بيلد: هل يتآمر محرك غوغل على اللاجئين؟
    

تناولت مجلة "بيلد" الألمانية، الجدل الذي أثير بشأن موقف شركة غوغل من اللاجئين، بعد ملاحظة المستخدمين أن محرك البحث يوجههم للبحث عن عبارة "ضد اللاجئين"، بمجرد كتابتهم كلمة "ضد".

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مستخدمي محرك البحث "غوغل" يعرفون خاصية الاقتراحات التي تظهر تحت مساحة كتابة الكلمات التي نبحث عنها، في محاولة لتسهيل الأمر على المستخدمين عبر توقع الشيء الذي يبحثون عنه، "ولكن هذه الخاصية جلبت معها في عدة مرات طرائف وظواهر مستغربة، وأثارت جدلا كبيرا".

وأضافت أن مستخدمي "غوغل" لاحظوا أنهم عند كتابة "ضد" في محرك البحث ثم ترك فراغ؛ يفاجئهم المحرك بإكمال الجملة لتصبح "ضد اللاجئين"، وهو ما دفع بالبعض للقول بأن "غوغل" يتبنى موقفا مناوئا للاجئين، ويحاول التأثير على الرأي العام ضدهم.

وأشارت إلى أن فكرة استباق ما يبحث عنه المستخدم على محرك البحث، وتقديم اقتراحات له بصفة آلية؛ كانت مفيدة جدا للعديد من المستخدمين، وساعدت على تحسين الخدمات، ولكن المشاكل التي رافقتها كانت دائما مرتبطة بتقديم مقترحات مسيئة، أو غير لائقة.

وبينت المجلة أن خاصية تقديم المقترحات في "غوغل" تعتمد على مجموعة من الحسابات المتعلقة بما بحث الناس عنه سابقا، بمعنى أن الأشياء التي يقترحها علينا "غوغل" هي أكثر الأشياء التي بحث عنها الآخرون سابقا، وكلما ازداد عدد الباحثين عن جملة معينة؛ زادت إمكانية اقتراحها على المستخدمين، في محاولة لتسريع عملية البحث.

وقالت إن السؤال الذي طرح نفسه: "لماذا لا يقوم غوغل بحذف المقترحات غير اللائقة؟"، ونقلت إجابة متحدث من شركة غوغل عن هذا السؤال بالقول: "إن خاصية إكمال الجملة بشكل آلي؛ هي خدمة مبنية على التوقع، تساعد المستخدمين على الوصول بسرعة لما يبحثون عنه. ويتم تحديد المقترحات بشكل آلي بحسب عدد من العوامل، التي من بينها مدى شعبيتها، وعدد المرات التي تم فيها البحث عنها على الإنترنت، ويتم تجديد قواعد البيانات بشكل مستمر من أجل تحسين الخدمة، ولهذا فإن تلك المقترحات تتغير باستمرار".

وأضاف هذا المتحدث أن "فريقا من شركة غوغل يعكف على النظر في مسألة ظهور عبارة (ضد اللاجئين) على محرك البحث، وسيتم الإعلان عن ما توصل إليه، وإيضاح ما إذا كان ذلك مخالفا للسياسات الداخلية للشركة، كما أن المستخدمين الذين شعروا بالانزعاج من هذه المسألة؛ بإمكانهم تحرير شكاوى للشركة عبر رابط معين، واعتبار أن هذه المقترحات غير قانونية".

وأشارت المجلة إلى أن المستخدمين بإمكانهم معرفة عدد المرات التي تم فيها البحث عن كلمة معينة، عبر الدخول لموقع Google Trends، أو توجهات مستخدمي "غوغل"، ويمكن الحصول على تقارير وتحاليل معلومات حول الأشياء التي يبحث عنها الناس، ولكن المشكل هو أن الموقع لا يقدم أرقاما دقيقة، والإحصاءات المقدمة تكون مرتبطة بعيّنة محدودة في منطقة معينة من العالم خلال مساحة زمنية محددة، "وهذه الآلية تمكن من معرفة مدى شعبية ظاهرة معينة، وتحديد توجهات المجتمع، ولكن شركة غوغل لا تكشف كل ما لديها من معلومات، بل تقدم فقط معلومات عامة".

في المقابل؛ قالت المجلة إن محرك البحث لا يقدم فقط مقترحات سلبية للمستخدمين، ذلك أنه عند كتابة كلمة "لاجئين" يعرض عبارة "مساعدة اللاجئين"، وهو ما يمكن أن يشجع المستخدمين الذين يفكرون في مد يد العون للاجئين في بلدانهم.

وفي الختام؛ أوردت "بيلد" أن إدارة شركة غوغل، التي تعهدت بالنظر في مسألة ظهور عبارة "ضد اللاجئين" على محرك البحث؛ قامت في 26 شباط/ فبراير بإزالة هذه العبارة من قائمة المقترحات، وبالتالي يفترض أنها لم تعد تظهر للمستخدمين.

محرر الموقع : 2016 - 02 - 28