تفاصيل الليلة الثامنة من محرم الحرام لعام 1437هـ في مؤسسة الامام المنتظر(عج) في مدينة مالمو السويدية
    

إبتدأ برنامج يوم الخميس الموافق لليوم الثامن من عاشوراء لسنة 1437 هـ بقراءة الحاج أبو علي الكربلائي لآيات مباركات من القرآن الكريم.

كانت المحاضرة السويدية للأطفال المؤمنين الشاب المؤمن ذو الثقلين الذي بدأ بقرائة دعاء الفرج. ثم سأل الأولاد عن الشيطان وماذا كان إسمه قبل تلقيبه بالشيطان. ثم شرح أنه كان إسمه إبليس وكان من أكثر خلق العبادة لله. وقال أن الله هو من يجعلنا نأكل ونشرب ونذهب الى المدرسة وعمل أي شيء. أما الشيطان فقد إعتقد أنه يمكنه مخالفة الله جل وعلا وإعتبر نفسه أفضل من آدم الذي طلب الله منه ومن باقي الملائكة السجود له. ولذلك طرده الله من الجنة فوعد الله أن يغوي الإنسان ويضله عن سبيل الله. لذلك كل من يرتكب المحارم من الكذب والسرقة والخيانة والغضب وكل الأعمال التي نهى عنها الله فقد أغواه الشيطان. كذلك كل من ترك الواجبات كالصلاة والصوم وباقي العبادات أيضاً من وساوس الشيطان. فالشيطان يخدع الإنسان ليقنعه على عمل الحرام وترك الواجبات كما خدع أبانا وإمنا آدم وحواء ليأكلا من الشجرة المحرمة ليصبحا من الملائكة وأقسم بالله أنه لهما من الناصحين. هكذا يجمل الشيطان لنا أعمال الحرام. ثم تبعه الطفل مصطفى السبتي بقراءة دعاء الفرج بالسويدي والعربي.

ثم قام الحاج أبو غدير الفريجي مدير مؤسسة الإمام المنتظر(عج) بإلقاء كلمة حول مؤسسة العين لرعاية اليتيم التي أسست بأمر من المرجع الأعلى السيد السيستاني وما تقدمه هذه المؤسسة المباركة في كفالة الأيتام والأرامل في العراق من شهداء الأعمال الإرهابية وشهداء الحشد الشعبي المقدس وذكر أن حسب الإحصائيات الموجودة لدى مؤسسة العين يوجد 32480 يتيم مسجل لديها يتم توثيقهم والتأكد من صحة المعلومات المسجلة في إستمارات الطلب لدى المؤسسة. وقامت المؤسسة بكفالة 29271 يتيم بشكل مباشر وهؤلاء موجودون في العوائل 11444 يتيم. أما الأيتام المكفولين عن طريق المؤسسة مباشرة 16906 طفل والمكفولين من قبل الناس 12365 طفل. بالنسبة ليتامى شهداء الحشد الشعبي فهم 2248 طفل ينتمون الى 1045 عائلة. كما أن هناك العوائل النازحة التي يبلغ عددها 50850 عائلة. أما العوائل المستفيدة من دعم المؤسسة بعد توجيه المرجعية بشمولهم بالمساعدات فهم 31516 عائلة.

لدى المؤسسة مكاتب في الكثير من دول العالم وبالخصوص في أوربا فتنتشر في أغلب الدول الأوربية ومنها السويد حيث يوجد في عدة مدن من أنشطها مكتب مالمو الذي يعتبر من أفضل المراكز بالنسبة لعدد الكفلاء للأيتام حيث يبلغ عدد المكفولين 115 يتيم وعدد أيتام الحشد مكفولين من مالمو 23 طفل. وقد قام مكتب مالمو بأرسل 180 صندوق ملابس جديدة و55 صندوق ألعاب الى الأيتام في العراق. ويرد مكتب مالمو 25 الى 30 صندوق شهرياً.

أما بالنسبة للصدقة المودعة في الصندوق تعتبر بأمر الحاكم الشرعي مقبوضة وتؤتي أثرها الطيب على المتصدق. طالب الحاج أبو غدير بدعم هذا المشروع المبارك. ختاماً أكد الحاج علي الفريجي أن مؤسسة الإمام المنتظر(عج) تقف بكل إمكاناتها لإنجاح هذا المشروع الإلهي ومستعدة للإجابة على جميع الأسئلة الواردة في هذا المجال.

إفتتح الشيخ أبو سجاد الركابي مجلس اليوم بذكر مصيبة أبي عبد الله الحسين ثم قرأ الأية الكريمة 214 من سورة البقرة . بسم الله الرحمن الرحيم: " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ".

الأية الكريمة تتحدث عن الإبتلاء والإمتحان الإلهي الذي جرى على الأقوام السابقة وستجري على باقي الأقوام الى يوم القيام. وذكر خطبة الإمام أمير المؤمنين بعد مقتل عثمان بن عفان. أما المسلمون فقد كان أكبر إبتلاء هو ما جرى بعد وفاة الرسول الآعظم بالإنقلاب على وصية رسول الله ومحاربة الإمام علي عليه السلام. ومن هؤلاء طلحة والزبير الذين بكاهم الإمام علي عليه السلام عند مقتلهم في موقعة الجمل لأن عاقبتهم كانت سيئة بقتلهم في مواجهة جيش أمير المؤمنين. وهناك آيات أخرى تتحدث عن هكذا إبتلاء. فتجد أقوام إبتلاء بسبب معاصيهم بعدما إسودت قلوبهم وإستكبارهم وقتلهم الأنبياء والمرسلين. أما البلاء الذي ينزله الله على المؤمنين هو بلاء تأديبي لينذره ويعيده الى الصواب. فالبلاء الإلهي ينبه الإنسان الى معاصيه ليعدل عنها ويعود الى صوابه. وهناك عمل إنتقامي ينزله الله سبحانه وتعالى على من يرتد أو يكفر ليري الناس نتيجة عمله. وذكر في هذا السياق الكثير من الأحاديث لرسول الله(ص) والأئمة عليهم السلام.

فقد جعل الله للمؤمن برنامجين الأول التشريعي كالواجبات والمحرمات لتتكامل شخصية المؤمن. والثاني التكويني وهو ما يواجهه الإنسان من إبتلاءات ومصائب والكوارث الطبيعية والإجتماعية والنفسية والإقتصادية.

أما العاصي الذي لا ينزل الله عليه العذاب فكما ذكر الله في كتابه الكريم يريد إستدراجه الى المعصية أكثر لأنه لا يريد الهداية والإستغفار فيغرقه في المعاصي ليزداد إثماً. ثم ذكر مصيبة علي الأكبر التي هذه الليلة هي ليلته فأبكى الحضور وشاع جو الحزن والأسى بين الحاضرين وإختتم بالدعاء للحضور ومؤسسي المجلس وباقي المؤمنين بالخير والبركة.

ثم جاء دور الرادود الحسيني الحاج أبو زهراء الصواف بالقصائد اللطمية الحسينية التي إشترك فيها المؤمنين الموالين بحماسهم المعهود.

وإختتم الشيخ أبو سجاد الركابي برنامج الليله بدعاء الفرج ثم دُعي الحاضرون لتناول طعام العشاء.

محرر الموقع : 2015 - 10 - 23