المرجع السيستاني يحذر من التدخل الخارجي بالسيادة العراقية بدوافع معينة ويدعو لزيادة الوجود العسكري في أماكن الصراع مع الإرهابيين
    

حذرت المرجعية الدينية العليا اليوم الجمعة، القادة السياسيين من أي محاولة للتدخل في الشؤون السيادية العراقية، فيما دعت الى زيادة الوجود العسكري في أماكن الصراع مع الإرهابيين.
وتطرق ممثل المرجع السيستاني السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 15/ذي الحجة/1435هـ الموافق 10/10/2014م في ثلاث امور مهمة الامر الاول ما نصه "ذكرنا في الخطب السابقة ان الخطر الحقيقي الذي يهدد بلدنا هو الارهاب والارهابيون وان التصدي له هو مسؤولية الجميع لأن المستهدف هو الجميع ونؤكد هنا ان القوات الامنية بكل تشكيلاتها مع ابنائنا المتطوعين هم الذراع الضاربة للشعب ضد الارهابيين والمحامي عن العراق في مقابل هجماتهم الشرسة وعليها اليوم مسؤولية تاريخية ووطنية واخلاقية فالإخفاق لا قدر الله غير مسموح به اطلاقا وعليه فلابد من زيادة الوجود العسكري في اماكن الصراع مع الارهابيين وتهيئة جميع الامكانات والحضور الميداني من قبل القادة المهنيين الكفوؤين وبث الروح القتالية والبطولية في نفوس المقاتلين الشجعان حتى تنجلي هذه الغمة التي ابتلينا بها..
ودعا الصافي الى التجهيز بالعدة العسكرية اللازمة لإدامة المعركة وتوفير المستلزمات الضرورية من مأكل ومشرب وسهولة التواصل بين القيادات العسكرية وما يحدث على الارض كل ذلك من مبادئ الحالة العسكرية الناجحة داعيا الى.. ان تخضع جميع المواقف اليومية لتقييم موضوعي توزن فيه الحالة الفعلية لطبيعة المعركة فتعزز المواقف الايجابية وتعالج المواقف السلبية مع ملاحظة ان توفير مستلزمات النجاح في المعركة مع الارهاب هو من مسؤولية الحكومة في الدرجة الاساس وعليها بذل اقصى الجهود في ذلك وليس من المعقول ان نسمع نداءات الاستغاثة يومياً من بعض القطعات بسبب قطع خطوط الامداد او قلة التجهيزات او التموين..
كما دعا الصافي الى ضرورة الاهتمام ايضاً بالدور الوطني الذي تقوم به بعض العشائر في التصدي للإرهاب والسعي لطرده وهو دور مشرّف يحتاج الى دعم متواصل من قبل الحكومة.
واما في الامر الثاني من الخطبة التي القيت في الصحن الحسيني الشريف في كربلاء المقدسة وحضرتها وكالة نون الخبرية فقال ممثل المرجع السيستاني ما نصه "على القادة السياسيين المتصدين ان يوحّدوا كلمتهم ومواقفهم في الامور الخطيرة التي يمر بها البلد وليكونوا على حذر تام من أي محاولة للتدخل في الشؤون السيادية بدوافع معينة.. ففي الوقت الذي يهدد الارهاب المجتمع الدولي بأسره و يحاول ان يتمدد ما استطاع الى ذلك سبيلا ويحصل على موطأ قدم هنا وهناك الا ان هذا لا يعني التدخل السلبي في شؤون البلد ولا يصح ان يستجاب لبعض الذرائع في المساس بسيادته..
ودعا الصافي الحكومة العراقية الاستفادة من جميع الامكانات المتاحة عبر علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة في سد ما يوجد من نقص في المفاصل الامنية المختلفة ولكن مع المحافظة على كون القرار عراقيا في جميع ذلك وهذا يتطلب مد جسور الثقة بين الفرقاء السياسيين والسعي الجاد من قبلهم لتوحيد المواقف من اجل المحافظة على وحدة البلد وسيادته."
اما ما يخص الامر الثالث والاخير فقد تحدث السيد احمد الصافي."لقد ذكرنا سابقا بما يتعلق بالاخوة النازحين ونؤكد القول ان على الحكومة الاسراع في توفير اماكن مناسبة للنازحين ولاسيما ان البعض منهم سكنوا في المدارس والحسينيات وامثالها.. واصبحوا يُطالَبونَ بإخلائها لحلول الموسم الدراسي واقتراب موسم عاشوراء.،داعيا.الدولة ان تعطي هذا الموضوع اولوية وحسب علمنا ان هناك مبالغ معتدٌ بها قد صُرفت لذلك وان موسم الشتاء على الابواب فلابد ان تُتخذّ خطوات جادة في ذلك..مشيرا الى ان كلمات (سوف وسنفعل وسنناقش).. هذا المعنى لا يجدي ما لم يتم الفعل على الارض..وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ودفع الله عن بلدنا كل سوء..

محرر الموقع : 2014 - 10 - 10