الوسطاء الأوروبيون في طهران..رسائل جديدة لمنع انهيار الاتفاق النووي
    

تطرقت صحيفة ابتكار الإيرانية في عددها الصادر أمس، وبقلم المحلل السياسي محمد رضا ستاري إلى زيارة وزيرا خارجية هولندا والنمسا إلى إيران والمفاوضات التي قاما بإجرائهما في إيران التي دارت حول الاتفاق النووي.

في وقت جعلت الدول الأوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ومع دخول إيران في الخطوة النووية الخامسة؛ استمرار الاتفاق النووي بعد تفعيل آلية الضغط على الزناد، أمرا صعبا، ازدادت زيارات المسئولين الأوروبيين إلى طهران بعد زيارة مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزب بوريل.

في طهران، أوضح بوريل ما قامت بها أوروبا لاستمرار الاتفاق النووي، كما بيّن أن تلك الأعمال لم تتماشى مع الالتزامات الأوروبية، وبعد ذلك في قمة ميونيخ أوضح بصراحة بأنه إذا أردنا الحفاظ على الاتفاق النووي، فعلينا أن نتخذ إجراءات لانتفاع إيران بهذا الاتفاق.

وفي هذا الصدد، وبينما يقول بعض المراقبين أن لهجة أوروبا تجاه إيران والاتفاق النووي أصبحت أكثر اعتدالا خلال الأسابيع القليلة الماضية، سافر خلال يومين وزيرا الخارجية الهولندي والنمساوي أيضا إلى طهران، كمبعوثين أوروبيين خلال جولتين. كما أجريا محادثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والرئيس حسن روحاني.

في هذا الصدد، وصل وزير خارجية هولندا، أسف بلوك، إلى طهران يوم السبت، وبالإضافة إلى الاتفاق النووي، ناقش قضايا مثل زيادة التوترات في المنطقة والوضع في العراق واليمن وسوريا وأفغانستان مع محمد جواد ظريف. في لقائه مع روحاني أشار بلوك إلى الخطوة الأمريكية الخاطئة بالانسحاب من الاتفاق النووي وشدد على مساعي الاتحاد الأوروبي للحفاظ على هذا الاتفاق، قائلا إننا نعتقد أن استمرار المفاوضات سيكون حلا للمشاكل. في هذا الصدد، أخبر الرئيس روحاني رئيس الدبلوماسية الهولندية أنه يجب على جميع الأطراف العمل للحفاظ على الاتفاق النووي.

شالنبرغ يحمل رسالة أوروبية جديدة إلى طهران

في هذه الأثناء، غادر وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ إلى طهران بعد فترة وجيزة من لقاءه بنظيره الهولندي أمس.

شالنبرغ، الذي أعلن وفقا لوسائل الإعلام النمساوية، بان سفره إلى طهران يأتي لنقل رسالة أوروبية جديدة إلى المسئولين في إيران، صرح في مقابلة بأننا ما زلنا نحاول التوسط بين إيران والولايات المتحدة وإذا كان البلدان لا يريدان الجلوس إلى طاولة المفاوضات، سنأخذ طاولة المفاوضات إليهم.

كما أقر وزير الخارجية النمساوي بالتشاور مع مايك بومبئو ومسئولين أوروبيين آخرين للسفر إلى طهران، قائلا إن الوضع في منطقة الخليج شديد التوتر وأن انهيار الاتفاق النووي قد يشكل مخاطر لا يمكن التنبؤ بها لأوروبا. لهذا نحن بحاجة إلى تكثيف مفاوضاتنا في هذا الوقت.

وقبيل زيارته إلى طهران، صرح في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) أنه سيقدم اقتراحا إلى المسئولين في إيران لأنهم يشعرون بقلق عميق بشأن الوضع في المنطقة ويركز في زيارته طهران على انخفاض التوترات.

أوروبا ملزمة بتقديم الحلول

غيّر المسؤولون الأوروبيون في الأيام الأخيرة لهجتهم بعد إطلاق آلية الضغط على الزناد من قبل الدول الثلاث، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، والتي إذا تمت إحالة قضية إيران إلى مجلس الأمن، إذ يمكن أن تؤدي إلى فرض عقوبات دولية على إيران وتؤدي إلى انهيار كامل للاتفاق النووي، فإنهم يسعون لإيجاد حلول لإجراء الحوار للحد من تأجيج التوترات.

في غضون ذلك، دعوا إلى القضاء على التوترات كأولوية قصوى لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والتأكيد على الحفاظ على الاتفاق النووي. وقبل زيارته إلى طهران، أوضح وزير الخارجية النمساوي، أن التخلي عن الاتفاق النووي كان خطأ وأن الاتفاق هو الاتفاق الوحيد الذي نحتاج إلى التركيز عليه.

روحاني يصف الاتفاق النووي بأنه اتفاق دولي

ووفقا لتقارير فان الرئيس روحاني وخلال الاجتماع، وصف الاتفاق النووي بانه يتعلق بالمجتمع الدولي وقال إن طهران لا تزال تعتقد أنه يمكن الحفاظ على الاتفاق النووي. في الاجتماع، شدد رئيس السلك الدبلوماسي النمساوي على أن الحفاظ على الاتفاق النووي يعد السياسة الرئيسية للاتحاد الأوروبي وقال إننا سنبذل قصارى جهدنا لإنقاذ الاتفاق النووي.

وأشار أيضا إلى الوضع المتوتر في المنطقة، ووصف خطة هرمز للسلام التي طرحها حسن روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام؛ بأنها خارطة طريق لتحقيق الاستقرار في المنطقة، قائلا إن بلاده ترحب بهذه الخطة التي قدمت لبناء الثقة.

محرر الموقع : 2020 - 02 - 25