم الأخرى  حكمتهم ونكحتهم بظل رضا من العرب، ليس جديدا على العرب يحكمهم الآخرون،  تم إحضار عبيد ( مماليك) حكموا مصر قرون، مجاميع من اللصوص يتم احضارهم من الهند والقوقاز، يحكمون مصر أم الدنيا،  بحقبة الدولة العثمانية الأتراك كانوا يشترون أطفال من جورجيا والقوقاز والبلقان ويتم تدريبهم وتنشئتهم بكنف الخليفة العثماني ويرسلوهم ولاة على العراق، وكان هذا الوالي المملوكي يذل شيوخ القبائل العربية.

الأنظمة العربية وخاصة أنظمة دول الرجعية العربية واجبهم تمويل حروب الناتو الساخنة والباردة، والقتال نيابة عن الناتو ولنا في  تجربة مجاهدة السوفيت في أفغانستان، النتيجة تحطم وتهيكل  السوفيت من خلال العصابات الإرهابية الوهابية وبتمويل مالي من دول الخليج الوهابية البترولية، لذلك دول الرجعية العربية يمولون ويدعمون حروب الوكالة عن اسيادهم.

‏هناك حقيقة الذي يريد مقاومة الاستعمار الخارجي، عليه تنظيم جبهته الداخلية، وتعزيز أمنه الغذائي والاقتصادي،  إذا كانت الجبهة الداخلية قوية، متماسكة،  بدون قهر وإقصاء وتهميش المكونات التي يتكون منها المجتمع، البلد الآمن المستقر، دون صراعات داخلية،  فمن المستحيل يتم إسقاط النظام أو احتلال البلد، أما إذا كان البلد يعاني من صراعات داخلية اكيد يتم احتلال البلد ونشر الفوضى ....الخ. 

العدو الخارجي لا يستطيع الدخول إلى البلد، الذي تكون جبهته الداخلية قوية ومتماسكة، الاعداء ينفذون إلى البلدان الفاشلة التي تعاني من صراعات قومية مذهبية داخلية. الشعوب العربية والإسلامية الحية، ثارت على الأنظمة العميلة، التي نصبتها دول الاستعمار الفرنسي والبريطاني،  واسقطتها، لكن للاسف، عندما  وصل العسكر، طمعوا بالسلطة، أما في إيران، الوضع مغاير ومختلف عن الوضع لدى شعوب الدول العربية الفاشلة،  حدثت الإسلامية في  عام  1979 ، وكانت الثورة ضد المعسكرين الشرقي والغربي، الشاه كان شرطي الخليج، مصنف مع الناتو ومع اسرائيل، بعد سقوط نظام الشاه، تعاون السوفيت والناتو على إسقاط نظام الثورة الإسلامية في إيران، لكن فشلوا، امروا صدام جرذ العوجة بشن حرب بالوكالة ضد إيران،  القيادي الفلسطيني بمنظمة فتح زكي عباس قالها في مقال صحفي، يقول اجتمعت مع السفير السوفياتي، في  بيروت، عام ١٩٨٢ يقول قال لنا السفير السوفيتي، نحن ندعم معارضة في إيران لإسقاط نظام الثورة الاسلامية، كان ردي عليه، النظام الإسلامي في إيران داعم قوي لقضية الشعب الفلسطيني، ونحن ضد اي محاولة لإسقاط النظام الإسلامي في إيران.

بغزو السوفيت إلى أفغانستان،  لدعم الحكومة الأفغانية الشيوعية التي أطاحت بنظام الملك ظاهر شاه عام ١٩٧٢، بقي صراع مابين الشيوعيين والقوى  البشتونية البدوية، بعام ١٩٧٩ طلبت الحكومة الأفغانية من الاتحاد السوفياتي التدخل عسكريا، فتح على إثرها الغزو، باب في قيام الناتو، في تجيش دول الخليج لتمويل حروب الناتو ضد السوفيت في اسم الجهاد، وتم صنع مئات الحركات الاخوانية الوهابية التكفيرية.

نقل لي صديق مجاهد كوردي عراقي،  كان من يتبع الفكر الإخواني وترك الإخوان والوهابية إلى الأبد، يقول كنا في مجلس، تحدث به حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي الإخواني الأفغاني، وقال عندما كنا نقاتل السوفيت، دخلت السعودية معنا وقامت في دعم أشخاص أفغان قامت في توهيبهم والنتيجة فتحوا لنا باب الحركات الإرهابية المتطرفة مثل طالبان والقاعدة…..الخ.

الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الأولى وإلى يومنا هذا، منطقة غير مستقرة، لم تهدأ  من الفتن والصراعات، الجميع يقف على صفيح ساخن، ودائما دول الرجعية العربية تدعم وتقول الحروب بالوكالة، سواء نشر التطرف، أو تمويل عصابات ارهابية، أو اغراق السوق العالمية في البترول لخفض الأسعار لصالح دول الناتو.

محاولة الفيالق الإعلامية المرتبطة بدول البداوة صناعة الاستعمار، وممولي  حروبه الباردة والساخنة، القول أن عدم الاستقرار بالشرق الأوسط بسبب الثورة الإسلامية في إيران، هذه كذبة كبرى، أصل الصراع بالشرق الأوسط يدور حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالدرجة الاولى، لو كانت هناك دولة فلسطينية لما تدخلت الدول الأخرى في صراعات فلسطين ولبنان والشام والعراق واليمن وليبيا.

