المرجعية العليا بالنجف تدعو البرلمان إلى الإسراع بإقرار القوانين المعطلة وتجدد طلبها في ان تحظى الحكومة القادمة بقبول وطني
    

دعا ممثل المرجع الديني الأعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني، اليوم الجمعة، مجلس النواب العراقي إلى الإسراع بإقرار القوانين المعطلة منذ الدورة البرلمانية الماضية خاصة قانون الموازنة الاتحادية، وكذلك تشكيل الحكومة وفق الفترة الدستورية المقررة مجددة طلبها في ان تحظى تلك الحكومة بقبول وطني.
وقال السيد احمد الصافي، خلال خطبة الجمعة الثانية في 4/شوال/1435هـ الموافق 1/8/2014م من مرقد الامام الحسين بن علي عليهما السلام وتابعته وكالة نون قال ما نصه "مع انقضاء عطلة العيد من المقرر ان يبدأ مجلس النواب بعمله وامامه مشاريع قوانين مهمة احدها مشروع قانون الميزانية لهذا العام الذي تأخر اقراره من الدورة البرلمانية السابقة وادى ذلك الى التأخير في إنجاز الكثير من المشاريع وتسبب في اضرار اقتصادية فادحة بالبلد..نأمل ان تتعاون الكتل السياسية في انجاز هذا القانون بما يراعي مصالح المواطنين بعيداً عن التجاذبات السياسية ومن اهم القوانين التي يجب الاسراع في اقرارها هو قانون المحكمة الاتحادية العليا وقد اُنجزت مسودته في الدولة السابقة الا بعض الامور الطفيفة ان هذا القانون يحظى بأهمية بالغة فإن من مهام المحكمة الاتحادية العليا بموجب المادة 90 من الدستور هو تفسير نصوص الدستور والفصل في المنازعات التي تقع بين الحكومة الاتحادية وحكومات الاقاليم والمحافظات واليوم يوجد هناك العديد من القضايا النزاعية بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان وكذلك بين الحكومات المحلية في المحافظات وبين الحكومة المركزية وقسم من هذه المنازعات يتعلّق بتفسير نصوص الدستور حيث يفسّر كل طرف النص الدستوري وفق ما يراه فلابد من الاسراع في اقرار قانون المحكمة الاتحادية العليا وتعيين اعضاء المحكمة لتبت في هذه القضايا وهذا احد مقتضيات الالتزام بالدستور وتطبيقه من دون انتقائية الذي يدعو الجميع اليه..
وفي الامر الثاني من الخطبة فقد بين السيد احمد الصافي بقوله "بقي اسبوع واحد من المهلة الدستورية لتكليف السيد رئيس الجمهورية مرشح الكتلة الاكبر عدداً لتشكيل الحكومة القادمة ويأمل الجميع ان يتم هذا الأمر في المدة المتبقية وفق الأُطر القانونية وقد مرّ التاكيد اكثر من مرة على ان الظروف الحرجة التي يمر بها العراق والتحديات الكبيرة التي يواجهها تحتّم ان تحظى الحكومة القادمة بقبول وطني واسع لتتمكن بالتعاون من الكتل الرئيسة في مجلس النواب من وضع وتنفيذ الخطط الضرورية لمواجهة الازمات التي تعصف بالبلد "
واضاف "ايها الاخوة اننا نأمل ان يدرك الجميع مدى خطورة الوضع الراهن وان تعي القيادات السياسية حجم المسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم في العبور بالبلد الى شاطئ الامان فلا يرتضي أي واحد منهم لنفسه ان يكون عائقاً امام تحقق التوافق الوطني لإدارة البلد في المرحلة القادمة وفق اسس سليمة بعيداً عن المحسوبيات والمحاصصات غير الصحيحة"

اما الامر الثالث من نص الخطبة فاوضح ممثل المرجع الديني الأعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني بما نصه "قبل ايام قامت عصابات داعش التي تسيطر على اجزاء من البلد ومنها مدينة الموصل الحدباء بهدم العديد من المساجد والمقامات والمراقد الدينية ومن اهمها مسجد النبي يونس (عليه السلام) وسط ذهول ودهشة العالم بأجمعه من المستوى الذي بلغته هذه العصابات في البُعد عن المعايير الانسانية والاسلامية"..
موضحا "ان هذه الممارسات المستنكرة تؤكد مرة اخرى مدى الحاجة الى تعاون المجتمع الدولي مع الحكومة العراقية لمواجهة هذه العصابات التي تشكل خطراً لا على العراق والمنطقة فقط بل على جميع العالم "
ودعا السيد احمد الصافي الى رفع مستوى اداء القوات البرية والجوية وطيران الجيش في مقاتلة المجاميع الارهابية كونهم يتحملون المسؤولية الوطنية والاخلاقية والتاريخية بقوله "لا يخفى على الجميع ان القوات البرية والجوية وطيران الجيش يقاتلون المجاميع الارهابية في اماكن متعددة من البلد لغرض تطهير بلادنا الحبيبة من شرورهم وهم بذلك يتحملون مسؤوليتهم الوطنية والاخلاقية والتاريخية في الدفاع عن البلاد وهي مسؤولية تقتضي ان يرتفع مستوى اداءها الى اعلى حالة من الشجاعة ورباطة الجأش والبسالة والدقّة في الأهداف والهمّة في ملاحقة العدو وتوقي الحذر الشديد من ان يصاب أي مدني بسوء مهما كانت طائفته او انتماءه السياسي"
وكالة نون خاص.

محرر الموقع : 2014 - 08 - 01