تأبين الشيخ الآصفي في الذكرى السنوية الاولى لرحيله في لندن
    

جواد كاظم الخالصي

 

أقامت رابطة الشباب المسلم في المملكة المتحدة حفلا تأبينيا بمناسبة الذكرى السنوية الاولى على رحيل المفكر والمجاهد آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي وذلك يوم السبت 21/5/2016 على قاعة مؤسسة دار الاسلام حضره العديد من العلماء والاكاديميين وابناء الجالية العراقية وغيرهم من الجاليات الاخرى وكان من بين الحضور ضيوفا من العراق وتونس والجزائر والمغرب والبحرين وقد أدار الحفل الاعلامي جواد كاظم الخالصي وتحدث فيه كل من الشيخ الدكتور خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق والدكتور علي الأوسي رئيس المركز الاسلامي في لندن والسيد حسين بركة الشامي رئيس مؤسسة دار الاسلام في كل من لندن والعراق وقصيدة شعر للدكتور حسين الركابي وقصيدة اخرى للدكتور سليمان الخطيب .

 

حيث ابتدأ الحفل بقراءة القرآن الكريم من قبل السيد ابو طه الياسري ثم تطرق الخالصي قائلا ان رحيلك ياسيدي كان بلا استئذان رغم انها ارادة الباري تعالى  ولو كان الخيار لنا لما استطعنا ان نتجرّأ بقول مفردة الوداع.

لأنك فينا كما الروح من الجسد ، تعلمنا منك كيف نتربى ونربّي غيرنا ، تعلمنا منك كيف ان الثبات على المبدأ قضية لازمة وراسخة في الضمير ....

أيها الراحل منذ عام كأنك بالأمس فقدناك لأن آثارك في حياتنا ما زالت فينا تأخذ مأخذها .

 

اتذكرك رائحةً يفوح عطرها بالورع والتقوى والزهد وقوة العقيدة ، أتذكرك موسوعة جهادية اقتدت بها كل رقاب الدعاة الأطهار التي تعلقت على مشانق البعث الكافر وهي تخطُ الحروف الاولى لحياة الحرية في عراقنا الجريح والذي ما زال ينزف لأن خفافيش البعث ما زالت تعبث فيه.

ثم أعطى الحديث الى الدكتور علي الأوسي ليتحدث عن البعد الموضوعي في تفسير القرآن الكريم الذي كان يبحث فيه الشيخ الفقيد واعتبر ان القرآن هو لبناء الانسان ولابد من من الوقوف عند نقاط أساسية في محطات علمية مهمة في حياة الشيخ الاصفي الذي يحتاج الى بحوث ودراسات في فكره كي نفكك الكثير  من مآثره العلمية ونضعها على طاولة البحث .

ثم اعتلى المنصة الشاعر الدكتور سليمان الخطيب مستذكرا الفقيد بأبيات شعرية عن حياته قائلا:

ترابيُّ الشمائلِ فاطميٌّ

حسينيُّ الجبلّةِ لايروبُ

وفي طغرائهِ سيماءُ عبدٍ

لربهِ، مِن بني التقوى، ربيبُ

ومِن حسناتِه غضٌّ خصيبٌ

ولكنْ مِن نقائضها جديبُ

غنيُّ السعيِ للأخرى نقيٌّ

ولكنْ مِنْ غنى الدنيا سليبُ

عليك محمدٌ مِنّا سلامٌ

فأنت عن الخواطرِ لاتغيبُ

وكان للوحدة الاسلامية دورها الكبير في هذا الحفل التأبيني وهي محطة من محطات حياة الشيخ في مسيرته الاسلامية والتي تطرق فيها سماحة الشيخ الدكتور خالد الملا الى مواقف الفقيد الكثيرة في الوضع العراقي على وجه التحديد في الكثير من المؤتمرات واللقاءات التي تعزز وحدة ابناء الشعب العراقي بكل أطيافهم وانه كان رحمه الله يحاول ان يجمع الشمل ويضفي حالة الوحدة والاخوة مؤكدا في كلمته على أننا فقدنا هذا الشيخ الجليل وان العراق اليوم بأمس الحاجة اليه لما يمر به من تمزيق وتشتت وحالات الانقسام.

 

ثم عدنا الى واحدة الشعر ليستذكر الدكتور حسين الركابي في قصيدته  الخير الذي تمثل في حياة الشيخ الآصفي قائلا :

 رَفَلَ الخَيرُ في تُرابِ المَسيرِ         غَيرَ مُستَشعِرٍ رُجوعَ الهَجيرِ

       ذَهَبَ الخيرُ مُطرِقاً غَيْرَ لَمْحٍ           للشَتاتِ المُفاتِ جارٍ سَتيرِ

      قَضّهُ أنْ يُذَلَ عَوزاً كَريمٌ،              فَقَدَ الحَقْلَ في الهُطولِ الغَزيرِ

        وكان مسك الختام مع سماحة السيد حسين الشامي رفيق درب الشيخ الآصفي والذي تطرق فيه الى جوانب عدة من حياته وما عايشه معه خلال فترة أكثر من ثلاثين عاما تنوعت ما بين الانسانية والعلمية والجهادية والاجتماعية فكان مثالا للورع والتقوى والمحبة للاخرين والحرص على الالتزام بأخلاق أهل البيت عليهم السلام التي كانت مثالا حيّا في حياة الشيخ الفقيد الآصفي رحمه الله .

 

هذا الكم الهائل من المعلومات التي طرحها السيد الشامي كانت مدونة في كتاب له ألّفه عن الفقيد بعنوان (محمد مهدي الآصفي المفكّر الداعية والانسان) والذي كان مطلعها هذه الأبيات من الشعر :

وكيف أقول وداعا

وعيناك بيتي

وكيف أقول وداعا  ....

ويوم رحيلك ... موتي

سأبقى أصلّي

مع الفجر شوقاً

لعلك في الحلم تأتي      

محرر الموقع : 2016 - 05 - 22