هناك من الكِتاب والصحفيين العرب، يقولون أن الثورة الإسلامية باتت  تلعب دوراً متميزاً في غرب آسيا والمشرق العربي بسبب النهج الدعائي لقادة الثورة الإسلامية وهذه كذبة كبرى، لو كان هناك حل دائم لقضية الشعب الفلسطيني لما دارت كل هذه الحروب، مشكلة الدول العربية طبعت بشكل مجاني دون وجود دولة فلسطينية حتى لو كانت منزوعة السلاح وعلى جزء من أراضي عام ١٩٦٧، اصطفاف قادة الدول العربية مع القادة الإسرائيليين من اليمين المتطرف أفقد، شعبية الأنظمة العربية بين ابناء شعوبهم، لذلك هناك قوى عربية شعبية مؤيدة إلى طهران، وإن كانت تلك القوى الشعبية قليلة، لكن هؤلاء مع ايران، بسبب وقوف الملوك والرؤساء والحكام العرب مع نتنياهو بعملية، تصفية منظمة حماس وقتل اكثر من ٣٤٠٠٠ فلسطيني وجرح أكثر من٧٧٠٠٠ فلسطيني، معظم الضحايا والجرحى من الأطفال والنساء وكبار السن.

صفحة الربيع العربي استهدف القضاء على مكونات واديان بحيث تم استباحة مدن وتم تحطيم الآثار والكنائس والمساجد والحسينيات الشيعية، لذلك القوى الشيعية حملت السلاح للتصدي للمشروع الداعشي الوهابي، بالعراق وسوريا ولبنان وفي اليمن انتهت بهزيمة المؤامرة والمشروع الداعشي.

نحن كشعوب عربية ذات الأنظمة الجمهورية دفعنا أثمانا، باهظة من ملايين الشهداء والمغيبين والمهجرين، بسبب تسلط أنظمة العسكر، ورفعوا شعار تحرير فلسطين، لذلك  أصبح هذا الشعار، كذبة رفعها أنظمة الفاشيست من  العسكر والبعثيين الأراذل،  مثل قميص الصحابي عثمان، الذي رفعه معاوية ومن ولاه ليومنا هذا لتحقيق مآربهم.

المشكلة الفيالق الإعلامية العربية التابعة لدول البداوة، يحاولون الكذب، هؤلاء لايملكون هامش من الحرية لابداء ارائهم، بل غالبية هؤلاء، عبارة عن خدم وعبيد عند الأنظمة العربية، يتركون أصل البلاء، عدم وجود دولة فلسطينية حتى وإن كانت منزوعة السلاح وحتى لو على جزء من أراضي عام ١٩٦٧، تراهم يصرخون ويقولون أن القصف الإيراني الإسرائيلي مسرحية، وأن إيران قصفت مناطق فارغة في إسرائيل، وأن إيران أنقذت نتنياهو والذي كاد أن يسقط بسبب تقدم الجيوش العربية الخليجية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين سلمان والجنرال السيسي ومحمد بن زايد هههههه ولولا قصف إيران إلى إسرائيل لما انهزمت الجيوش العربية الزاحفة نحو مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو هههههههه.

تحليلات الكتاب والصحفيين العرب نسخة طبق الأصل من فتاوى مشايخهم في القضايا الإسلامية، نعرض للأخوة القراء الكرام، عدد من الفتاوى المضحكة، للتسلية،   الفتوى الأولى، إلى المفتي  (الداعية الوهابي  المغربي عبد الباري الزمزمي والداعية صبري عبد الرؤوف استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر)، نص الفتوى( يجوز نكاح الزوجة الميتة إذا مر على وفاتها ساعات قليلة (نكاح الوداع). ههههه هههههه.

 الفتوى الثانية، الى الداعية سعد الدين الهلالي، نص الفتوى( الراقصة اذا توفيت وهى في طريقها لعملها في الرقص فهى شهيدة).

هههههههه هههههههه  الفتوى الثالثة، يجوز معاشرة الرجل لجارية ابنته جنسيا استنادا للحديث (انت ومالك لابيك).

الفتوى الرابعة،  جواز ترك الزوجة للاغتصاب امام زوجها اذا لم يستطع الدفاع عنها (الداعية ياسر برهامي) هههههه تصوروا هذا المفتي الوهابي الشيخ ياسر برهامي يفتي بجواز ترك الزوجة زوجته يغتصبها آخرون هههههه تصوروا اذا هم بهذا المستوى الواطىء، بالتأكيد يشنون حملات تشويهية على الشيعة، لكن اقولها وبمرارة العتب كل العتب على القوى الشيعية، لايمكن حفظ شرف واعادة الكرامة لمن يقبلون في اغتصاب زوجاتهم  امامهم، ههههههه.

في الختام، الحل الأمثل لقضية الشعب الفلسطيني، تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، التي صدرت من مجلس الأمن الدولي، في  حل الدولتين، حل الدولتين خيار يجلب الأمن والاستقرار للجميع،  لكن لا توجد نوايا صادقة لإيجاد حل دائم يخلصنا من حروب دفعت ثمنها شعوب عربية أخرى غير الشعب الفلسطيني، نحن لسنا فلسطينيين أكثر من القيادة السياسية للشعب الفلسطيني، وقوف الشيعة مع شعب غزة العربي الفلسطيني السُني من جانب أخلاقي وإنساني بظل تعاون الأنظمة العربية والمؤسسة الدينية الوهابية والاخوانية مع نتنياهو لابادة شعب غزة بإسم القضاء على حماس.


نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

28/4/2024

 




 
 
محرر الموقع : 2024 - 04 - 28