بالصور ...مراسم الليلة الأولى من عاشوراء 1438 هجري في مؤسسة الامام المنتظر (عج) في مدينة مالمو السويدية
    

عدنا الى شهر المصائب والعبر، شهر الأنبياء والأولياء، شهر الثورة والإباء، شهر التضحية والفداء، شهر إنتصر فيه الدم على السيف والحق على الباطل ليخلد أعظم واطهر واسمى ثورة في التاريخ قام بها خير البشر بعد رسول الله وسيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله ليسطر أسمى آيات الشهادة فيستقيم بدمه دين جده محمد صلى الله عليه وآله.

في الليلة الأولى من عاشوراء سنة 1438 هجري تجمع المؤمنون الموالون في مؤسسة الإمام المنتظر(عج)ليحيوا هذا الليلة المباركة بإقامة مجلس العزاء وأخذ العبرة وتعلم الدرس من سيد شباب أهل الجنة ليجددوا العهد له ولجدة بالثبات على طريقهم الإلهي الطاهر.

إفتتح المجلس على غير عادته مباشرة بالمجلس الحسيني لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الواعظي الذي إفتتح مجلسه لليلة الأولى بذكر الأعمال المستحبة في ليلة الأول من السنة الهجرية من صلاة وعبادات.

واصل سماحة الشيخ محاضرته بذكر مراسم عاشوراء كشعيرة من الشعائر التي يتمسك بها أتباع أهل البيت. فهي كباقي الشعائر من حج ورمضان الذي فيه يتوجه المؤمن الى الباري عز وجل ليستذكر فيه أعماله ويستفيد فيه من الإمام الحسين كما يستفيد من القرآن فهو عدل القرآن وهو حقيقة متجددة في كل يوم وسنة.

أما المناسك التي يتبعها المؤمنون الموالون في عاشوراء فقد ذكرها علماء الأخلاق في ثلاثة أمور:

1.   المشارطة: فيجب علينا التعاهد مع الإمام الحسين اننا إجتمعنا لركب سفينك سفينة النجاة. فهي تسع كل البشرية الى يوم القيامة لتنجيهم من نار جهنم. فيجب علينا معاهدته عليه السلام على ترك المعاصي والتمسك بما يحب الله ورسوله والأئمة الأطهار من وظائف دينية ودنيوية. وهذا ما خرج بسببه الإمام الحسين عليه السلام للإصلاح في أمة جده عليه السلام.

2.   المراقبة: وهو أهم وهو مراقبة الذات وعدم الإنجرار خلف الشهوات ووساوس الشيطان. وحتى إن إرتكب الإنسان المعاصي يجب أن يتوب ويندم على ما فعل ومحاولة العودة عنه والسعي لعدم الوقوع فيه.

3.   المحاسبة: يكفي لنا بضع دقائق كل يوم لمراجعة ما فعلناه هذا اليوم من محاسن ومساويء وهي من أهم صفات المؤمن

فثورة الإمام الحسين مليئة بالدروس والعبر منذ حدوثها وحتى يومنا هذا.

فهناك أشخاص كانوا أعدائه وحاربوه وقطعوا عليه الطريق كالحر بن يزيد الرياحي ولكنه إستشهد بين يدي سيد الشهداء وذكره التاريخ بحروف من نور. وهناك أشخاص كالضحاك الذي قدم مع الحسين وحارب معه في كربلاء وجرح ولكنه ترك الحسين وذهب مع فرسه ليترك الإمام يستشهد ولم يكمل طريقه الى الشهادة بين يديه. فذكره التاريخ كنموذج من سوء العاقبة. ويذكر لنا التاريخ حبيب بن مظاهر الذي كان سفير الحسين وبذل كل ما لديه في سبيل ثورة الحسين حتى استشهد بين يديه.

وختم سماحة الشيخ بالدعاء الى الحاضرين بالثبات على نهج الحسين وآل البيت عليهم السلام.

الفقرة التالية من البرنامج كانت للشيخ أبو فاطمة البصري الذي بدأ بالنعي والرثاء على سيد الشهداء سلام الله عليه بصوته الحزين الشجي. ثم قرأ الآية الكريمة 105 من سورة التوبة: بسم الله الرحمن الرحيم "وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". فقد طلب الله من الإنسان العمل وأكد أنه سيكون الرقيب عليه وهو الرحمن الرحيم. فالله هو العادل الذي لا يظلم ولايبخس الناس أشيائهم بل هو الذي يغفر للعباد ذنوبهم وهو الغفور الرحيم. فهناك أناس يسارعون الى الخير ويبحثون عن العمل الصالح وهناك أناس يحتاجون الى التذكير والدعم والمساندة ليمشي على طريق الخير والصلاح ولكن هناك أناس وصفهم القرآن أنهم صم بكم عمي فهم لافقهون وعلى قلوبهم غشاوة وهم من الضالين.

 وكذلك يسكون الرسول رقيب عليه وهو أيضا وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه رحمة للعالمين. وهو الذي عفى عن قاتل عمه ووصل كل الذين حاربوه وطردوه. فهو مثال للرحمة والقلب الحنون. وكان يقول "إدخرت شفاعتي لأهل الكبائر في أمتي" فكيف حالنا وخير الخلائق شفيعنا يوم القيامة

أما المؤمنون فقد أكد العلماء أنهم أهل البيت عليهم السلام وهم من سيشفع لنا يوم القيامة إذا مشينا على دربهم. فقد قدموا الغالي والنفيس في سبيل ثبات هذا الدين وتربية أمة الإسلام في طريق الصلاح والنجاة.

فحري بنا أن نستحي من الله ومن الرسول وأهل البيت من إرتكاب المعاصي والمحرمات ونطبق قول الله في قرآنه الكريم: "إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً".

ثم ختم الشيخ أبو فاطمة بذكر مصيبة الحسين عليه السلام والرثاء عليه عليه السلام.

وقبل إنفضاض المجلس قُدم طعام العشاء تيمناً بإمام الحسين عليه السلام

 

محرر الموقع : 2016 - 10 - 03