رئيس جماعة علماء العراق، يلتقي بممثلي المنظمات غير الحكومية في مجلس حقوق الانسان في المنظمة الدولية في جنيف ويقول: لقد كان لفتوى المرجعية دور كبير في اجهاض مخططات تنظيم داعش وخلق جو من التلاحم الوطني بعدما كان المخطط هو ان يتذابح العراقيون فيما بينهم
    

الدكتور خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق، يلتقي بممثلي المنظمات غير الحكومية في مجلس حقوق الانسان في المنظمة الدولية في جنيف ويقول:

  • ·        لقد كان لفتوى المرجعية دور كبير في اجهاض مخططات تنظيم داعش وخلق جو من التلاحم الوطني بعدما كان المخطط هو ان يتذابح العراقيون فيما بينهم
  • ·        لقد ارتكب تنظيم داعش من الفضائع مالم يُرتكب طيلة عقود من عمر الانسانية من قتل ونحر وتفجير وتحريق وتغريق وسلب واستباحة للمحرمات
  • ·        لقد قام تنظيم داعش بتدمير ممنهج للبنى التحتية للمناطق التي كانت خاضعة لهيمنته وسيطرته في صلاح الدين والانبار وديالى
  • ·        ان تنظيم داعش يتبع فلسفة تقوم على عزل العقل البشري واعادة تغذيته بالافكار الارهابية المتطرفة ما انتج جيلا جديدا من الارهابيين وخاصة من الفتيان والاطفال الذين غذاهم التظيم بالفكر الارهابي.

واليكم نص حديثه في المنظمة الدولية بجنيف:

 

السادة والسيدات ممثلي المنظمات غير الحكومية في مجلس حقوق الانسان في المنظمة الدولية

الاخوة والاخوات في المفوضية السامية لحقوق الانسان :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن الحديث عن حقوق الانسان في العراق في ظل الهجمة الداعشية البربرية هو حديث مرير في كل الأوجه والصعد سنوجزه بالاتي:

1-    لقد أرتكب تنظيم داعش من الفضائع مالم يُرتكب طيلة عقود من عمر الإنسانية من قتل ونحر وتفجير وتحريق وتغريق وسبي وإستباحة للمحرمات علاوة على أنه عمل على تغيير النسيج السكاني في المناطق التي سيطر عليها في جميع المحافظات سواء من خلال عمليات إبادة ممنهجة للمكونات الاخرى من الايزيديين والشبك والشيعة والتركمان في محافظة نينوى وغيرها من المحافظات بالاضافة الى العشائرالسنية  غير الموالية للتنظيم في الانبار وصلاح الدين وغيرهما ما أنتج فاجعة انسانية كبرى وثقتها المنظمة الدولية في سبايكر وبادوش وجبل سنجار وقرية البشير وغيرها.

 

2-    أنتج الغزو البربري الداعشي نزوح مئات الالاف من الأسر من مختلف المكونات الى محافظات كردستان ووسط العراق والفرات الاوسط في مخيمات إيواء ومناطق تفتقر أصلاً الى البنى التحتية والاغاثية اللازمة ما أنتج قلة في الخدمات الصحية والتعليمية ومعاناة شديدة جداً للسكان خاصة في أشهر اللجوء الاولى وحتى الان .

 

3-    لقد قام تنظيم داعش بتدمير ممنهج للبنى التحتية في المناطق التي كانت خاضعة لهيمنته وسيطرته في صلاح الدين والانبار وديالى علاوة على تدميره للأثار وأماكن العبادة لجميع الاديان والملل والطوائف في محافظة نينوى ، إن تدمير أماكن العبادة والتراث والاثار يستوجب حملة دولية للحفاظ على ما تبقى منها ومنع الاٍرهاب الداعشي من القيام بمزيد من تلك الاعمال الوحشية البربرية الممنهجة .

