ممثل المرجعية يحذر من خطر بطالة الشباب ويطالب بفتح بعض الأبواب الموصدة أمامهم
    

 حذر ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء، السيد أحمد الصافي، الجمعة، من “مرض” يهدد المجتمع العراقي قد يؤدي إلى “ما لا يحمد عقباه”، مطالبا الجهات المسؤولة بإيجاد حلول جذرية له وفتح بعض الأبواب الموصدة أمام الشباب.

وقال السيد الصافي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف في كربلاء المقدسة أن “من الأمراض التي قد تسبب مشاكل شخصية أو اجتماعية وقد تتوسع شيئا فشيئا بسبب طبيعة هذه الحالة وهي حالة الفراغ”.

وتابع بالقول أن: الفراغ يعني أن الإنسان غير مشغول ظاهرا بعمل سواء أكان فراغا روحيا أو بدنياً، ويشعر حالة من حالات أشبه بالضياع وهذا الفراغ له مناشئ وله علاج ولا نتحدث عن الفراغ الروحي بالمعنى الديني وحديثنا يتعلق بضياع الهدف والشعور بالفراغ لسبب أو لآخر خاصة عندما تكثر المشاكل ونبحث عن بعض جذور المشاكل نجد أن هناك حالة من عدم الشعور بأي مسؤولية ناشئة من فراغ ما أوجبت هذه المشكلة”.

وأضاف السيد الصافي أن “الفراغ  له مردودات سلبية عند الإنسان، وبالنتيجة يرى أن وقته بدأ يتبدد بلا ثمرة، وعادة ما تحذر الجهات المسؤولة من هذه الحالة أي من بقاء الفراغ إلى آماد طويلة”، مؤكدا أن”الفراغ غير محبب شرعاً، أن يبقى الإنسان بلا عمل، كما أن الفراغ فيه مشاكل للمجتمعات والدول التي تحاول أن توجد مساحات من العمل حتى لا يبقى الفراغ عند أبنائها وذلك شعور منها لمشاكل الفراغ وكل مشكلة إذا لم تحل تبقى وتكبر وتولد مشاكل أخرى”.

وبين ممثل المرجعية أن “مقتضى حرص الإنسان على نفسه وعلى أبناء جلدته أن يبين مفاسد هذه الحالة، فالفراغ فيه حالة من ضياع الهدف وإذا كان عند بعض الفئات الشبابية التي تشعر أنها تريد أن تعمل ولديها طاقة وتريد إفراغها بعمل ما ثم لا تجد إلى ذلك سبيلا وهذا الفراغ غير المشغول سيؤدي إلى عمل لا يحمد عقباه”.

وحذر السيد الصافي “من الكسل فإن الإنسان سيتحول خلالها من حالة الضياع إلى حالة الإدمان وإذا كان عنده فراغ وليس لديه عمل فيحاول أن يكسب من طريق غير شرعي وإفراغ الطاقة بأمور أخرى قد تضر نفسه وتضر المجتمع”.

وأشار إلى أن “هناك شباب ناضج وليس من أرباب السوابق ولكنه ذهب إلى طرائق شتى وبدأ شبابه بالضياع وسببه الفراغ وهو عملية مدمرة”، مضيفا أن “الإنسان متعود على الإنتاج فكيف إذا كانت نسبة الفراغ لدينا كبيرة وهذا جزء من المجتمع وقطعا لابد أن تحل”.

وشدد خطيب جمعة كربلاء بالقول: “على الجهات المعنية التي تعرف تكليفها أن تستوعب الناس الذين يعيشون حالة الفراغ التي تؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها وعليها أن تؤشر إلى وجود حالة حقيقية ومؤلمة في نفس الوقت وأن تتصدى لاستيعاب من يعيش حالة الفراغ”.

وحث السيد الصافي أن “من يعيش الفراغ أن يشغل نفسه ويبتعد عن أمور خيالية وعدم التكييف مع الفراغ كونه ضياع، ويجب أن لا يكون الإنسان أسيراً للفراغ فإنه سيشيع أكثر ولابد من الانتباه ولا يكون غافلا عن كثير من الأمراض التي توجد في هذه الحالة”، مؤكدا أن “الأمر يحتاج لحلول وعلاجات، فالشباب يشكون ويريدون الخلاص من حالة الفراغ فقد أنهوا دراستهم وبعض الأبواب الموصدة لابد من فتحها أمامهم”.

محرر الموقع : 2019 - 08 - 23