12 حقيقة بشأن اللجوء السياسي والإنساني
    

 أمستردام - عدنان أبوزيد
 بات أمراً ضرورياً الخوض في تفاصيل «حقائق اللجوء» الذي يتصوره بعض الشباب في الشرق الأوسط، لاسيما العراق، الفرصة السانحة لبناء المستقبل، وتحقيق الطموحات، حتى باتت الهجرة، ممارسة جماعية تحدث على نطاق واسع، وليس حدثاً فردياً. وليس الدافع في هذا التوغّل في الجزئيات الصغيرة في قوانين اللجوء وأنظمته سوى إنارة الطريق، أمام مَنْ يصرّ على الهجرة من بلاده، أو الذي يفضّل البقاء فيها.
1 ــ  يعتقد النازح انّ تذمره من الحياة في بلاده بسبب الحرب، والضائقة الاقتصادية، أو غير ذلك من الصعوبات، سوف تجعل منه لاجئاً سياسياً، في البلاد التي اختارها ملجأ له، لكن الحقيقة غير ذلك، إذ إنّ أغلب بلدان اللجوء، تعامل النازح بصورة «مستقلة»، عن الحالة العامة في بلاده، وتسمح له أمام المحّققين بسرد أسباب «فراره» من بلاده، وفيما إذا حياته معرّضة للتهديد «فعلاً» في وطنه، ليتقرّر على ضوئها، منحه اللجوء من عدمه. غير انّه في البلدان التي تهدّدها الحروب والمجاعات الاقتصادية،ُ يؤخذ في نظر الاعتبار التهديد الحقيقي لحياتك نتيجة «العنف العشوائي»، مثل الانفجارات والقصف وتهديد الجماعات المسلحة، والأعمال الحربية، ودرجة خطورة ذلك على حياتك.
2 - يروي الكثير من النازحين، قصصاً «طويلة» و»معقّدة» عن أسباب فرارهم من بلادهم، ويُقحمون أنفسهم في تفاصيل، هم في غنىً عنها، بل ويتقمصون أدواراً في حكايات أحداث، بعيدة عن الواقع، وكل ذلك لا لزوم له، وكل ما يتوجّب عمله، إثبات عدم القدرة على البقاء في الوطن الأم، وشرح أسباب ذلك بشكل واضح ومختصر.
-3 يعتقد البعض من اللاجئين انّ حصولهم على اللجوء سوف يجعلهم يتلقّون مدخولات شهرية مقابل «لا شيء»، ولا حاجة لهم في البحث عن عمل. لكن الأمر ليس كما يعتقدون، فبمجرد حصولك على الإقامة، يتوجّب عليك البحث عن عمل مناسب، والاّ فستنقطع عنك كل المساعدات المالية والامتيازات الخدمية الأخرى، عدا الحالات التي لن تتمكّن فيها من الحصول على عمل، أو بسبب الحالة 
الصحية.
-4 يظنّ البعض أنّ الأشخاص دون سن الثامنة عشرة «القصّر» يُمنحون اللجوء مباشرة، لكن الحقيقة انهم يحصلون على الإقامة الدائمة بسبب أعمارهم، ويُستثنون من شروط «البصمة»، ويتم التحقيق معهم في حالة الشك في أصولهم.
-5 كثيرون يعوّلون على اللجوء باعتباره نهاية المطاف، وسوف يعيشون في رفاهية، ما بعدها رفاهية، والواقع إن الحصول على اللجوء هو بداية رحلة جديدة في تعلم اللغة لنحو السنة، وإكمال الدراسة لمن يشاء، أو دخول دورات تدريبية، لأجل إتقان مهنة معينة، وكل ذلك يستغرق من الوقت ما لا يقل عن سنتين أو ثلاث.
-6 يسأم الكثير من النازحين من الزمن الذي تستغرقه ملفات لجوئهم، إذ يعتقد البعض انها ستُحسم في نحو شهر أو شهرين، والحقيقة أنّ بعض ملفات اللجوء لمن يُشكّ في شخصِهِ، و»قضيّته»، تستغرق سنين حتى يتم البتّ بها، وطوال فترة الانتظار هذه، يحق للنازح التمتّع بالمساعدات المالية والخدمية، لاسيما التعليم والعلاج.
-7 يُخَيّل للكثير من اللاجئين ان نجاحه في الحصول على ما يريد، من لجوء سياسي، أو إنساني، سيجعله غنياً بموارد مالية ضخمة، والواقع يبوح بغير ذلك، إذ يتمتع النازح أو اللاجئ براتب يكفيه لتسيير حياته اليومية، وفق قوانين أرستها الأنظمة الاجتماعية في البلد الذي تقيم فيه.
-8 البعض من اللاجئين يفضّل البقاء أياماً في بيت صديق أو قريب، بعد لحظة وصوله إلى البلد المضيّف، وهذا خطأ فادح، إذ يتوجّب عليه الإسراع إلى تسجيل نفسه حال وصوله إلى أراضي الدولة المعيّنة، وحيازة الأوراق الخاصة باللجوء.
-9 الكثير من اللاجئين لا ينتبه إلى بصمات أصابعه في إحدى دول الاتحاد الأوروبي ضمن معاهدة «دبلن»، ذلك ان معرفة كونك قد تقدمت بطلب لجوء في إحدى دول الاتحاد الأوروبي أو دول «الدبلن»، مهمة جدا لسلطات البلد الأخير الذي وصلت إليه. وفي حالة وجود هذه البصمة تقوم مؤسسة الهجرة بمخاطبة الدولة الأوروبية التي قدّمت فيها طلب
 اللجوء.
-10 يخشى نازحون من أن سلطات بلد اللجوء، سوف تستطلع حقيقة شخصياتهم ومصداقية قضاياهم، عن طريق المخابرات، ومؤسسات الخارجية، في الوطن الأم للنازح، وهذا أمر غير وارد، البتّة، إذ إن طلبات اللجوء وأسماء النازحين تُعامل بسرية تامة ولا يُسمح بتسريبها لأي سبب من الأسباب.
-11 قول الحقيقة، هو الطريق الأفضل للحصول على النتيجة المتوخاة، وليس اختراع القصص والحكايات و»تضخيم» التفاصيل، ذلك ان النازح يخضع لعدة جلسات تحقيق، ما يجعله مضطراً إلى ذكر التفاصيل بدقة متناهية، وفي حالة كونه متزوجاً، فإن السلطات «تحقّق» مع الزوجين في جلسات منفصلة، ومن المنطقي، أن تكون أقوال كليهما متطابقة.
-12 لن يتم منح اللجوء إلا وفق اعتبار رئيس، وهو انّ عودتك إلى بلدك الأم، تمثل «خطراً حقيقياً دائما» على حياتك. ويتجسّد ذلك في عقوبة الموت أو الإعدام أو تعرّضك إلى التعذيب أو التعامل غير الإنساني، أو المعاملة المهينة، أو الاضطهاد الفكري، والتعبيري والديني، وفي حالة نجاحك في الحصول على اللجوء، يصبح بإمكانك طلب «لمّ الشمل» لأفراد عائلتك في البلد الأم.

محرر الموقع : 2015 - 12 - 20