رئيس أساقفة الموصل مرشحا لجائزة 'سخاروف' الأوروبية لحرية الفكر
    

رشح رئيس أساقفة الكلدان في الموصل، المطران نجيب ميخائيل، لجائزة "سخاروف" العالمية لحرية الفكر، وذلك نظير عمله إنقاذ مئات المخطوطات التاريخية من تدمير تنظيم داعش في العام 2014.

وقال المطران ميخائيل في حديث لوكالة الأنباء القبرصية، أمس الجمعة، 25 أيلول 2020، "لم أحفظ هذا التاريخ لمجرد أنني مسيحي، لقد أنقذت هذا لأنني إنسان وكل ما يهمني هو بشري، مثل حياة البشر والإنسان يصبح أكثر قيمة عندما يكون له جذور".

وأضاف انه ومنذ العام 2007 يقوم ومساعدوه بنقل وحماية المخطوطات من التدمير المحتمل على أيدي المتطرفين الإسلاميين، وحتى الآن، احتفظت المجموعة رقميا بأكثر من 8000 مخطوطة غير منشورة سابقا، تعود إلى القرنين العاشر والتاسع عشر.

وتابع رئيس الأساقفة بالقول "ولدت الثقافة والحضارة هنا واليوم هي حمام دم والدمار شبه كامل وشامل، ولكن حتى مع كل هذا فإننا نحتفظ بالأمل في مستقبل أفضل".

ومنذ عام 1750 تم حفظ العديد من المخطوطات في مكتبة دير الدومينيكان في الموصل، لكن تم نقلهم من الدير ابتداء من عام 2007، وسط تصاعد أعمال العنف ضد المسيحيين والأقليات الأخرى على أيدي الجماعات المتطرفة.

في عام 2014، وصل تنظيم داعش إلى الموصل، وتحت التهديد بالقتل ما لم يعتنقوا الإسلام، فر المسيحيون من المدينة.

وبعد أن توقفوا عند نقاط التفتيش على الطرق، استولى عناصر داعش على كل شيء، لكن المطران نجيب وإخوته تمكنوا من اجتياز الحواجز بأمان، ثم، قبل عشرة أيام فقط من غزو داعش للموصل، أنقذ العديد من المخطوطات مرة أخرى، وهذه المرة أحضرها إلى أربيل.

وأشار إلى ان الوثائق تتضمن أكثر من 25 موضوعا، بما في ذلك اللاهوت والفلسفة وعلم الفلك والطب والتاريخ والجغرافيا، ويعود العديد منها إلى "القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر باللغة الآرامية"، كما أن هناك وثائق باللغات السريانية والعربية والتركية والأرمينية والعبرية والفارسية وغيرها.

والمطران نجيب ميخائيل من دولة الدومنيكان، عمل منذ عام 1990 على الحفاظ على المخطوطات والوثائق التاريخية الأخرى في الموصل التي تعد كنوزا تاريخية، وقد تم تعيينه في عام 2018، رئيسا لأساقفة الكلدان في الموصل، قبل أن يتم تكريسه أسقفا وتنصيبه في كانون الثاني 2019.

جدير بالذكر ان البرلمان الأوروبي يمنح جائزة "سخاروف" للذين يكرسون أنفسهم للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الفكر، والمرشحون الآخرون هذا العام للجائزة هم المعارضة الديمقراطية في بيلاروسيا، وبعض نشطاء البيئة في هندوراس، بالإضافة إلى مجموعة من نشطاء مجتمع الميم في بولندا.

وسيتم الإعلان عن الفائز بالجائزة في 22 تشرين الأول المقبل.

محرر الموقع : 2020 - 09 - 26