أصدرت العتبة العباسية المقدسة حديثا الكتب الستة عن ( النجف الأشرف وحوزتها ) للدكتور عبد الهادي الحكيم‎
    
أصدرت العتبة العباسية المقدسة حديثا الكتب الستة عن ( النجف الأشرف وحوزتها ) للدكتور عبد الهادي الحكيم، وفيما يلي إشارات مختصرة لما حوته كل منها:
1. أما الكتاب الأول منها (النجف الأشرف وحوزتها المكان والمكين)، فقد حاول الإجابة عن سؤال مفاده:
لماذا وكيف استطاعت حوزة النجف الأشرف الحفاظ على كونها أم الحوزات العلمية المنتشرة في شرق الأرض وغربها على مدى ألف عام .وما هو السر في ذلك..؟
وهو ما استدعى لأن يلقي الكتاب الضوء على كل ما له علاقة بالجواب عن التساؤل، من تاريخ النجف الأشرف، وجغرافيتها، وعمقها الحضاري قبل الإسلام وبعده، وعتبتها العلوية المقدسة وفيوضاتها الملهمة، إضافة الى أرضية النجف الثقافية الحاضنة للحوزة، بذائقتها العربية المتدفقة بعلوم اللغة المختلفة وآدابها وفنونها.
لقد شكلت البيئة النجفية الحاضنة للحوزة - بأنماط حياتها المتشبعة بروح البادية ولغتها وثقافتها العربية القريبة من بيئة وثقافة زمن التشريع- سمة بارزة وميزة من ميزاتها المهمة التي افتقدتها أغلب الحوزات العلمية الأخرى
متبادلة مع حوزتها التأثر والتأثير، فحفظت بذلك لغة القرآن الكريم من محاولات التفريس والتتريك، بل تخطت ذلك الى ما هو أبعد غورا يوم حازت قصب الريادة في تطوير علوم اللغة العربية : فقه لغة، ونحوا ، وصرفا، وعروضا، وبلاغة، وتاريخ أدب، وغيرها، ناهيك عن العلوم الأخرى التي لها مدخلية في عملية الاستنباط.
2. ثم ما هي المراحل الدراسية ومناهجها المتبعة في الحوزة النجفية..؟ فهذا ما تناوله الكتاب الثاني المعنون : (النظام الدراسي : طلبته ومدارسه، مراحله ومناهجه، إيجابياته وسلبياته)، حيث استعرض الكتاب (خمسا وعشرين) معلما إيجابيا في النظام الدراسي الحوزوي ومخرجاته، مشخّصا إياها، ومتوسعا فيها، وممثلا لمخرجاتها بنماذج عملية واقعية من سيرة المراجع العظام والعلماء الأعلام ما استدعت سبر أغوار سير علماء النجف خلال عهود زمنية، بل قرون عدة، قابلتها على الجانب الاخر (خمس عشرة) نقطة سلبية في النظام الدراسي، داعيا الى تجاوزها وتخطيها.
لقد اشتمل الكتاب الثاني أيضا على ملاحق عدة، بيّن الملحق الثامن منها ما استطعت الركون اليه من أسماء أساتذة البحث الخارج في حوزة النجف الأشرف ممن لبحثهم حضور معتدّ به، لمدة زمنية معتدّ بها، مردفا إياهم بأسماء أساتذة السطوح العليا وفق الشرطين المتقدمين. مستعينا بسؤال أهل الخبرة والمعرفة والتشخيص في ذلك.
3. أما ماذا خرجته لنا هذه الحوزة العريقة من مخرجات علمية..؟ فهو ما بيّنه الكتاب الثالث، حيث أدرج ثبتا بأشهر علماء النجف الأشرف منذ القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر الهجريين، مع تعريف موجز بكل منهم.
4. وأما ما أضافته الحوزة النجفية لعلمي الفقه وأصوله على مدى القرون المتعددة ..؟ فهو ما ركز عليه الكتاب الرابع المعنون :(البحث الفقهي/ الأصولي: أدواره ومدارسه)، مبينا عدد أدواره العلمية بما يخالف الرأي السائد منها، وموضحا بتفصيل واف ما أضافه مجتهدوها الى البحث الفقهي / الأصولي من نظريات وآراء ومبان أصيلة مبتكرة أو مطوّرة كان لها دورها المهم، بل الأهم في نضج وازدهار وتقدم هذين العلمين الشريفين منذ أن حل الشيخ الطوسي (قده) بالنجف الأشرف حتى يوم الناس هذا.
5. وإذا كانت الاجزاء المتقدم ذكرها قد ألقت الضوء على نظام الحوزة ومستوى مخرجاته العلمية المتقدمة وصولاً الى المرجعية الدينية، فقد بيّن الكتاب الخامس المخصص للمرجعية الدينية برامج يوم عمل لثلاثة مراجع تقليد من ثلاثة قرون متتالة. بيد أن الأهم من ذلك كله ما عرضه الكتاب من تفصيل واف للحضور الاجتماعي والسياسي الفاعل لمرجعية النجف الأشرف في الشأن العراقي منذ القرن الثالث عشر الهجري حتى اليوم .
ذاكرا بعدها بإيجاز سيرة ومسيرة أربعة من مراجعنا المعاصرين، شارحا بتوسعة منهج البحث الفقهي/ الأصولي لكل من سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظله)، وسماحة المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) ، ملقيا الضوء بعد ذلك على المباني الأساسية لنظرية المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظله) الموسومة (نظرية إرادة الامة) بركائزها الثلاث، ملحقا إياها بعقد مقارنة بين مباني نظرية المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني (دام ظله) ومباني نظرية سماحة الشيخ محمد حسين النائيني (قدس) المطروحة في كتابه القيم (تنبيه الأمة وتنزيه الملّة).
 
6. أما الكتاب السادس فقد تخصص ببيان نصوص خطب الجمعة المعبرة عن رؤى سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني (دام ظله) في الشأن العراقي، ابتداء من فتوى الجهاد الكفائي الى النصر النهائي، موثقة خطبة خطبة، وفقرة فقرة، بل وجملة جملة، من مكتب المرجعية العليا في النجف الأشرف، ما يشكّل وثيقة تاريخية مدققة عن رؤى سماحته (دام ظله) في الشأن العراقي خلال أكثر من ثلاث سنوات.
 
 
 
محرر الموقع : 2018 - 06 - 10