 

4-    ان تنظيم داعش يتبع فلسفة تقوم على عزل العقل البشري وإعادة تغذيته بالافكار الارهابية المتطرفة ما أنتج أجيالا جديدة من الارهابيين وخاصة من الفتيان والاطفال الذين غذاهم التنظيم بالفكر البربري المتطرف وجندهم لحسابه ما يوجب حملة مضادة للفكر البربري في المناطق التي خرجت عن سيطرة هذا التنظيم وأعيدت الى قبضة الحكومة المركزية أو حكومة الاقليم.

 

 

في مقابل كل تلك الوحشية والبربرية ينبغي الاشارة الى إضاءات سريعة ومهمة على صعيد التصدي الوطني الفاعل من قبل المؤسسة الامنية والاجتماعية والدينية :

 

1-    لقد عملت قواتنا الامنية بكافة أشكالها وصنوفها بالاضافة الى أبطال الحشدين الشعبي والعشائري على التصدي للتنظيم الارهابي وفق أعلى درجات الاتقان والمهارة وإبعاد السكان المدنيين عن الأخطار وتم تحرير محافظتي صلاح الدين والانبار ومدن مهمة أخرى بأقل الخسائر من قبل المدنيين وهي معايير تستحق الاشادة والاحترام لابناءنا الذين تحملوا المخاطر وقدموا التضحيات لضمان سلامة المواطنين الابرياء .

 

2-    شكل النزوح المليوني من المناطق التي داهمها الغزو الداعشي نكبة كبرى للوطن الذي سارع جميع أبناءه لاحتضان النازحين وإيواءهم فذابت التسميات الطائفية والمذهبية وتغير الخطاب الاجتماعي وأثبت العراقيون للعالم أجمع إنهم متحابون متآخون رغم كل دعوات الفتنة والطائفية والتمذهب والمصالح السياسية الضيقة.

 

3-    إن حجم المعاناة التي يتكبدها العراقيون في مقارعة التنظيم الارهابي تتطلب مشاركة المجتمع الدولي في تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه في التصدي للفكر المتطرف باعتباره ظاهرة عالمية لم تعد مقتصرة على منطقة ما أو شعب بعينه بل تهدد المجتمع الانساني باجمعه من هذا يتطلع العراقيون الى أن يكون الدور الدولي في مقارعة التنظيم أفضل من المرحلة السابقة علاوة على مد يد العون في إصلاح ما خربه التنظيم من بنى تحتية وإعادة الحياة الى المحافظات والمدن المدمرة ودعم عجلة الاقتصاد العراقي الذي يعاني الكثير بسبب الحرب على داعش والارهاب .

 

4-    إن الدعاية الاعلامية التي تناهض الوحدة الوطنية وتدفع باتجاه الترويج للطائفية والفكر الداعشي المتطرف هي نتاج لاجندات إنتهازية تحاول النيل من الوحدة الوطنية والتجربة الديمقراطية وقد كان للاعلام المظلل أثراً سلبياً في دعم العنف والروح الانتقامية وتوفير الفرصة الذهبية للمتطرفين في النيل من وطننا وشعبنا وعلى القنوات والمؤسسات الاعلامية الرصينة في المنطقة والعالم أن تكشف الوجه الحقيقي وتعري دعاة الفتنة والطائفية وتسهم في التصدي للهجمة البربرية الشعواء على وطننا وشعبنا وتنقل الصورة الايجابية الناصعة لقواتنا الامنية وابناءنا في الحشد الشعبي والعشائري في التصدي لعصابات الموت والقتل والجريمة .

 

5-    لقد كان لفتوى المرجعية دور كبير في إجهاض مخططات تنظيم داعش واسقاط العراق كله بقبضة هذا التنظيم مما خلق جواً للتلاحم الوطني بعدما كان المخطط هو أن يتذابح العراقيون فتبدل الامر الى الترابط الوطني والشعور الانساني الذي مثل حالة ايجابية في نفوس العراقيين .

 

المكتب الاعلامي

 

محرر الموقع : 2016 - 09 - 23