الحرارة تتجاوز الـ50 وانخفاض ساعات التجهيز.. صيف العراق يعيد أزمة الكهرباء للواجهة
    
مع ارتفاع درجات الحرارة في صيف العراق، وهو ما يحصل كل عام، تنخفض ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية إلى أدنى مستوياتها، ما يزيد من نقم الأهالي واستهجانهم لحقيقة ما يجري في هذا القطاع الذي بقي دون حلول جذرية من تسعينيات القرن الماضي.
 
أغلب مدن الوسط والجنوب في العراق، تشهد في الأوقات الحالية انخفاضاً ملحوظاً بعدد ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية، وتصل إلى نحو خمس أو ست ساعات خلال اليوم بأكمله، ما أدى إلى خروج تظاهرات احتجاجية في العديد من هذه المدن، خصوصاً في ظل إجراءات الحجر ومنع التجوال التي فرضتها الحكومة، في ضوء ارتفاع نسبة الإصابات بفيروس كورونا المستجد، وغياب الحلول الحقيقية لواقع الكهرباء رغم صرف عشرات المليارات على هذا الجانب منذ 17 عاماً، من دون تغيير ايجابي.
 
انخفاض ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية لقي ردود أفعال غاضبة من الناشطين والمدونين في مواقع التواصل الاجتماعي، فمنهم من يتهم الحكومة بالتقاعس عن أداء دورها في هذا القطاع، ومنهم من يعزو الأمر إلى تدخلات خارجية لإبقاء الوضع كما هو عليه الحال، بهدف فرض إراداتها على الدولة العراقية، في وقت سافر رئيس الوزراء إلى محافظة البصرة، وعقد اجتماع مجلس الوزراء هناك، عقب ارتفاع موجة السخط في هذه المحافظة، التي يسهم نفطها بتمويل غالبية الموازنة العراقية.
 
سامان عبد الله، كتب في تغريدة له بموقع تويتر: "السمجه خايسه من راسها.. حتى لو يسوون لجنة تحقيق الغرض منها سرقة اموال العراق وابتزاز الوزراء السابقين في وزارة الكهرباء (تنطيني لو افضحك)".
 
المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى تحدث في وقت سابق، عن مجموع الأموال التي خصصت لوزارة الكهرباء منذ عام 2003، وذكر أنها لا تتجاوز 62 ملياراً، وليس 400 مليار كما يشاع.
 
من جانبه، كتب حبيب العبيدي "وزارة الكهرباء الجديدة في العراق ليس فيها جديد سوى الوزير أما الكادر فلم يتغير".
 
وقطع محتجون في عدة مدن جنوبي العراق، الطرق، وأشعلوا النيران في الاطارات، احتجاجاً على النقص الكبير في ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية.
 
بدوره، كتب أبو الحسن: "تدري شنو انه ساكن في محافظة جنوب العراق تصدر يومين ما يقارب المليون برميل من النفط وعدد السكان مليون نسمة ويوجد فيها منفذ حدودي وارداته ملايين الدولارات، نسبة تجهيز الكهرباء فيها 10 ساعات، يومين 14 ساعة اطفاء، ودرجة الحرارة تصل للـ50 درجة، عن محافظة ميسان أحدثك".
 
علي حاتم، كتب بلهجة ساخرة إنه عندما توفي مخترع الكهرباء أديسون تم تكريمه بإطفاء الكهرباء يوما كاملا في العالم، ومازال العراق يكرمه إلى يومنا هذا.
 
فيما اتهمت "المهندسة سالي" الادارة الأميركية، بالوقوف خلف أزمة الكهرباء في العراق، بالقول: "يبدو ان مشكلة الكهرباء في العراق الارادة الاميركية ترفض حلها بالرغم من المليارات المرصودة، والدليل الحرب على الاتفاقية الصينية وشركة سيمنز، في مقابل حلت المشكلة في الكويت أثناء الحرب بوضع سفن كهرباء في البحر".
 
وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي قد وجه انتقادات لوزارة الكهرباء في الحكومة السابقة التي "لم تقم بالمشاريع الخاصة بصيانة الكهرباء"، الأمر الذي فاقم من مشكلة الكهرباء، لا سيما في هذا الظرف الاقتصادي والمالي الذي يعيشه العراق بسبب انهيار أسعار النفط عالمياً نتيجة تداعيات جائحة كورونا.
محرر الموقع : 2020 - 07 - 15