ممثل المرجع السيستاني: لا قيمة لأي مكسب سياسي إزاء ما يتعرض له الشعب من خسائر فادحة،والاصرار على التشبث بالمواقع خطأ فظيع
    
اعتبرت المرجعية الدينية العليا ان الاصرار على التشبث بالمواقع والمناصب مهما ترتب على ذلك من آثار سلبية على البلد خطأ فظيع يجب ان يتجنبه أي سياسي يشعر ولو بقدر ضئيل من المسؤولية امام شعبه،داعية القوى السياسية توحيد مواقفها والعمل وفق رؤية موحدة لإدارة البلد مع مراعاة حقوق جميع المواطنين من اجل العمل المشترك لوقف تمدد العصابات التكفيرية الى مناطق اخرى ثم القضاء عليها و طردها من العراق.
وادان ممثل المرجعية الدينية العليا بالنجف الاشرف الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 11/شوال/1435هـ الموافق 8/8/2014م وباشد العبارات كل ما ارتكبته عصابة داعش من اعمال ارهابية من قتل وسبي وتهجير وترويع بحق المواطنين العراقيين ولا سيما من الاقليات الدينية و القومية بقوله "في الايام القليلة الماضية تمدد ارهابيو داعش الى مناطق اخرى من محافظة نينوى وسيطروا على عدد من المدن التي معظم سكانها من المواطنين الايزيديين والمسيحيين والشبك فقتلوا الكثير من الرجال وسبوا العديد من النساء وتسببوا في نزوح عشرات الالاف من العوائل وبعضهم لا يزالون محاصرين في الجبال يعانون من الجوع والعطش وقضى العشرات من اطفالهم بسبب ذلك في مشاهد مروعة تقرح القلوب وتجري الدموع.
واضاف لقد قام الارهابيون بالاضافة الى ذلك بهدم العديد من المراكز الدينية لمختلف الاديان والطوائف ودمروا ما نالته ايديهم من تراث المسلمين والمسيحيين والايزيديين.،موضحا اننا في الوقت الذي ندين ونشجب فيه بأشد العبارات كل ما ارتكبته عصابة داعش من اعمال ارهابية من قتل وسبي وتهجير وترويع بحق المواطنين العراقيين ولا سيما من الاقليات الدينية و القومية فإننا نؤكد على ما سبق ان بيناه في خطب سابقة من ان هذه العصابة الارهابية تستهدف جميع محافظات ومدن العراق و جميع قومياته واديانه ومذاهبه ولا يقف خطرها واجرامها عند طائفة او قومية معينة...فلا يتوهم البعض انه سيكون بمنأى من اعتداءاتها وتجاوزاتها اذا لم تتعرض له اليوم فإنها تريد ان تقضم الجميع ولكن على مراحل..
وتابع الشيخ الكربلائي لقد ثبت بالفعل من خلال ما قامت به هذه العصابة في الايام الماضية من التمدد الى مناطق قريبة من اربيل..داعيا جميع العراقيين ان يوحدوا صفوفهم ويكثفوا جهودهم في مواجهة هذا الخطر الكبير الذي يهدد حاضرهم ومستقبلهم..وليعلم كل الاطراف السياسية ان التنازع والتناحر والاختلاف بينها – الذي لا اساس له في كثير من الاحيان الا بعض المصالح الشخصية او الطائفية او القومية- قد تسبب في إضعاف الجميع وفسح المجال للارهابيين لأن يطمعوا في العراق وشعبه ومن هنا فقد آن الاوان لكي يتنبه الجميع الى ان من اهم الشروط المطلوبة لوقف تمدد هذه العصابة الى مناطق اخرى ثم القضاء عليها و طردها من العراق هو توحيد القوى السياسية لمواقفها والعمل وفق رؤية موحدة لإدارة البلد تراعى فيها حقوق جميع المواطنين وتحدد واجباتهم على قدم المساواة بلا اختلاف بين قومياتهم واديانهم ومذاهبهم..وليعلم البعض انه لا قيمة لأي مكسب يتوقع حصوله عليه من وراء الاصرار على مواقفه المثيرة للاختلاف والتنازع بإزاء ما يتعرض له الشعب العراقي بأجمعه من خسائر فادحة مع تمدد هذه العصابة المجرمة.
وبين ممثل المرجعية العليا خلال خطبته الثانية ان تزايد مخاطر وجرائم الارهابيين الغرباء بحق جميع فئات الشعب العراقي وطوائفه ودياناته وقومياته يتطلب من الجهات القادرة والفاعلة في المجتمع الدولي اتخاذ مواقف عملية حاسمة تتناسب وحجم الخطر الذي اخذ يزحف الى مناطق اخرى من العراق – بل صرح بعض قادة الجماعات الارهابية انهم يستهدفون دولا ً اخرى في المنطقة وما جرى في بعض مناطق لبنان دليل ميداني على ذلك وبالتالي فان المأساة الانسانية للنازحين يمكن ان تتفاقم الى اضعاف ما هو موجود حالياً – ولا يكفي مجرد بيانات الادانة والمواساة لمواطني هذه المناطق المنكوبة او ارسال بعض المساعدات الانسانية بل يجب بالتعاون مع الحكومة العراقية من وضع خطط محكمة لمقابلة الارهابيين و القضاء عليهم قبل ان تتوسع جرائمهم وتنال ابرياء آخرين..
وطالب سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الدبلوماسية العراقية ان تتحرك بفاعلية وجدية نحو المنظمات الدولية وشعوب العالم لوضعهم امام الصورة المأساوية لجرائم هؤلاء الارهابيين والضغط على الدول التي يمكن ان يكون لها دور مؤثر من اجل اتخاذ موقف مساند وعملي للشعب العراقي حتى يتمكن من ايقاف زحف هذه العصابات.
ونبه الكربلائي على ان الاصرار على التشبث بالموقع مهما ترتب على ذلك من آثار سلبية على البلد خطأ فظيع يجب ان يتجنبه أي سياسي يشعر ولو بقدر ضئيل من المسؤولية امام شعبه. بقوله "متزامناً مع جرائم داعش وتمددها الى مناطق اخرى والصور المروعة لمأساة النازحين يستمر التنازع والاختلاف بشأن منصب رئيس مجلس الوزراء وقد تم تمديد المهلة لثلاثة ايام اخرى عسى ان يحصل الاتفاق بين الاطراف المعنية بشأنه.".
واضاف "اننا في الوقت الذي نؤكد فيه على ضرورة ان تحظى الحكومة الجديدة بقبول وطني واسع.. نناشد كل المرشحين ان يراقبوا الله تعالى وينظروا الى مصلحة الشعب العراقي المظلوم و يفسحوا المجال لمن يكون منهم هو الاكفأ والاقدر على جمع الكلمة والعمل مع القيادات السياسية لبقية المكونات في حل ازمات البلد المستعصية.،.مبينا ان الاصرار على التشبث بالموقع مهما ترتب على ذلك من آثار سلبية على البلد خطأ فظيع يجب ان يتجنبه أي سياسي يشعر ولو بقدر ضئيل من المسؤولية امام شعبه.
وكالة نون خاص

 

محرر الموقع : 2014 - 08 - 08