“مليونير-اللاجئين” تعبير جديد يدخل إلى الصحافة السويدية: أزمة اللاجئين تتحول إلى فرص لجني أموال طائلة
    

مليونير يعيش الرفاهية ويبيع المأساة، عنوان لتحقيق عن المليونير السويدي المعروف ليف إيفان كالسون نشرته صحيفة إكسبرسن المسائية، قبل أيام.

الصحيفة استخدمت تعبير Flyktingmiljonären أو “مليونير-اللاجئين” في وصف رجل الأعمال السويدي الذي جنى مئات الملايين من وراء أزمة اللاجئين، التقرير ألقى الضوء على حياة البذخ والرفاهية التي يعيشها “مليونير-اللاجئين” مقابل الحياة الصعبة والشاقة أحيانا التي يعيشها المئات من اللاجئين في مراكز اللجوء التي يتعهدها هذا المليونير.

أزمة اللاجئين الأخيرة لفتت انتباه العديد من رجال الأعمال إلى فرص جديدة لجني الأرباح السريعة، خاصة ممن يملكون الموارد، مثل ليف إيفان الذي ساعده حسه التجاري منذ صغره على كسب الكثير من المال، ليس فقط من خلال شركاته الخاصة، بل ايضا من استثماراته العقارية والتجارة في السيارات.

وأخيرا اتجهت نشاطاته في العمل على اللاجئين في السويد وتمكن في غضون سنتين من إرسال فواتير الى مصلحة الدولة لشؤون الهجرة بحوالي 140 مليون كرون خلال سنتين فقط كمبلغ اجمالي مقابل الخدمات التي يقدمها من خلال مراكز اللجوء التي يملكاها، هذا المبلغ الذي يتحمل دافعي الضرائب كلفته.
ليف إيفان يرفض التحدث عن اعماله هذه ويضيف قائلا “اهتموا بحياتكم الخاصة بدلا من الاهتمام بي وبهؤلاء الذين يكسبون المال”.

المقارنة بين السكن الذي يؤمنه “مليونير-اللاجئين” لمئات اللاجئين حسب عقده مع مصلحة الهجرة وبين السكن الذي يعيش به هو مع عائلته، مقارنة مع أنها غير منطقية إلا أنها قد تعطي صورة عن حجم الرفاهية التي يوفرها بيع المأساة، حسب تعبير الصحيفة.

المقارنة بين غرفة لا تزيد مساحتها عن 25 متر مربع يعيش فيها 7 اشخاص لاجئين يتزاحمون ويصطفون لدخول دورة المياه، وبين فيلا بمساحة 700 متر مربع ذات اطلالة ساحرة على بحيرة مالارين، بغرف نوم ملكية مع حمام وأرضية مضيئة مصنوعة من حجر الجرانيت النرويجي هي فقط للمقاربة الخيالية.

بدأ ليف ايفان كارلسون بكسب عشرات الملايين في عمله هذا قبل تقريبا عامين، الشيء الذي يرفض ليف التكلم عنه مكتفيا بالإجابة التالية “عملي في هذا المجال قليل جدا ولأنني لست ناشطا فيه بنفسي فأنا لا اعلم عدد اللاجئين في الكامبات التي أديرها، ولكن يجب على المرء ان يقدم يد المساعدة للمجتمع “. اما عند سؤاله عن كمية مكاسبه في هذا المجال وكيف هي ظروف المعيشة في كامبات اللاجئين فيرد قائلا بانه لا يعلم.

حاليا يقوم “مليونير اللاجئين” بإدارة شركتين لمراكز نزول اللاجئين تضم 672 فردا.

الصحيفة التقت عدد من هؤلاء الاشخاص في احدى هذه المراكز، أحدهم عبر عن الظروف الصعبة التي يعيشها بهذه الكلمات: “إن ظروف المعيشة صعبة جدا والمكان لا يصلح للسكن وانه بالكاد يسع الموجودين”.

يشكو اللاجئون ايضا من عدم توفر الخدمات الصحية والانسانية وعدم تمكنهم من القيام بأبسط اعمالهم اليومية مثل استخدام الحمامات، اذ انهم يضطرون الى الاصطفاف ليلا ونهارا لدخول دورة المياه. ويقول أحد اللاجئين “يسكن كل 7 اشخاص في غرفة مساحتها 25 متر مربع، لا يوجد فيها حمام ولهذا فإننا نضطر ان نشترك في حمام الممرات مع 30 شخص اخر”.

يضطر هؤلاء الاشخاص من مختلف الاعمار الى النوم على اسرة متسخة ومحاطة ببطانيات معلقة على أحبال للحصول على مكان مظلم نوعا ما. يتكلم أحد الشباب الموجودين عن شكواهم المهملة من قبل إدارة الكامب بخوف وتردد وهذا بسبب نفي عدد من اللاجئين ونقلهم الى مكان بعيد بعد ان اشتكوا الى أحد الصحف عن سوء حالتهم.

لزيادة ارباح شركاته قام ليف ايفان باستبدال الموظفين العاديين بمتدربين مبتدئين، الشيء الذي كشف عنه برنامج تلفزيوني، ولكن من جهته فلا يعتقد انه مخطئ في تصرفه هذا ويقول مدافعا عن نفسه بأن افعاله لا تستحق الانتقاد وان من يقومون بهذا هم الحاقدون.

تعبير “مليونير اللاجئين” لا ينطبق فقط على ليف إيفان كارلسون بل هناك عشرات الشركات والأشخاص الذين جنوا الملايين من وراء أزمة اللاجئين وهذه عينة منهم.
شركة Jokarjo AB مديرها المليونير المعروف بيرت كارلسون الذي أسس في بداية تسعينيات القرن الماضي حزبا معاديا للأجانب أرسل فاتورة بأكثر من 84 مليون كرون في عام واحد إلى مصلحة الهجرة من وراء أزمة اللاجئين

شركة Tofta snickeri AB أرسلت فاتورة بحوالي 41 مليون كرون، شركة Attendo وصلت فاتورتها إلى 47 مليون كرون، شركة Kulthammar AB أرسلت فاتورة 34 مليون كرون، شركة Amfa Finans AB 45.8 مليون كرون وهناك 5 شركات أخرى تجاوزت فواتير كل واحدة منها مبلغ 25 مليون كرون.

ليس من المعيب أو الممنوع أن تجني أي شركة أرباحا في السويد أو أي بلد آخر طالما أنها تلتزم بدفع الضرائب وبعدم ارتكاب مخالفات، ولكن السؤال هو هل فعلا كل هذه الشركات تلتزم بمعايير توفير الخدمات التي تطلبها مصلحة الهجرة والتي تتلقى الأموال مقابل تقديمها للاجئين؟ وهل فعلا يوجد مراقبة على ألا تعتمد هذه الشركات على التقنين والتوفير الجائر على حساب إنسانية اللاجئ؟ وكم منهم يبيع المأساة فعلا لكي يحصل على الرفاهية المفرطة؟

أسئلة برسم الإجابة ولعل التقارير المقبلة تكشف عن جزء منها، كل ما نتمناه ان يخفف عدد اللاجئين بهذه المراكز وينتقل الجميع إلى سكن أمن.

محرر الموقع : 2016 - 09 - 17