ممثل المرجع السيستاني يدعو لضرورة الاسراع بتشكيل حكومة يشعر الجميع بأنهم مشاركون فيها ويحذر من تجريب المجرب
    

دعت المرجعية الدينية العليا الجمعة، الكتل السياسية الى فسح المجال لمن تتوفر فيه معايير الكفاءة والنزاهة والشجاعة في الترشح للمناصب الوزارية، فيما حذرت بأن "من جرب المجرب حلت به الندامة". مجددة تاكيدها على ضرورة ان تكون الاولوية دائماً هي وحدة العراق وان تكون جميع المكونات يداً واحدة متماسكة العرى ومتيقظةً وتستشعر الخطر الحقيقي المتربص بالعراق وشعبه.
وتطرق ممثل المرجعية في كربلاء السيد احمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني اليوم 2/ذي القعدة/1435هـ الموافق 29/8/2014م ثلاثة امور الاول منها قوله 
"لقد ذكرنا سابقاً بعض الامور التي تتعلق بالاخوة النازحين الذين اضطروا الى ترك ديارهم ومنازلهم بسبب الاعتداءات الارهابية الوحشية على ايدي عصابة داعش الاجرامية واكدنا على ضرورة تحمل مسؤولية هذا الموضوع من قبل الحكومة ووضع حلول جدّية لهذه المشكلة الانسانية وبذل اقصى ما يمكن لارجاع هؤلاء الاخوة الى مناطقهم معززين مكرمين ولأن حالت الظروف الفعلية عن ذلك بسبب استمرار سيطرة هذه العصابات على مناطقهم فإن ذلك لا يعني ترك بعض الحقوق الآنية للاخوة التي لا تحتاج الى جهد كبير من قبيل توفير الفرص الدراسية لطلبتنا الاعزاء وفي جميع المراحل الدراسية وقبولهم في المدارس والمعاهد والكليات الموجودة في المحافظات والمناطق التي نزحوا اليها 
واضاف الصافي لا ينبغي ان يحرم النازحون من التعليم بعد ان حرموا من الاستقرار في مناطقهم،داعيا الى توفير الفرص الوظيفية بالنسبة الى الاخوة الذين حرموا من خدمة بلدهم في مناطقهم فلابد ان تتهيأ لهم نفس الفرصة ويؤمن لهم هذا الحق من العيش الكريم الى ان يعودوا الى مناطقهم قريباً بإذن الله تعالى..
اما في الامر الثاني فقد اوضح السيد احمد الصافي بقوله "لا زالت المشاورات قائمة بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة وعرضها على مجلس النواب لمنحها الثقة مشيرا الى ضرورة التعجيل والاسراع بتشكيل حكومة وطنية يشعر جميع المكونات بأنهم مشاركون وممثلون فيها ضمن معايير وضوابط صحيحة مبنية على اساس خدمة البلد كلّ البلد،حيث يجب ان تكون الحكومة القادمة تحمل رؤية واضحة في تشخيص المشاكل الحالية والمستقبلية الخدمية والامنية والاقتصادية وغيرها وتمتلك الحلول المناسبة لكل مشكلة من خلال نظام داخلي يحدد عمل الحكومة ويوضح الصلاحيات ويوزعها والعمل بروح الفريق الواحد المنسجم "
واضاف الصافي انه ومن هذا المنطلق لابد من التأكيد على ضرورة ان تكون هناك دقّة في اختيار الاشخاص الكفوؤين الذين لهم القدرة والقابلية على اختزال الوقت من خلال سرعة استيعاب المشكلة والتفاعل معها والسعي لايجاد الحل لها وان يكون الشخص بمستوى تحمّل المسؤولية الملقاة اليه بحيث لو لم يوفق للعمل لسبب او لآخر فإنه يمتلك الشجاعة للاعتذار عن الاستمرار في تحمّل المسؤولية 
وحثت المرجعية خلال خطبة الجمعة الكيانات السياسية المشاركة في الحكومة ان لا تجازف بإعطاء المواقع الوزارية او غيرها لمن لم يقدّم خلال الفترات السابقة خدمة للشعب بل تفسح المجال لمن تتوفر فيه المعايير السابقة فإنه من جرّب المجرّب حلّت فيه الندامة.
اما فيما يخص الامر الثالث من ما طرحته المرجعية العليا في خطبة الجمعة اليوم فقد جدد السيد احمد الصافي تاكيده على ضرورة ان تكون الاولوية دائماً هي وحدة العراق وعدم التفريط بهذا المبدأ الاساس وهذا يستدعي ان تكون جميع المكونات يداً واحدة متماسكة العرى ومتيقظة دائماً وتستشعر الخطر الحقيقي المتربص بنا وهو خطر الارهاب وتتصدى له بكل الامكانات المتاحة والوقوف بوجهه ان ثقتنا بشعبنا الصابر الأبي كبيرة في تجاوز الازمة وقدرته على دحر الارهاب ورفض الباطل..مختتما بدعواه بان يحفظ الله الشعب العراقي من كل سوء ودفع عنه شرور الاعادي انه سميع الدعاء..
وكالة نون خاص

محرر الموقع : 2014 - 08 - 29