مجلس الليلة الثانية لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في مؤسسة الامام المنتظر (عج) في السويد
    

إفتتح المجلس لهذه الليلة المباركة بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت الحاج أبو هاشم القرآني أتبعها بزيارة الإمام الحسين عليه السلام.

ثم إبتدأ المجلس للشيخ غموس الزيادي بذكر مصيبة السبايا ثم قرأ:

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم بسم الله لرحمن الرحيم "وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" سورة النحل آية 91-92.

الأية الكريمة تبين أن الإيمان ليس كلام بل هو عهد بين الله والمؤمنين يتوجب عليهم الإيفاء به وعدم نقضه لأن الله هو الكفيل على هذا العهد وهو الرقيب والشاهد. ولكن نلاحظ مثلاً في يوم الغديد أن العهد الذي عاهدوا الله عليه في ولاية الإمام علي عليه السلام وبايعوه بأجمعهم نكثوه بعد فترة وجيزة في السقيفة وما جرى بعدها من إستبعاد الخليفة الشرعي لرسول الله صلى الله عليه وآله.

معنى دخلاً بينكم هو الخدعة والنفاق الذي يسود بين الناكثين للعهد الذي تتعاونون بينكم لنكثه.

وخير مثال حي لدينا على نكث هذا العهد هو إضهار البعض التشيع والولاء لأهل البيت ضانين أنه يكفي للوفاء بالعهد الذي عاهد الله عليه ولكن هذا مصداقاً للآية الكريمة. فمن الناس من يظهر الحب والولاء للرسول وأهل البيت ضاهراً وفي داخله دخلاً وفساداً بأعمالهم التي هي مخالفة لهذا الولاء والعهد.

فالإمام الحسين عليه السلام كاتبه زعماء أهل الكوفة وألقوا عليه الحجة ببيعتهم له بالولاء ولكنهم نقضوا العهد بسبب ترهيب وتخويف عبيد الله بن زياد ونكثوا العهد الذي عاهدوا به الله والحسين. وقد ألقى الإمام الحسين الحجة عليهم  وهذا ما رصدته العقيلة زينب. فحين عاد أهل البيت من الشام الى الكوفة كان بعض أهل الكوفة يبكي ويطالب الإمام زين العابدين أن يأمرهم بالجهاد كما فعلوا مع أبيه الإمام الحسين. فخطبت بهم تذكرهم بغدرهم بأخيها الحسين وخيانتهم للعهد وقرأت الأية الكريمة لتؤكد لهم أن الجهاد ليس طلب بسيط بل هو عهد مع الله نقضوه ونكثوه. وهذا الخطاب كان موجهاً لسادة الكوفة ونخبتهم الذين ليس فقط نكثوا العهد بل تفانى بعضهم في قتال الحسين إرضاءاً ليزيد وعامله على الكوفة.

ثم ختم المجلس بذكر المواقف الأليمة في عودة القافلة الى كربلاء ووصولهم الى مدافن شهداء كربلاء ودفن الرؤوس مع الأجساد فأبكى الحاضرين الموالين.

بعد المجلس الحسيني كان دور أبو جعفر الربيعي بقصائدة اللطمية التي إشترك فيها الحضور ندعوا الله أن يتقبل أعمالهم ومشاركتهم في إحياء هذه الليالي المباركة.

ثم دعي الحضور الى طعام العشاء بثواب هذه المناسبة.

 

محرر الموقع : 2015 - 12 - 02