الإعلام العراقي في المهجر وطن سواح
    

د.مكي كشكول 

أستراليا

أنعمت علي الصدفة يوما بالتعرف على شاب حسن الهيئة وسيم الطلعة دمث الخلق لين العريكة يتصبب عرقا بينا هو ممتشقا كاميرته كما يمتشق الفارس سيفه، تدور معه حيث يدور، مصوبا عدستها تارة تجاه الشمال وتجاه الجنوب تارة أخرى، مداعبا أزرارها علوا وإنخفاضا، معتلية كتفه إعتلاء الطفل كتف أبيه، يدور معها وبخفة النحل أو أشد ذات اليمين وذات الشمال، محاولا وبكل ما أوتي أن ينثر عبير عبقها على كافة أرجاء القاعة وموجها سهام ألقه على كل من كان حاضرا في تلك الأمسية الصيفية الحارة. إنه الشاب المثابر صاحب الإبتسامة المميزة والتي تسبق كلمات ترحيبه الحارة، سمير قاسم، مدير قناة العراقية في أستراليا. تراه مترجلا يسابق الزمن للحاق بمناسبة ما مرة أو قائدا لمركبته مرة، تجده في الكنيسة صباحا وفي المسجد مساءا، او تجده في مؤسسة عربية ضحى وفي جمعية كردية عصرا. هذا هو ديدنه مذ عرفته، إنسانا محبا مخلصا لعمله عاشقا وفيا لمهنته، أعطاها الكثير من راحته ووقته ولم يأخذ منها إلا السمعة الطيبة والسيرة الحسنة. ومن خلال الإطلاع على ما يقوم به من تغطيه لما يجري من أنشطة ومناسبات وطنية كانت أم دينية، وجدت أن قناة العراقية، ومن خلال ما يقوم به مديرها، قد إضطلعت ولا تزال، بالقيام بمهام عدة ومسؤوليات جمة في بلد المهجر، أستراليا. فهي تعمد الى مد جسور التواصل للجالية العراقية المقيمة في استراليا بشتى دياناتها وقومياتها وطوائفها مع البلد الأم، العراق، من خلال جعل المواطن العراقي في كافة أرجاء العراق يعيش أجواء ابنائه المغتربين، فرحا وترحا وأعيادا وطقوسا وشعائر دينية. وقد بذلت قناة العراقية، ممثلة بمديرها، جهودا مضنية في النأي بنفسها بعيدا عن الطائفية والمذهبية والتحزب والتخندق مع مجموعة عرقية أو دينية دون أخرى، بل حافظت على ذات المسافة من الجميع. وكتطبيق واقعي وعملي على الحيادية والموضوعية والشفافية في نقل الأخبار وما يحدث على الساحة الأسترالية، فقد كانت العين المبصرة والراصدة لكل ماتقوم به الجالية من نشاطات ثقافية وأدبية وإجتماعية وسياسية ورياضية وغيرها من النشاطات من خلال دأبها وحرصها الشديدين على تغطية كل تلك الأنشطة. وقد لعبت التقارير التي يعدها السيد سمير دورا فاعلا في تعريف المواطن العراقي بالتنوع العرقي والديني والإثني وسحر الطبيعة الأسترالية وإغناء الساحة الثقافية العراقية بالعديد من المواضيع النافعة والمواد الإخبارية المفيدة، بسبب من تنوعها وإختلاف مصادرها وغزارة المادة التي تقدمها وسعة المساحة التي تغطيها وتناولها لمواضيع لم يتطرق لها أحد من قبل. وبذلك فقد مثلت قناة العراقية ولازالت أنشودة عراقية اصيلة تعزف على أوتار الوطنية لتصل لحنا متناسقا موحدا متآلفا يدخل بيت كل عراقي من دون إستئذان ليشنف آذاننا ويريح أسماعنا ويجعلنا نعيش أجواء بلدنا الحبيب لحظة بلحظة وساعة بساعة ويوم بيوم

 

 
 
محرر الموقع : 2016 - 12 - 14