الكويت تعلن بدء المفاوضات بین إیران وأمریکا، والعراق يتحرك وظريف ينفي الاتصال مع بومبيو
    

أعلن الكويت، عن بدء المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى وجود تحرك واتصالات في هذا الاطار، کما اكدت لجنة العلاقات الخارجية ان جولة برهم صالح الى السعودية وتركيا تأتي في اطار قرار الرئاسات الثلاث للتحرك السريع والجدي للمساهمة بنزع فتيل الحرب بين طهران وواشنطن، فیما رفض وزير الخارجية الايراني اي احتمال للاتصال هاتفيا مع نظيره الاميركي مايك بومبيو.

وقال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله إنه “على ما يبدو ان المفاوضات بين الطرفين ( أميركا وإيران) قد بدأت فهناك تحرك واتصالات”، مستشهدا بزيارة وزير الخارجية العماني بن علوي لطهران، مضیفا أن “الكويت لديها الثقة في ان تسود الحكمة والعقل وان يكون الهدوء هو سيد الموقف والا يكون هناك صدام في المنطقة”، لافتا الي ان “تلك الثقة تستمد من التصريحات حيث ابدى الجانبان الاميركي والايراني عدم رغبتهما في الحرب، وبالتالي نحن ضمن هذه الدائرة نعتقد ان هناك ما يدعو للامل والتفاؤل في ان تكون هناك سيطرة بما لا يشكل خطورة او تهديد لامن المنطقة”.

وتابع، أن “وضع المنطقة حساس وبالغ الخطورة وان هناك تطورات متسارعة تنبئ عن تداعيات نتمنى ألا تكون خطيرة”، مبينا أنه “يجب ان نكون في منتهى الحيطة والحذر من تسارع وتيرة الاحداث في المنطقة”.

من جهته اكد عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب النائب عامر الفايز, ان جولة رئيس الجمهورية برهم صالح الى السعودية وتركيا تأتي في اطار قرار الرئاسات الثلاث للتحرك السريع والجدي للمساهمة بنزع فتيل الحرب بين طهران وواشنطن, مبينة أن العراق اصبح مركز استقطاب اقليمي ودولي، مشیرا إن “ العراق اليوم يعد من اهم الدول تاثيرا على طهران وواشنطن لتقريب وجهات النظر ونزع فتيل الحرب بينهما ولذلك فان التحرك الدبلوماسي العراقي على مستوى الرئاسات الثلاث هو قرار سياسي يمثل وجهة نظر جميع الكتل السياسية العراقية”.

کما أكد النائب عن تحالف البناء محمد كريم، إن “الحكومة العراقية تمتلك علاقات دبلوماسية جيدة مع واشنطن وطهران وقادرة على استغلالها في نزع فتيل أزمة الحرب”، لافتا إلى إن “الجانب الإيراني رافض للجلوس والتفاوض مع واشنطن كونها انسحبت من الاتفاق النووي دون مبرر ، ووساطة العراق ستكون بمثابة قناة الوصول بين الطرفين في حل النزاع”، مرجحا “انضمام السعودية لتحركات العراق الهادفة لدفع الحرب بين طهران وواشنطن كونها غير راغبة باندلاع الحرب لأسباب اقتصادية”.

هذا وبين المحلل السياسي عباس العرداوي “الجانب الاميركي لم يتمكن من الزام العراق بالالتزام بالعقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية، خاصة انها تدرك جيداً ان العراق لن يلتزم وسيواصل استيراد الطاقة من ايران”، لافتا ان “بومبيو وخلال زيارته الاخيرة الى العراق، طلب من الرئاسة العراقية التوسط وسحب ايران الى طاولة المفاوضات، حيث بدأ العراق بهذه المفاوضات من خلال لجنتين احدهما تذهب الى واشنطن والاخرى الى طهران من اجل حلحلة الامور وعدم جر المنطقة الى الحرب”.

بدوره قال  وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف انه وفي ظل الاوضاع الراهنة التي خلقتها الادارة الاميركية، فلا امكانية للحل السهل والسريع لحادث كاعتقال العناصر العشرة للقوة البحرية الاميركية من قبل ايران في مياهها الاقليمية (عام 2016) فیما لو وقع مرة اخرى.

وفي الرد على سؤال للوكالة حول مدى امكانية الحل السريع للازمات المحتملة بين ايران واميركا، قال وزير الخارجية الايراني: كلا، كيف يمكن الحيلولة دون وقوعها ؟، وحول احتمال اجراء اتصال هاتفي بينه وبين بومبيو قال: ان بومبيو كلما يتحدث عن ايران، يسيء لي، فلماذا ينبغي ان ارد على اتصاله الهاتفي ؟ .

في السياق حذر قائد مقر خاتم الانبياء (ص) التابع للحرس الثوري اللواء غلام علي رشيد الاعداء من مغبة الوقوع في أي خطأ في حساباتهم ازاء قوة الشعب الايراني لأن ذلك سيكلفهم ثمنا باهظا، موضحا إنه مع تكاتف شعوب المنطقة تبلورت قوى شعبية ودفاعية وهو ماساهم في ايجاد قوة ردعية لايران في مواجهة الحروب الاحتمالية المستقبلية، معتبرا أن غضب الاميركيين المعتدين والكيان الاسرائيلي الغاصب من النفوذ الاقليمي لايران ناجم عن هذا التدبير والاستراتيجية حيث إنها تمتلك كلا العنصرين في الردع.

الی ذلك اكد سفير ومندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية في منظمة الامم المتحدة مجيد تخت روانجي بان ايران لا ترغب بالحرب في المنطقة، لا مع اميركا ولا مع اي دولة اخرى، لكنها ستتصدى بقوة لاي عدوان عليها، لافتا الى فشل سياسة الادارة الاميركية المتمثلة في فرض الحد الاقصى من الضغوط على ايران، مبینا الى عدم تمديد اميركا الاعفاءات لواردات النفط الايراني يوم 2 ايار /مايو واعتبر هذا القرار خطوة اخرى في سياق الحرب الاقتصادية الاميركية ضد ايران وقال، ان سياسة “الحد الاقصى من الضغوط” تهدف الى ضرب الاقتصاد الايراني وارغام ايران على الدخول في مفاوضات وفق شروط الولايات المتحدة لابرام معاهدة جديدة تكون بديلا عن الاتفاق المبرم عام 2015 مع حكومة اوباما والقوى العالمية الخمس الكبرى.

من جانبه حذر وزير النفط ثامر الغضبان، من اغلاق مضيق هرمز نتيجة الأزمة بين واشنطن وطهران، مشيرا الى أن اغلاقه سيكون له تأثير على العراق والدول التي تنطلق صادراتها النفطية منه، مضیفا إن “وزارة النفط وضمن عملها الاستباقي فهي تضع جميع الاحتمالات للتهيئ بحالات الطوارئ”، مبينا ان “مايهمنا ان نكون جاهزين ومع بداية فصل الصيف لنكون بوضع افضل، وهو فعليا ما حصل ويحصل حيث ان وضعنا فيما يخص انتاج الغاز وتجهيزه الى محطات توليد الطاقة الكهربائية ومحطات الوقود السائل وتحديدا زيت الغاز هو افضل بكثير عما كنا عليه بنفس التاريخ من العام الماضي”.

محرر الموقع : 2019 - 05 - 25