تبريك وتهنئة للجالية الإسلامية والمسيحية بولادة النبي محمد(ص) ونبي الله عيسى(ع)
    

 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، الذي بعث محمّداً بالإسلام بشيراً ونذيراً، وجعله علينا حَكَماً، وأمرنا بطاعته، وأوجب التأسّي بسُنّته، واعتبرها من الدين على حدّ الوحي المبين، وعلى سائر انبيائه المعصومين لاسيما روح الله عيسى بن مريم ، وسلامه على أئمة الهدى ومصابيح الدجى من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، وعلى صحبه الأخيارالمنتجبين الأبرار.
السلامُ على الفجر الذي شهد طلوع نور محمد بن عبد الله و عيسى بن مريم (عليها الأف التحية والسلام) مُظهرا الحق، وحاملا رسالة التوحيد والطهارة والعدل والقسط والمحبة والسلام.
والسلام عليكم جميعاً و رحمة الله و بركاته:
بداية نتقدم بأسمى آيات التهنئة والتبريك لجاليتنا الإسلامية و المسيحية في أرض الأغتراب والمهجر ، مبارك لهم وللمسلمين ولكلّ أحرار العالم أيام المولد النبوي الشريف ،وميلاد السيد المسيح ، مبارك المولد والميلاد الذي كانا بدايةً لربيع حريّة الموحّدين، وطليعةً لنجاة المستضعفين من مخالب المستكبرين الدامية.
مبارك لكم ذكرى المولد النبوي الشريف المنادي للرحمة والسلام، الذي يقترب هذا العام بذكرى الميلاد بعد مرور أكثر من أربعة عشر قرناً على ولادة سيد البشرية وخاتم الأنبياء رسول الإسلام، وإمام الموحّدين، سيّدنا ومولانا محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومرور اكثر من تسعة عشر قرناً على ميلاد السيد المسيح(عليه السلام) هذه الولادة العظيمة و الشبيه بولادة نبي الله آدم (عليهما السلام).
فنبي الله محمد بن عبد الله و نبي الله عيسى بن مريم (سلام الله عليهم) وكتاباهما : القرآن والإنجيل من مشكاة واحدة.
فالحادثة المشهورة والمعروفة التي ما زال صداها يدوّي على امتداد التاريخ تعبيراً عن القيم اتي تجمع بين الإسلام والمسيحية، بين رسالة عيسى (عليه السلام) ومحمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، وأعني بها تلك الواقعة التي جرت بين الملك النجاشي مع المسلمين الأوائل المهاجرين إلى الحبشة حيث وقف النجاشي بينهم وبين وفد قريش الذي جاءه مطالباً باسترداد هذه المجموعة التي فارقت قومها، وجاءت بالبدع على حدّ تعبير عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، وتوجّه النجاشي إلى المسلمين مطالباً إيّاهم بالإفصاح عن حقيقة الدين الجديد، فانبرى جعفر بن أبي طالب قائلاً: \"أيها الملك، كنّا قوماً أهلَ جاهلية نعبُدُ الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونُسيءُ الجوار، ويأكلُ القويّ منّا الضعيف، فكنّا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منّا، نعرف نسبَه وصدقه، وأمانته وعَفَافَه، فدعانا إلى الله لنوحِّدَهُ ونعبُدَه، ونخلع ما كنّا نعبُد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكفّ عن المحارم، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبدَ الله وحده، لا نشرك به شيئاً...\".
وكان لهذه الكلمات التي اختصر بها جعفر قيم الإسلام ورسالة النبي(صلى الله عليه وآله) وما تحمله من أنوار إلهية ونفحات رحمانية الأثر العجيب في نفس النجاشي بحيث اغرورقت عيناه بالدموع فقال لجعفر: هل معك مما جاء به الله عن عيسى(عليه السلام) من شيء؟ فقرأ عليه جعفر آيات من مطلع سورة مريم(عليها السلام) التي تتحدث عن طهارتها وقداستها ومكانة نبي الله السيد المسيح (عليه السلام) في الإسلام، وعظمة شأنه، وجليل مقامه، ولايكتمل إيمان المسلم الا بعد الايمان به ، فبكى النجاشي حتى اخضلّت لحيتُه بالدموع ثم قال: \"إنّ هذا والذي جاء به عيسى(عليه السلام) ليخرج من مشكاة واحدة\" وهو يقصد أن القرآن الكريم والإنجيل كلام الله وأنهما شيء واحد.
وفي بعض الروايات أنه رسم بعصاه على الأرض خطاً فاصلاً بينه وبين جعفر وأصحابه وقال: ليس بين دينكم وديني فاصلاً إلّا هذا الخط.
جمع اللهُ المسلمين والمسيحين بكل عام لاسيما هذا العام في الدفاع عن قيم السماء والتوحيد الالهي الخالص ، وكل عام والجميع ان شاء الله بالف خير.
هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السيد الدكتور علي الجزائري
١٣ من ربيع الاول ١٤٣٧ والمصادف ٢٥ من كانون الأول لعام ٢٠١٥
https://www.facebook.com/aljazeari/posts/930835916985464

محرر الموقع : 2015 - 12 - 25