"عاقر" تنجب طفلها الأول بعد تحفيز مبايض خاملة لديها
    

شهدت اليابان ولادة طفل يمكن وصفها بأنها ولادة مرحلة جديدة في الطب، إذ أثمرت جهود العلماء في مجال الطب والوراثة وأساليب العلاج المبتكرة نجاحا منقطع النظير، وذلك حين أنجبت سيدة طفلا ذكرا، علما أنها كانت عاقرا وفاقدة للأمل بقدرتها على الإنجاب في يوم ما. فقد تمكن العلماء من التوصل إلى وسيلة جديدة في علاج العقم من خلال تحفيز المبيض الخامل، مما يعتبر تحقيق معجزة. هذا ويؤكد العلماء أن العلاج الذي توصلوا إليه ناجع في حالة العقم، بما في ذلك العقم الذي تسببه جلسات العلاج من السرطان، تماما كما هو الأمر في حال الحمل المتأخر، أي بعد انقطاع الدورة الشهرية كذلك.

وعلى الرغم من أهمية الخطوة والنجاح الذي حققه العلماء، إلا أن عددا من زملائهم أعربوا عن خشيتهم إزاء التسرع في إجراء التجارب وإن أثبتت نجاحها غير المسبوق.

الجدير بالذكر أن المرأة تحمل ملايين البويضات (خلايا أنثوية للتناسل) غير الناضجة، لكن 400 بويضة فقط تبلغ البوق الرحمي حيث يلقحها حيمن. لكن بعض تلك الخلايا الأنثوية يبقى في جسم المرأة حتى بعد انقطاع الحيض نهائيا في ما يُعرف بسن الإياس الذي يطلق عليه كذلك سن اليأس.

هذا وتظل البويضات في حالة من الخمول بسبب جين "PTEN" الذي يخمد الإشارات التي تساعد على نمو الخلايا. أثارت هذه الظاهرة اهتمام العالم آرون سيويه وعدد من الباحثين من المدرسة الطبية التابعة لجامعة "ستانفورد"، فشكلوا فريقا للبحث وإجراء التجارب التي خضعت لها فئران مختبرية، انتهت إلى نتيجة تفيد بإمكانية "إيقاظ" البويضات الخاملة بسبب نشاط جين "PTEN". ولتحقيق هذا الهدف كان ينبغي زراعة جزئيات (أصغر جسيم من المادة الكيميائية) بنسيج البويضات، تنشط الإشارات التي يخمدها الجين المذكور.

من جانب آخر اكتشف آرون سيويه وزملاؤه أن التدخل الجراحي في البويضات يخمد إشارات إضافية يُطلق عليها اسم "هيبو"، وهي المسؤولة عن وقف نمو الأنسجة في الجسد. فعندما قام العلماء بإعادة زراعة الأنسجة في أجساد الفئران، أصبحت خلايا البويضات أكثر نشاطا، مما أدى في نهاية الأمر إلى نجاح عملية التلقيح، فأنجبت فئران لم تكن قادرة في السابق على الإنجاب، مما يعتبر بصيص أمل لكل سيدة تعاني العقم بحل مشكلتها. تم اختيار 27 متطوعة للتجارب التي أشرف عليها العلماء الذين شخصوا حالاتهن بـ "انقطاع الدورة الشهرية المبكر"، وأعلن استعدادهن الخضوع لعملية إزالة البويضات طوعا، من بينهن 13 بقيت في أجسادهن بويضات نائمة.

أجريت العملية وتم اقتطاع جزء من المبايض ومن ثم إعادة زرع الأنسجة المقطوعة.  في نهاية هذه التجربة نجحت 8 سيدات ممن خضعن إليها بالحصول على مبايض سليمة، أفرزت بويضات ناضجة لدى 5 منهن، تم جمعها لإجراء تلقيح اصطناعي (أطفال الأنابيب).

واصل العلماء دراساتهم فتمكنت 3 من هؤلاء النساء من الحمل، إحداهن أنجبت طفلها الأول بينما لا تزال الثانية حبلى، أما الحمل في الحالة الثالثة فكان فاشلا.

على الرغم من النتائج المتواضعة التي حققها العالم آرون سيويه وزملاؤه، إلا أنهم يؤكدون على أهمية مواصلة البحث وتحسين الوسيلة الجديدة لمساعدة الراغبات بالحمل، مع الإشارة إلى أن ذلك لا يخص النساء القادرات على الإنجاب بطريقة طبيعية بل هي تخص المرأة التي تعاني من العقم ومن بلغت سن الإياس وتعجز وسائل العلاج التقليدية عن مساعدتها.

من جانبهم يرى زملاء آرون سيويه من جامعة "ستانفورد" الذين لم يشاركوا في التجارب، على ضرورة مواصلة البحث قبل الخوض في التجارب السريرية، وإن أكد هؤلاء أن نتائج هذه البحوث ليست سوى الخطوة الأولى على طريق إيجاد حل فعّال لأحد أشكال العقم. وهنا يؤكد المتحفظون على التجربة أنه لا يمكن

اعتبارها ناجحة في حال رافقت نجاحها من جهة عوارض جانبية، لافتين الانتباه إلى أنه لا يجوز للأطباء التضحية بأم من أجل طفل. المصدر: RT + "فيستي"

محرر الموقع : 2013 - 10 - 03