في مركز برون النمساوي ... رئيس الهيئة الأسلامية الشيعية في النمسا :: يشارك في الحوارالسياسي الديني مع مجموعة من طلبة الجامعات النمساوية حول كيفية ايقاف المد الداعشي في العالم
    

دعى مركز برون بيرك للحوار السياسي رئيس الهيئة الأسلامية الشيعية في النمسا السيد سالم حسن للحديث حول كيفية ايقاف المد الداعشي في العالم وقد شارك في الندوة أكثر من ٥٠ طالب نمساوي من مختلف الجامعات النمساوية .

وقد ادار الحوار الصحفي النمساوي أشتيفان بايك, كما شهدت الندوة مشاركة فعالة واهتمام كبير واطلاع واسع من قبل الشباب النمساويين حيث طرحوا العديد من الأسئلة والاستفسارات التي يخص الوضع الحالي في العالم الأسلامي.

وفي الحديث اوعز السيد حسن  سالم مراحل تطور التنظيمات الأرهابية الى ثلاث أجيال, الجيل الأول من الستينات الى التسعينيات أنتهت بنهاية المعارك في افغانستان وانسحاب الروس منها لينشأ من بعدها الجيل الثاني وهو تنظيم القاعدة وامتاز بتوسع رقعة عمله في ارجاء العالم وكثرة امكانياته المالية.بعد ذلك بدات الجيل الثالث ليتشكل منه تنظيم الدولة الأسلامية والتي هو حصيلة للأئتلاف البعث الصدامي واجهزته القمعية مع التيار السلفي المنغلق على نفسه وعلى العالم.

كما انتقد السيد سالم الدعم المباشر والغير مباشر لداعش من الدول الأقليمية والعالمية ولا بد ان تكون هناك صرخة عالمية موحدة من كل الدول  ليس على اتباع الأديان السماوية فحسب بل حتى على الدول المدنية لأيقاف هذا اللون من الدعم بالمال والسلاح والأعلام وشبكات التواصل التي هي اليوم المنبع الأول للنشر والتثقيف والكسب والتعبئة لهذا التظيم الأرهابي.

اما الفكر الذي يستند عليه هذا التنظيم فهو فكر تكفيري مشوه سطحي يفتقر الى الدليل والحجة الشرعية, وان اخطر ما يمتاز به داعش هو العشوائية في اصدار الفتاوى بدون الرجوع الى متخصصن في الدين والتشريعات السماواية, وبات هؤلاء يأخذون فتاواهم من الانترنت  وصفحات التواصل الأجتماعي , وليس كل مهو على الشبكة الألكترونية صحيحا لنه غير معروف المصدر...ثم تطرق السيد سالم عن تاريخ نشؤوء الفكر الوهابي والاهداف التي يتوخى تحقيقها في العالم.

وفي الختام سئل احد الطلبة لماذا لاتوجد مرجعية واحدة مثل ما لدى الكنيسة, فأجاب ان المذاهب في الاسلام تختلف فيما بينها حول هذه النقطة فقط المذهب الشيعي لديه مرجعية عليا تدير كافة المور الدينية وهي متمثلة بالمرجع الأعلى في النجف اية الله السيستاني حفظه الله وهو عند الشيعة كبابا الفاتيكان لدى اللمسيحيين الكاثوليك.

المواجهة اليوم مع التنظيمات الارهابية ليس شان خاص عند المسلمين , لأن داعش تمكن من تعبئة افراد  من كل الأديان المسيحي, البوذي والسيكي وحتى اليهودي داعش استطاع ان يقنع الاخرين بأفكار وهمية سيطر فيها على عقول الشباب بالدرجة الاولى , ورسم في مخيلتهم صورا جعلتهم يسارعوا في الانتماء لهذا الفكر المنحرف...

فتحركنا اليوم تجاه داعش  يجب ان يكون مشتركا, بناء قاعدة عالمية للتسامح بين الأديان ونشر ثقافة العيش المشترك الامن, اضافة الى ذلك تصويب التصعيد الاعلامي والجماهيري باتجاه الحكومات وليس باتجاه الشعوب والاديان , الحكومات التي تريد ان تستثمر هذه الازمة, بسبب مصالحها الخاصة ومن اجل اجندات توسعية او اقتصادية او غير ذلك.

التحرك نحو الشباب , ومراقبة ومتابعة شبكات التواصل الأجتماعي والتي تعتبر المصدر الاول للفكر الأرهابي.

 داعش ستنتهي قريبا عسكريا بعد الضربات العسكرية الحقيقية من الروس على وجه الخصوص ثم من دول التحالف, لكن هذا لا يعني انتهائها فكريا , هناك بؤرات جديدة لداعش في مناطق اخرى ,والتنظيم بطبيعته ليس هرميا ولا خيطيا وانما عشوائيا موزعا في كل مكان , لذا اليوم الكل مطالب ان يقف بحزم امام انتشار وتوسع هكذا افكار شيطانية في العالم.

محرر الموقع : 2016 - 01 - 30