فــي الســويــد...طقوس أعراس عراقية تجذب السويديين
    

 السويد -  عمار السبع 
رغم بعد المسافات وطول سني الغربة، لكن الطقوس العراقية في أحياء الحفلات لا تزال حاضرة في اغلب هذه المناسبات التي تجمع العراقيين على مائدة واحدة يتبادلون من خلالها الاحاديث ويستذكرون عبرها السنين الماضية التي عاشوها في محافظات العراق والطقوس والتقاليد  التي كانوا يقيمونها انذاك، وتسعى اغلب العائلات العراقية  المتواجدة في السويد على جعل حفلات زفاف أولادها وبناتها ذات طابع عراقي من خلال الموسيقى والاكلات التي تقدم للحاضرين، وتؤكد هذه العائلات ان الهدف من اقامة هذه الاعراس بهذه الطريقة هو جمع أبناء الجالية بعيداً عن الانتماءات المذهبية والطائفية ، وكذلك تقديم صورة عن عاداتنا وتقاليدنا للمجتمع السويدي الذين يحضرون لهذه الاعراس بشكل دائم.  «الصباح» حضرت أحد الاعراس العراقية في مالمو واعدت هذا التقرير. 

حفل عراقي

محمد السعدي وهو والد احدى الشابات العراقيات التي تزوجت مؤخراً في مالمو يوضح  « حرصنا جداً ان يكون حفلاً عراقياً بكل شيء من الموسيقى التي صدحت ومن الاكلات التي قدمت للضيوف، امتداداً لطقوس وتقاليد العراقيين في داخل البلد، في هذا الحفل جمعنا به ضيوفا من كل الأطياف رجماً للنزعة الطائفية الى فرضت على العراقيين وابراز وجه العراق الجميل».

انتصار الفرح  

وأضاف «ضيوفنا السويديون الذين كانوا من محامين وكتاب ومثقفين وأصدقائهم أثنوا على أجواء العرس وطقوسه ومحبة العراقيين للفرح، بالضد ما كانوا يحملونه من انطباعات سلبية عن علاقتنا بالحياة والحريّة، وانا كأب تركت العراق أكثر من ثلاثة عقود لكنه لم يتركني ما زال يوشوش في ضميري وحبي للعراق والعراقيين واردت بهذا الحفل من خلال زواج ابنتي بيدر أن أبين للجميع بأن العراقيين رغم وجعهم ما زالوا يتطلعون الى غد مشرق « .
الشاعر رياض محمد يقول « سعادة ومتعة حقيقية لحضور أعراس العراقيين في المنافي،  نحن نحتاج إلى أن نفرح ببعضنا ان نلتقي ،ان نتواصل على المحبة، أعراس العراقيين في المنافي فرصة مناسبة لتخفيف الضغط النفسي الذي يعيشه المنفى ولتخفيف وطأة أخبار بلادنا التي لاتسر والتي تسهم في تعميق غربتنا « 
ويضيف « حفلة عرس الأحبة بيدر وامرؤ القيس كانت رائعة وممتعة باجوائها العراقية والحضور العراقي المميز وقد تكللت بجمع قلبين على السعادة والحب».

رسائل ايجابية 

اما الناشطة هدى علي ترى ان «إقامة هذه الاعراس وفق الطقوس العراقية هي فعاليات ذات رسائل إيجابية عنا كعراقيين في السويد وفي اوروبا لتعريفهم بعاداتنا وتقالدينا في الأفراح والمناسبات الخاصة والعامة، وأغلب السويديين الذين يحضرون هذه الاعراس يتفاعلون مع الفقرات التي تقدم ويستمتعون بالاجواء الموجودة ويتحدثون عن أهلهم واصدقائهم عنها «وتكمل» واعتقد ان الإصرار على إقامة الاعراس بهذه الطريقة هو تعبير حقيقي عن تمسك العراقيين بعاداتهم وتقاليدهم حتى وان تركوا العراق منذ زمن بعيد كذلك هي فرصة رائعة للقاء أبناء الجالية على المحبة والوئام».

محرر الموقع : 2016 - 11 - 06