رفض عراقي لتدخلات البيت الأبيض وتأييد واسع لمواقف المرجعية.. الإصلاح قرار عراقي بامتياز
    

أكدت الحكومة العراقية، أن مجلس النواب هو الوجهة الوحيدة التي تبت بقضية إجراء الانتخابات المبكرة، كما أكدت رئاسة الجمهورية، أن الإصلاح المنشود في العراق هو قرار عراقي بامتياز، بینما اتهمت صادقون، أمريكا بالعمل على “اشعال الحرب”، من جهته أكد الحكيم، أن العراقيين قادرين على اصلاح شأنهم الداخلي بعيدا عن التدخلات الخارجية، هذا وأكد تحالف سائرون، أن موقف المرجعية ووعي المتظاهرين افشلوا “مخططات الجوكر الأمريكي .

وكان البيت الابيض دعا، امس الاثنين، المجتمع الدولي إلى التدخل في العراق مع استمرار التظاهرات التي تشهدها البلاد، فيما تبنى وجهة نزر اطراف سياسية معينة بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة.

كما أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي، إن “اللجوء الى اجراء انتخابات مبكرة وحل مجلس النواب او تغيير الحكومة يجب ان يكون وفق سياقات دستورية”، مبينا أن “هناك هناك آليات رسمها الدستور فيما يتعلق بالانتخابات المبكرة وتغيير الحكومة”، مضيفا أن “مجلس النواب هو الجهة الوحيدة التي تتولى البت بقضية الانتخابات المبكرة وحل البرلمان وتغيير الحكومة”.

بالسياق ذكر بيان للرئاسة الجمهورية، أن “الإصلاح المنشود في العراق هو قرار عراقي بامتياز، ويأتي استجابة لارادة العراقيين، ولا يمكن ان يخضع لإملاءات خارجية، فأي تدخل خارجي مرفوض وغير مقبول”، مشيرا أن “العراقيين يقررون وفق أولويات مصلحتهم الوطنية وباحترام إرادة المرجعية الدينية، وضمن السياقات الدستوریة والقانونية، وبقرارهم الوطني المستقل”.

هذا وقال النائب عن التيار الحكمة جاسم البخاتي إن “بيان البيت الابيض الامريكي خرق واضح للسيادة الوطنية واننا نسجل استنكارنا له”, مبينا ان “مطالب المتظاهرين لاقت قبولا من كافة الاطراف السياسية وان البرلمان منذ اللحظة الاولى من انطلاقها كان داعما لتلك المطالب”.

واضاف ان “تدخلات البيت الابيض الامريكي تستدعي كقوى سياسية التكاتف لترميم البيت العراقي وان لانسمح للدخلاء بالتدخل بشؤوننا”، مشددا على ضرورة ان “تعي الكتل السياسية خطورة الموقف وتفعيل المؤسسة التشريعة وانجاز التشريعات الضرورية”.

أميركا تعمل على اشعال حرب جديدة في العراق

وقال المتحدث باسم كتلة صادقون النيابية النائب نعيم العبودي، إن “الولايات المتحدة الأمريكية وسفارتها في العراق تحاول إشعال فتنة جديدة في البلاد وهذا ما لانسمح به”.

وأضاف العبودي، أن “التدخل الأمريكي بالشأن العراقي امر مرفوض”، مطالبا الشعب العراقي ومجلس النواب بـ”قول كلمته تجاه أمريكا وافعالها الخبيثة”، محذرا من أن “أمريكا تحاول إنهاء العملية السياسية الديمقراطية في العراق من أجل ضمان مصالحها”.

من جانبه أكد رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم، إن “ العراق للعراقيين حقيقة ناضل من اجلها ابناء هذا الشعب الابي وقدموا دماء ودموعا وتضحيات جساما من اجل عزتهم وكرامتهم وانهم ابناء وطن واحد يجمعهم مصير مشترك ، واننا اذ نجدد تاكيدنا وايماننا الراسخ بهذه الحقيقة فاننا ندين كل اشكال التدخل الخارجي في الشأن الداخلي العراقي”.

وأضاف الحكيم، أن “العراقيين قادرون على معالجة مشاكلهم ضمن مؤسساتهم الدستورية”، معتبرا أن “ما يجري اليوم من حراك عراقي شعبي ومساعي سلطات الدولة الثلاث لتلبية مطالب المتظاهرين على الرغم من الحاجة لبذل المزيد يؤكد قدرة العراقيين على اصلاح شأنهم الداخلي بعيدا عن التدخلات الخارجية”.

