كيف يحتفل المسلمون في أميركا بعيد الأضحى؟
    


كان صوت الموسيقى الصاخبة يملأ المكان عندما تقدمت خديجة لدفع ثمن الملابس التي كدستها في عربة حديدية حمراء اللون بمحل (تارغت) في مدينة وودبريدج شمال ولاية فرجينيا.

خديجة مهاجرة جزائرية في عقدها الرابع، كانت ترتدي حجابا مطرزا أصفر اللون، وترتدي تنورة طويلة سوداء تحت معطف أسود خفيف، وتحمل فستانا فضيا في يدها اليمنى فيما تحاول التحكم في طفلتها ذات الخمس سنوات بيدها اليسرى.

قالت خديجة لموقع "راديو سوا" بخجل إنها تتسوق ملابس العيد لأطفالها حتى تـُدخل الفرحة على قلوبهم بهذه المناسبة المهمة للمسلمين، وأضافت "العيد بالنسبة للأطفال هو الجديد وليس هناك أفضل من الملابس أو اللعب كي أفرحهم بهذه المناسبة الدينية الغالية على قلوبنا، بالإضافة طبعا إلى العيدية والتي لا تتعدى قيمتها 10 دولارات لكل طفل صباح العيد".

وأشارت خديجة إلى أنها تحرص على اصطحاب واحد من أطفالها الأربعة على الأقل كل سنة خلال رحلة شراء ملابس العيد حتى تشرح له أهمية المناسبة وتعيش معه متعة التسوق "رغم التعب الذي ينجم عن ذلك" كما قالت.

معضلة خروف العيد في أميركا

وتبدو الملابس الجديدة الجزء الهين من عملية الاحتفال بعيد الأضحى في أميركا، فقد قال أسعد محمد سعيد وهو جزار فلسطيني جاء إلى الولايات المتحدة سنة 1978، إن شراء خروف العيد وذبحه يوم العيد هو الجزء الصعب من عملية إحياء هذه المناسبة الدينية المهمة للمسلمين.

وأوضح سعيد في تصريح لموقع "راديو سوا" أنه يذبح كل سنة ما بين 100 و120 خروفا لصالح مسلمين مقيمين في أميركا يصرون على الاحتفال بالعيد بالرغم من الصعوبات التي تعترضهم، وأضاف بصوت جهوري قوي أن "المسلمين الذين يعيشون في منطقة واشنطن الكبرى يحاولون الاحتفال ويطلبون يوم عطلة من وظائفهم ويحاولون اصطحاب أطفالهم إلى مزرعة يملكها فلسطيني كي يقفوا على عملية ذبح الخروف وتجهيزه، لكن أحيانا يفشل رب الأسرة في الحصول على عطلة من عمله ما يضطره لتأجيل الاحتفال حتى نهاية الأسبوع".

ويسبب عدم اعتماد السلطات الأميركية عيد الأضحى كعطلة رسمية في البلاد الكثير من العراقيل للمسلمين الذين يرغبون في الاحتفال بهذه المناسبة، فقد قال نسيم وهو مهاجر فلسطيني كان مقيما في الأردن وقدم إلى أميركا قبل ست سنوات ويدير محلا للبقالة العربية في منطقة "سكاي لاين" في مدينة فولس تشيرتش في فرجينيا، إن عدم تمتع المسلمين بيوم عطلة خلال العيد يضيع عليهم فرصة الاحتفاء بالتقاليد التي عادة ما تميز هذه المناسبة.

وأوضح نسيم بلهجة فلسطينية مميزة "كيف راح يعملو المسلمين؟ صعب، كثير صعب عليهم الاحتفال وما فيش عطلة بهالبلد.. أنا عنـّي باحتفل هون في المحل بشتغل من الخمسة صبح للعشرة بالليل.. طب كيف بدي أحتفل أنا ولا غيري ياللي عندو شغل مثلي؟"

وتتنافس محلات البقالة العربية المتواجدة في منطقة "سكاي لاين" حيث تعيش جالية عربية ومسلمة كبيرة، على جذب الزبائن بمناسبة العيد وتعمل على توفير خروف مذبوح على الطريقة الإسلامية يوم العيد، وحتى قبل ذلك حسب طلب الزبائن الذين يقول بعضهم إن شراء خروف العيد يتحول إلى معضلة حقيقية بسبب نقص كمية الخراف المعروضة، أو تعذر وجود مكان صالح لذبح الأضحية.

محرر الموقع : 2012 - 10 - 26