الى ذلك اكد النائب عن تحالف البناء علي الغانمي، ان “المرجعية كان لها دورا كبيرا في تثبيت العملية السياسية خاصة انها دائمة التواصل مع الحكومات بشكل غير مباشر”.

واضاف ان “المرجعية مدركة للخطر الذي تشهده البلاد وكانت تراقب اداء الحكومة والقوى السياسية منذ بداية التظاهرات، حيث انها اليوم لا تريد (حلول مسكنة) وتعديل الدستور احد اهم الإصلاحات، وبالتالي فأن المرجعية لا تريد تغييرا منفلتا”، مبینا ان “دعوات البيت الأبيض لاجراء انتخابات مبكرة مرفوضة تماما لأن أميركا اساس الخراب، حيث ان الحلول يجب ان تكون وطنية بعيدة عن التدخلات الخارجية”.

بيان البيت الأبيض تدخل سافر

بينما طالب رئيس لجنة الحقوق الانسان النيابية ارشد الصالحي، الحكومة والقوى السياسية برفض بيان البيت الابيض الاخير بشان الانتخابات المبكرة، لافتا ان “بيان البيت الابيض يعد تدخلا سافرا بحق السيادة العراقية، كما نرفض ذلك البيان لانه لغتة فيها تدخل كبير وواضح بالشأن العراقي”، متابعا ان “القرار يجب ان يكون عراقيا بعيدا عن امريكا وبياناتها السافرة”، حسب قوله.

بچوره عد النائب عن الفتح فاضل جابر إن “التظاهرات شأن عراقي ولا يحق لواشنطن التدخل بها او فرض اي وصايات او مقترحات لحكومته وشعبه”، مضیفا ان “بيان واشنطن ليوم امس  تدخل سافر بالشأن العراقي وانتهاك لسيادته”، مشيرا الى ان “المرحلة تتطلب موقف عاجل للرئاسات الثلاث والسلطة القضائية وتلبية مطالب المتظاهرين لقمع ومنع التدخلات الأميركية وغلق الأبواب إمامها”.

وأضاف “من أخطاء الرئاسات الثلاث تحدثها كثيرا عن الإصلاحات ولم تحدد حتى الان المدد الزمنية التي يمكنها خلالها تلبية المطالب وتنفيذ الإصلاحات”.

المرجعية والمتظاهرين افشلوا مخططات الجوكر الأمريكي

من جانبه أكد النائب عن تحالف سائرون سلام الشمري، إن “تدخل واشنطن بالشأن الداخلي ومطالبتها بإجراء انتخابات مبكرة أمر مرفوض قطعا كون الشعب وهو من يحدد مصيره دون إي تدخل أجنبي”، لافتا إلى إن “المرجعية الدينية والعقلاء ووعي المتظاهرين أجهض مخططات الجوكر الأمريكي بإشعال فتنة شيعية_شيعية عبر حرف مسار التظاهر وإسقاط الحكومة”.

وأضاف أن “واشنطن تحاول جر التظاهرات السلمية إلى مسارات أخرى والصدام مع القوات الأمنية لخلق فوضى داخلية وانفلات لكنها لم تفلح في ذلك بسبب وجود الحكماء”، مبينا أن “الإدارة الأمريكية لازالت تراهن على استمرار العنف وعدم استقرار العملية السياسية في العراق”.

وایضا أكد النائب عن تحالف البناء علي الغانمي، أن دعوات البيت الأبيض مرفوضة تماما لأن أميركا أساس الخراب، مبينا أن المرجعية مدركة للخطر الذي تشهده البلاد وتراقب أداء الحكومة والقوى السياسية منذ بداية التظاهرات.

فیما بينت النائبة عن ائتلاف النصر ندى شاكر، إن “تصريح المرجعية الدينية الأخير يعد تأييدا باستمرار الاحتجاجات الشعبية بشكل سلمي لتحقيق مطالب المتظاهرين”، لافتة إلى إن “المرجعية غير راضية على الأداء الحكومي تجاه الشعب”.

وأضافت أن “تهديد المرجعية الدينية الأخير بالذهاب نحو سلوك أخر تجاه الحكومة إذا لم تحقق مطالب المتظاهرين قد يفقد الحكومة شرعيتها وعدم قدرتها على البقاء في كرسي السلطة”، مبينة أن “الحكومة أمر فرصة كبيرة لتحقيق مطالب المتظاهرين قبل زوالها”.

محرر الموقع : 2019 - 11 - 13